الفرق بين التعليم والتعلم والتربية

الفرق بين التعليم والتعلم والتربية
الفرق بين التعليم والتعلم والتربية

التربية

التربية عبارة عن فن تعليمي يشمل كيفية تعليم الأطفال، ومصطلح التربية مرادف لمصطلحي التدريس والتعليم، ولكنه لا يشبه هذين المصطلحين تمامًا؛ إذ يوجد بينهم بعض الفروقات الجوهرية، وعلى مر التاريخ ناقش المعلمون والفلاسفة أساليب التربية المختلفة، واقترحت العديد من النظريات والتقنيات لرفع مستوى التربية والتعليم، وقد استخدم المعلمون والتربويون مجموعة متنوعة من الأبحاث والمناقشات حول نظريات التربية لإنشاء وتطوير علم أصول التدريس، وغالبًا ما كان يواجه المعلمون تحدي دمج التطوير والتقدم التكنولوجي الجديد في أساليب التربية.

تعتمد أساليب التربية الناجحة على قدرة المدرسين على احتضان علم التربية، وكيفية تفاعلهم مع أولياء الأمور الذين يفهمون احتياجات وقدرات أولادهم المتعلمين وفق أفضل طرق الاتصال والعرض، وعلم أصول التدريس (علم التربية) قد اشتق وجاء من الكلمة اليونانية القديمة باياغوغوس (Payagogos)، وهي كلمة مُشتقة من تركيب كلمة طفل (payos) وكلمة زعيم (agogos)، وكان يُستخدم المصطلح ليدل على معنى جملة فن التدريس، وفي العصر الحديث يفضل المربون التمييز بين علم أصول التدريس (تربية الأطفال) وعلم التعليم للكبار، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا أصبحت تُستخدم مصطلحات أخرى لعلم التربية مثل مصطلح علم الأندراغوجية.[١]


التعليم

التعليم يُعرَّف بزراعة الحكمة والأمل والاحترام داخل المُتعلم، وغالبًا لا يُفرِّق الناس بين التعليم والتعلم، والتعليم يهدف لتنمية البيئات المتفائلة وعلاقات المتعلمين، وفي السنوات الأخيرة أظهرت لنا التطورات العلمية في علم الأعصاب كيفية أن التعليم يؤثر على الجسم والنشاطات الاجتماعية إيجابيًا، كما أن التعليم يهدف لتطورات وأهداف مختلفة أخرى مثل:[٢]

  • تحقيق الهدف من التربية والتعليم وهو رفعة البشرية.
  • نشاطات التربية والتعليم تتطور تطورًا فعالًا أثناء ممارسة الحديث والمناقشة، وفي هذه الحالة يبدأ المعلمون في إنشاء بيئات وعلاقات تُمكن الناس من استكشاف تجاربهم وأفكارهم وغيرها من التجارب.
  • التعليم الجيد يحوِّل الإنسان لتصبح نفسه محترمة ومستنيرة وحكيمة.
  • يهدف التعليم بشكل رئيسي لاحترام الحقائق والبشر الآخرين.
  • يهدف التعلم للعودة إلى التجارب دائمًا فالتعليم لا يأتي من فراغ ويُزرع في الأفراد والمجتمع.


التعلم

إن أهداف التعلم هي الأهداف الأكاديمية التي توضع من قبل المعلمين للطلاب لتلبية وموافقة معايير التعلم لدى الطلاب، وأي معلم مُهتم بتوصيل علمه للآخرين ينشئ مجموعة واسعة من المصطلحات المُختلفة لإثراء التعلم، ويستخدم المعلمون أهداف التعلم بطرق مختلفة لتحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية، وهذه الأهداف هي وسيلة للمعلمين لإعادة هيكلة أهداف التعلم لفترة زمنية مفتوحة أو مُحددة، وتُستخدم أهداف التعلم أيضًا في تقييم أداء المدرسين والمُعلمين، وأهداف التعلم تتركز على توضيح التوقعات الأكاديمية للطلاب حتى يعرفوا بدقة ما هو متوقع منهم، وعندما تكون أهداف التعلم غائبة أو غير واضحة قد لا يعرف الطلاب ما هو متوقع منهم، لأن الأمر إن لم ينجح قد يؤدي إلى الارتباك أو الإحباط الشديد من قبل هؤلاء المتعلمين..

تختلف المصطلحات المُستخدمة في أهداف التعلم، كما يختلف استخدامها اختلافًا كبيرًا من دولة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، وفيما يلي بعض الأشكال الرئيسية التي تُمارس لإثراء وتقوية أهداف التعلم:[٣]

  • تطوير أهداف السنة الدراسية أو المستوى الدراسي: في هذا الأسلوب تكون أهداف التعلم مرادفة لمعايير التعليم، وتكون الأوصاف مكتوبة بشكل موجز لما يتوقع من الطلاب، ويكون المتعلمون قادرين على التعلم بمراحل محددة ومُخططة من قبل المُعلم، كما تصف هذه الحالة أهداف التعلم وما يجب على الطلاب تحقيقه أكاديميًا بنهاية مستوى معين من الصفوف الدراسية أو نطاقات الدراسة الأخرى كالدورات التدريبية.
  • رفع مستوى أهداف الدورة أو البرنامج: في هذا الشكل من التعلم يُمكن للمدرسين تحديد أهداف التعلم عن طريق الدورات والبرامج الأكاديمية الأخرى مثل: دورات المدرسة الصيفية أو برامج العطلة، وفي هذه الطريقة من التعلم تكون الأهداف هي نفس الأهداف الأكاديمية التي تأتي من خلال التدريس في الصفوف الدراسية.
  • تحقيق أهداف المشروع: عن طريق هذا الشكل من التعلم يُحدد المدرسون أهداف التعلم للمخططات التعليمية مثل: عادة تدريس سلسلة من الدروس تركز على موضوع معين أو موضوع مشترك مثل الفترات التاريخية في عالمنا على سبيل المثال، وفي حالة التعلم القائم على هذه الطريقة أي المشاريع تُستخدم مشاريع متعددة الجوانب كاستراتيجية لتنظيم تعليم الطلاب.
  • تحقيق أهداف الدرس والفصول الدراسية: يمكن للمدرسين أيضًا توضيح أهداف تعلم دروس محددة، وعلى سبيل المثال يمكن للمدرسين كتابة مجموعة من أهداف التعلم اليومية على السبورة وتتبعها حتى تشرح كلها، أو نشر الأهداف على نظام دورات تدريبية للطلاب عبر الإنترنت، وفي هذه الحالة تُحرِّك أهداف التعلم الطلاب تدريجيًا نحو تحقيق أهداف تعليمية أكثر شمولًا لوحدة دراسية معينة أو دورة تدريبية قصيرة، وفي الممارسة العملية يُعبر المعلمون عادة عن أهداف التعلم بطرق مختلفة لتحقيق أهدافهم التعليمية، وهذا يُشجع الطلاب على التفكير وتوسيع آفاقهم أثناء التعلم.
  • شرح أسلوب العبارات الوصفية: يُعبر هذا الأسلوب عن أهداف التعلم باعتبارها عبارات موجزة تصف ما يجب أن يعرفه الطلاب أو ما يستطيعون فعله بحلول نهاية فترة تعليمية مُحددة، وعلى سبيل المثال كيفية شرح طريقة الفصل بين السلطات القضائية والتشريعية في دولة ما.


تاريخ علم التربية في التعليم

منذ القدم حاول اختصاصيو التربية إيجاد طرق مميزة لاكتشاف إمكانيات الذكاء وتحبيب التعلم لتلاميذهم، وأدى ظهور الكتابة حوالي عام 3,000 قبل الميلاد إلى أسلوب تعليمي جديد عبر تاريخ العلم والتربية مما رفع مستوى علم التربية في كافة مناطق العالم بخاصة اليونان، وفي اليونان القديمة ساعدت الفلسفة في دخول الخطاب الوطني لكل الممالك والجمهوريات في العالم القديم، وكان أفلاطون من أوائل المطورين والمدافعين عن علوم التربية، كما طور علم التربية الفيلسوف سقراط من خلال أسلوبه الذي يُسمى الأسئلة في التربية.

وخلال بداية عصور النهضة في عام 1548 ميلاديًا اعتقد اليسوعيون أن التعليم عالي الجودة هو أفضل طريق لحياة هادفة، واتبع اليسوعيون النماذج التعليمية المتاحة مع تطوير أساليبهم التربوية ليصبحوا أساتذة المدارس في كافة مناطق أوروبا، وعلى زمن اليسوعيين كان علم أصول التدريس يشمل خمسة عناصر أساسية وهي: سياق التربية المُراد تعليمه، والخبرة، والتفكير، والعمل والتقييم لهذا السياق، وخلال منتصف القرن السابع عشر الميلادي في المنطقة التي تعرف حاليًا بجمهورية التشيك كتب المربي كومينيوس أول كتاب مدرسي للأطفال يحتوي على رسومات تربوية، وأصبح يحظى باحترام كبير في جميع أنحاء شمال أوروبا إلى وقتنا هذا بسبب تبنيه لضرورة تعليم المرأة كالرجال.

