العالم روبرت كوخ

نشأة العالم روبرت كوخ

وُلد العالم روبرت هاينريش هيرمان كوخ في الحادي عشر من ديسمبر من عام 1843م في مدينة كلاوستال في ألمانيا، إذ كان له ثلاثة عشر أخًا من والديه هيرمان كوخ وجولي هنرييت، وهو الطفل الثالث والابن الأكبر الذي بقي على قيد الحياة، وقد كان في طفولته محبًا للطبيعة وعلى درجة عالية من الذكاء، إذ إنه تعلم القراءة في سن الخامسة، وعندما التحق بالمدرسة الثانوية أصبح مهتمًا بعلم الأحياء، إذ درس الطب في جامعة غوتنغن في عام 1862م، وقد تأثر خلال سنوات دراسته للطب بدرجة كبيرة بمدرب علم التشريح جاكوب هينلي؛ الذي نشر بحثًا له في عام 1840م يتحدث فيه عن تسبب الكائنات الحية الدقيقة في العديد من الأمراض المعدية.[١]


حياة روبرت كوخ العملية

مارس كوخ مهنة الطب في القطاع الخاص لفترة من الزمن في مدينتي لانغنهاغن وراكويتز بعد حصوله على شهادة الطب مع مرتبة الشرف من جامعة غوتنغن في عام 1866م، وفي عام 1870م التحق كوخ بالجيش الألماني خلال الحرب الفرنسية البروسية، إذ عمل كطبيب في مستشفى ساحة المعركة لعلاج الجنود المصابين، ثم أصبح بعد ذلك بعامين المسؤول الطبي المحلي لمدينة ولشتاين، إذ شغل هذا المنصب خلال الفترة الممتدة بين عامي 1872م و1880م، ثم عُيّن لاحقًا في مكتب الصحة الإمبراطوري في برلين، وعمل هناك خلال الفترة بين عامي 1880م و1885م، وقد اعتُرف به وطنيًا وعالميًا خلال فترة عمله في مدينتي ولشتاين وبرلين.[١]


الاكتشافات البكتيرية لروبرت كوخ

بحث روبرت كوخ في العديد من مسببات الأمراض، وتقدم بالعديد من الحلول المتعلقة بالصحة العامة ومن أهم تلك الأمراض ما يأتي:[٢]

  • الجمرة الخبيثة: بدأ روبرت كوخ خلال فترة عمله كطبيب في العيادة الطبية في مدينة ولشتاين بالعمل على تحديد السبب الجذري لمرض الجمرة الخبيثة التي أصابت المواشي في تلك الفترة، إذ لقّح الحيوانات السليمة بالأنسجة المصابة، واستطاع من خلال ذلك تحديد البيئة المثالية لانتشار مسببات هذا المرض، إذ استنتج أنها تنتقل عبر التربة عن طريق الجراثيم، وبذلك أصبح كوخ أول من ربط بكتيريا معينة بمرض معين، إذ نشر نتائج أبحاثه في عام 1876م.[٢]
  • مرض السل: بدأ كوخ بالعمل على اكتشاف أسباب مرض السل، إذ أجرى العديد من الأبحاث للكشف عن طبيعة البكتيريا المسببة لذلك المرض، بالإضافة إلى البيئة المثالية التي تنمو بها مستعمراتها، فطعّم أكثر من 200 حيوان بالأنسجة المصابة، والتي حددت أن المصدر الرئيسي لذلك المرض هو البلغم، إذ يتطلب التعقيم المستمر للملابس وأغطية السرير من المرضى المصابين، وقد عرض كوخ نتائجه في اجتماع لجمعية برلين للفسيولوجيا في عام 1882م، إذ كانت تلك لحظة فاصلة في التاريخ الطبي، وقد حصل بذلك على جائزة نوبل في الطب في عام 1905م عن عمله في المساعدة على الحد من انتشار ذلك المرض.[٢]
  • مرض الكوليرا: نجح كوخ في اكتشافه لمرض السل، ونتيجة لذلك أُرسل إلى مصر ومدينة كلكتا في الهند للتحقيق في سبب انتشار داء الكوليرا في تلك المناطق، إذ حدّد البكتيريا المسؤولة عنه وخصائصها، بالرغم من أن هذا المرض يُنقل عن طريق الإنسان، إذ جعل من الصعب اختبار أبحاثه على الحيوانات، وقد قرر تبعًا لذلك أن المياه الملوثة هي السبب الرئيسي وراء انتشار هذا المرض، إذ استهدفت تلك البكتيريا مياه الشرب في ألمانيا في عام 1892، لذلك رُكّز على هذا المجال في الصحة العامة.[٢]


