موقع القنفذة
تعد مدينة القنفذة بأنها واحدة من أهم مدن مكة المكرمة وهي موجودة في الجزء الجنوبي من المكة المكرمة، ضمن المدن الساحلية في المنطقة، إذ تحد هذه المدينة إمارة منطقة عسير من الناحية الجنوبية، وكذلك إمارة منطقة الباحة، بالإضافة إلى محافظة العرضيات من الشرق، ويحدها من الشمال محافظة الليث، أما من الجهة الغربية فهي تمتد بواجهة بحرية مطلة على البحر الأحمر وبمسافة تصل إلى حوالي 165كم، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة القنفذة.
تُعرف هذه المدينة بأنّها غادة الجنوب، ولعل أكثر ما يميزها هو وجودها الطريق الساحلي الدولي الواصل بين كلٍ من مدينة جيزان وجدة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المدينة تبعد عن مكة المكرمة مسافة تصل إلى مئتين وتسعين كيلو مترًا تقريباً، أما عن جدة فتفصلها مسافة تزيد عن ثلاثمئة كيلو متر تقريباً.
السياحة في مدينة القنفذة
تتميّز هذه المدينة بامتلاكها مكانةً سياحية في الدولة؛ ولعل السبب في ذلك يعود إلى امتلاكها مجموعة من الشواطئ الجميلة، الأمر الذي جعلها من أهم مدن المنطقة، إذ تعد ثالث أكبر محافظة من محافظات منطقة مكة المكرمة وذلك بعد كلٍ من جدة والطائف وذلك من حيث المساحة، وكذلك الكثافة السكانية، بالإضافة إلى النهضة العمرانية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المدينة تمتلك الكثير من الأراضي الصالحة للاستثمار بأشكاله المختلفة وتصل مساحتها إلى حوالي 61%، الأمر الذي يزيد من فرص الاستثمارية الضخمة فيها بما في ذلك الاستثمار السمكي، وكذلك الزراعي، والصناعي، ومن الأمور المشجعة على السياحة اعتبار هذه المنطقة نقطة التقاء لمناطق ومحافظات الجنوبية بالمحافظات الغربية من البلاد، ومن الجدير بالذكر استقبال هذه المدينة لعدد كبير من الناس خلال الإجازات من أجل قضاء أجمل الأوقات بالقرب من الشواطئ، الأمر الذي أدّى إلى انتشار الشقق المفروشة، وكذلك الفنادق، بالإضافة إلى الشاليهات، وظهور العديد من المرافق والمنتجعات السياحية بالإضافة إلى الجزر والمحميات الطبيعية ولعل أشهرها محمية جزر أم القماري.
نبذة عن تاريخ مدينة القنفذة
تعود نشأة هذه المدينة إلى بداية القرن الثامن الهجري، وتحديدًا إلى عام 709هـ، وذلك حسب المصادر التاريخية القديمة، وقد شكلت هذه المدينة منذ قديم العصور الشريط الساحلي الشرقي الموازي للبحر الأحمر، إذ إنها كانت من الطرق البرية المقصودة من قبل العديد من قوافل التجارة البرية من اليمن وحتى الشام والعكس، وقد تحدّث الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب أنّ هذه المنطقة كانت من ضمن المحطات الرئيسية التي يمر بها حجاج صنعاء، كما أنها كانت ملتقىً لمياه وادي قنونا الذي يعد أحد أودية السراة والذي يصب في البحر الأحمر، وفي القرن الثالث عشر كانت هذه المنطقة تعد منطلقاً لحملات محمد علي باشا الحربية، كما أنها كانت ميدانًا للعديد من القوى العسكرية بما في ذلك العثمانيين والإيطاليين، ومن الجدير بالذكر أنها كانت تُعرف في السابق باسم البندر، وقد أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العثمانيين وتعني السوق باللغة التركية.