خلال القرن الثامن عشر الميلادي قدم الفيلسوف جان جاك روسو منهجيته في تربية وتعليم الأطفال خلال روايته إميل، وهي رواية تتحدث عن تعليم صبي صغير، وتُركز هذه الرواية على أهمية التعليم والتجربة الشخصية في تربية الأطفال من عمر 2-12 عامًا، وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر الميلادي نشر يوهان هاينريش مصطلح بيستالوزي، وهو مصلح تعليمي وتربوي سويسري، وأصبح هذا النظام نظامًا منتشرًا للنهج التعليمي في أوروبا وأمريكا، وبعد اتباع هذا المنهج أصبحت مناهج المدارس الابتدائية تشمل: علوم الجغرافيا، والعلوم الطبيعية، والفنون الجميلة والموسيقى، وبعد سنوات طورت أنظمة التربية المُدرس الألماني فريدريش فيلهلم أوجست فوبيل، وفي عام 1906 ميلادي كتب يوهان فريدريش هيربارت كتابه (Universal Pedagogy) داعيًا فيه إلى خمس خطوات رسمية في التدريس وهي: الإعداد، والارتباط، والتعميم، والتطبيق والتبني، وفي أواخر القرن العشرين الميلادي ظهرت المدرسة المعرفية، وفي سبعينات القرن العشرين الميلادي نشأت فكرة أساليب التربية والتعليم المتطورة واكتسبت هذه الفكرة شعبية كبيرة، وحتى وقتنا الحاضر استمرت نظريات التربية في التطوير المُستمر.[١]


سبب إنشاء المدارس

إن المدارس ليست اختراعًا جديدًا، وربما أي شخص في عالمنا الحديث رأى بعض المدارس القديمة التي كانت موجودة من عقود ومكونة من غرفة واحدة، ولكن هذه ليست المدارس الأولى فالمدارس كانت موجودة قبل ذلك بكثير ومنذ آلاف السنين، ويعود تاريخ التعليم إلى أول الحياة البشرية، وكانت تهدف للبقاء، ووجدت الأجيال القديمة المتنورة أنه من الضروري نقل معارفهم ومهاراتهم وقيمهم وتقاليدهم المتراكمة إلى الجيل التالي، وهذا لا يكون إلا عن طريق التعليم والتدريس، ولم يحتَج البشر الأوائل إلى المدارس لنقل المعلومات، وعلموا الصغار على أساس فردي وبداخل كل أسرة، وعلى مرور الوقت نمت المجتمعات وزاد عدد السُكان، وبدلًا من أن تكون كل عائلة مسؤولة بشكل فردي عن تعليم أبنائها، سرعان ما اكتشف الناس أنه سيكون من الأسهل تعليم مجموعة صغيرة من البالغين لمجموعة أكبر من الأطفال، وبهذه الطريقة تولدت فكرة ومفهوم المدرسة.

المدارس القديمة لم تكن مثل المدارس التي نعرفها اليوم، وغالبًا ما كانت تُركز على مهارات التدريس وتمرير القيم الدينية بدلاً من تدريس مواضيع معينة علمية وأدبية، وفي الولايات المُتحدة الأمريكية على سبيل المثال بدأت المدارس في 13 مستعمرة فقط خلال القرن السابع عشر الميلادي، وكانت مدرسة بوسطن اللاتينية التي تأسست عام 1635 ميلاديًا أول مدرسة عامة وأقدم المدارس الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي وقت عصر النهضة ركزت المدارس الأولى على القراءة والكتابة وعلوم الرياضيات، وفي عام 1642 ميلاديًا بعض المدارس جعلت التعليم الأساسي من المتطلبات الإجبارية، ولكن كانت المدارس القديمة مخصصة للبنين فقط، وبعد الثورة الأمريكية أصبح التعليم أولوية عليا في أغلب مناطق العالم ودخل تعليم البنات في عالم المدارس، وسرعان ما بدأت الدول المختلفة في إنشاء مدارس عامة، ولكن كان تطور عالم المدارس الحقيقي في عام 1837 ميلاديًا، وبدأت العديد من طرق الدراسة الحديثة تظهر في المدارس بحلول عام 1918 ميلاديًا، ومنذ ذلك الحين أصبحت طريقة التربية والتعليم في المدارس شبيهة جدًا بطريقة مدارسنا الموجودة في وقتنا الحالي.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Pedagogy", newworldencyclopedia, Retrieved 31-12-2020. Edited.
  2. "What is education? A definition and discussion", infed, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  3. "Learning Objectives", edglossary,15-5-2014، Retrieved 31-12-2019. Edited.
  4. "Why Was School Created?", wonderopolis, Retrieved 31-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

1301 مشاهدة