مساهمات كوخ في علم الجراثيم العامة وعلم الأمراض

نشر كوخ في عام 1877م بحثًا مهمًا حول التحقيق، والحفاظ على البكتيريا، إذ وضّح أعماله من خلال صور مجهرية رائعة، وصف فيها طريقة تحضير البكتيريا على شرائح زجاجية وتثبيتها من خلال حرارة خفيفة، فاخترع جهازًا يمكنه استزراع الكائنات الحية الدقيقة في قطرة من محلول مغذي على الجانب السفلي لشريحة زجاجية، وفي عام 1878م لخّص كوخ تجاربه عن مسببات عدوى الجرح، إذ لقّح الحيوانات بمواد من مصادر مختلفة، والتي أنتجت ستة أنواع مختلفة من العدوى الناتجة عن الكائنات الحية الدقيقة التي حددها، ثم نقل تلك العدوى عن طريق التلقيح من خلال عدة أنواع من الحيوانات، بالإضافة إلى استنساخ الأنواع الستة الأصلية، ومن خلال ذلك لاحظ الاختلافات فيما بينها من خلال زراعة بكتيريا مختلفة.[٣]

أنشأ كوخ مختبرًا في علم البكتيريا بعد حصوله على وظيفة في مكتب الصحة الإمبراطوري في برلين، إذ عُرف كمحقق من الدرجة الأولى، وتعاون مع مجموعة من العلماء، ومن خلال العديد من الأبحاث ابتكر طرقًا جديدة لعزل البكتيريا المسببة للأمراض، إذ حدد أن كل مرض ناشئ عن كائن حي معين، وقد افترض معايير أساسية تبعًا لذلك، وسماها بافتراضات كوخ، وهي:[٣]

  • يرتبط كل كائن حي دقيق دائمًا بمرض معين.
  • يمكن عزل الكائنات الحية الدقيقة عن الحيوانات المريضة وزراعتها في بيئة نقية في المختبر.
  • يسبب نقل الميكروبات إلى حيوانات سليمة المرض لها.
  • يمكن عزل الكائنات الحية الدقيقة عن الحيوانات المصابة حديثًا بالأمراض.


السنوات الأخيرة من حياة كوخ

واصل روبرت كوخ عمله في البحث عن مسببات الأمراض المعدية حتى بدأت صحته بالتدهور في أوائل الستينات من عمره، إذ تعرض قبل وفاته بسنوات قليلة إلى نوبة قلبية بسبب إصابته بمرض القلب، وتوفي كوخ في مدينة بادن في ألمانيا في 27 مايو من عام 1910م، إذ كان عمره يناهز 66 عامًا، وقد ترك وراءه العديد من الإسهامات في علم الأحياء الدقيقة وعلم البكتيريا، والذي كان لها تأثير كبير على البحوث العلمية الحديثة ودراسة الأمراض المعدية.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Regina Bailey (10-11-2018), "Life and Contributions of Robert Koch, Founder of Modern Bacteriology"، thoughtc, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Robert Koch Biography", biography,16-4-2019، Retrieved 12-6-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Lloyd Grenfell Stevenson (23-5-2019), "Robert Koch"، britannica, Retrieved 12-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :