محتويات
موقع الجراند كانيون
يقع الجراند كانيون؛ أي الوادي الضخم، في الجزء الجنوبي من هضبة كولورادو، ويحتل مساحة لا بأس بها في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ويُقطع هذا الوادي من خلال نهر كولورادو الواقع على الهضبة المرتفعة في شمال غرب ولاية أريزونا، والمشتهرة بطبيعتها المتناقضة الخلابة، ويتكون هذا الوادي من طبقات للصخور الأفقية، ومن تدفقات الحمم البركانية، كما تحتوي هوّة البركان على العديد من القمم الضخمة، والوديان، ويترواح عرض هذا الوادي بين 160 مترًا إلى 29 كيلو متر، ويتضمن هذا الوادي العديد من الأخاديد الجانبية الرافعة، وتوجد أيضًا مجموعة من الهضاب المحيطة به.[١]
توجد نقطة عميقة في وادي كراند كانيون تقع على بعد 1800 متر أسفل حافته، لكن هناك الجزء الأكثر عمقًا وجمالًا فيه ويبعد مقدار 90 كيلو متر، ويقع هذا الجزء الجميل الخلاب في منتصف منتزه جراند كانيون الوطني؛ إذ يشكل طوله المسافة الواقعة بين بحيرة باول وبحيرة ميد، ويتميز هذا الوادي بتنوع صبغات طبقاته؛ إذ تشكل كل مجموعة من الطبقات لونًا معينًا مثل الأحمر، البرتقالي، الرمادي، الأخضر، الوردي، وتتميز الطبقات الدنيا منه بلونها البني الرمادي والرمادي البنفسجي.[١]
توجد لتلك الصخور المتعددة الألوان والمبهرة في شكلها، حافات شديدة الانحدار، وقد بنيت منها أبراج منعزلة، ومعابد، وغيرها، وهي تشكل تباينًا رائعًا بين الشمس والظل، كما يوجد اختلاف في الحياة النباتية في الوادي؛ فتكون النباتات عند القاعدة شبه استوائية، بينما كلما ارتفعنا إلى أعلى ووصلنا إلى الحافات كانت تلك النباتات شبه قطبية، كما ويقطن شعب الهافاسسوباي في جزء من ذلك الوادي.[٢]
التاريخ والتنوع الجيولوجي لجراند كانيون
تشكل صخور الغرانيت والأرتشيست والشيست الصخور البركانية الملتوية، الواقعة في المضيق الداخلي من قاع الوادي، وذلك من أكثر من 205 مليارات سنة، وتغطي هذه الصخور طبقة من الحجر الجيري والبروتيروزويك، إضافة للحجار الرملية والتي تتجاوز عمرها ال 540 مليون سنة، تتنوع الصخور المشكلة لجدران الوادي أيضًا؛ مثل الباليوزويك، وصخور المياه العذبة، والحجر الرملي الإسمنتي، إذ تمثل هذه الصخور فترة ترسب لأكثر من 300 مليون سنة، كما توجد سلسلة كثيفة من صخور الدهر الوسيط، لكنها تآكلت جميعا في هذا الوادي.[١]
يعد التنوع البيولوجي الخاص بهذا الوادي قليلًا جدًا في الماضي، من حيث قلة الأحافير النباتية والحيوانية في جدران الوادي، ومعظم الحفريات الموجودة مشكلة الطحالب البدائية، وتوجد أنواع أخرى من الرخويات والشعاب المرجانية وغيرها، أمّا في وقتنا الآن فالحياة الحيوانية متنوعة جدًا ومتوفرة بكثرة، فتوجد فيه؛ الأرانب، والغزلان، والثعالب، والسناجب، والجرذان، ويوجد أيضًا أنواع مختلفة من الطيور، كالنسور والصقور الشراعية، وتوجد بعض الحيوانات البحرية في نهر الكولورادو الصغير، مثل السمك المرقط، وسمك السلطعون الحدب النادر.[١]
أمَا الحياة النباتية، فتوجد العديد من الأنواع المختلفة في قاع الوادي، مثل: الصفصاف، وخشب القطن، والتي تحتاج إلى المياه باستمرار، كما تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 49 درجة مئوية، وتوجد نباتات تقاوم الجفاف ودرجات الحرارة العالية، مثل التمر، واليوكا، والأغاف، وأنواع عديدة من الصبار، أما عند حافة الوادي الجنوبية، فتتوفر فيها غابة من الصنوبر والعرعر، أما بالنسبة للحافة الشمالية، فتتوفر فيها صنوبر بونديروسا، والتنوب الأبيض، والأزرق، وغيرها.[١]
تاريخ جراند كانيون
يوجد العديد من آثار بويبلو و سقوف الهاوية، وقطع أثرية أخرى، تشير إلى احتلال ما قبل التاريخ، يعود الفضل في اكتشاف هذا الوادي إلى رجل إسباني يدعى جارسيا لوبيز، كان في بعثة أوروبية إلى فرانسيسكو كورونادو وذلك في عام 1540م، وبعد ذلك توبع هذا الاكتشاف من قبل كاهنين إسبانين هما؛ فرانسيسكو دومينغيز وسيلفستر فيليز دي إسكالانتي وذلك في عام 1776م ، أما بالنسبة لأول رحلة في النهر فكانت عام 1869م على متن قارب خلال رحلة استكشافية بقيادة عالم جيولوجي، وبعد ذلك نُشرت العديد من التقارير المستفيضة حول هذا الوادي من حيث جغرافيته وطبيعة الصخور والنباتات وغيرها.[١]
أبرز معالم جراند كانيون
تتوفر العديد من المناظر الطبيعية الخلابة في هذا الوادي الضخم، كما توجد معالم غاية في الجمال، من أهمها:
- كيب رويال: يدعى أفضل مطل لوادي الجراند كانيون ب كيب رويال؛ إذ يتميز بموقعه الاستراتيجي على الجهة الجنوبية من أعلى المنعطف الغربي لنهر مولورادو، إضافة إلى أنه يستحوذ على الجزء الرئيسي من الجراند كانيون، مع مناظر لألف ميل تقريبًا، ويمكن مشاهدة عرش ووتانن ومعبد فيشنو الانفرادي، وبرج مراقبة الصحراء الصغير، وغيرها الكثير من المعالم المتنوعة.[٣]
- منتزه جراند كانيون الوطني ريم الشمال: يعد هذا المتنزه أفضل حديقة وطنية في جراند كانيون، وتعد منطقة ريم الشمالية نائية وبرية، إذ أنها تعد أقل تطورًا لذلك فهي تفتقر للزوار، بعكس نظريتها الشمالية وهذا الأمر يعود إلى الظروف الجوية الموسمية التي تصيب هذه المنطقة؛ إذ تغلق الثلوج الشتوية المنطقة بين 15 أكتوبر و15 مايو، لكن يبقى طريق بحيرة يعقوب مفتوحًا، للاستخدام اليومي حتى نهاية نوفمبر.[٤]
- برج ماري كولتر: يعد هذا البرج مبنى تاريخيًا في جراند كانيون الوطنية في منطقة ريم الجنوب، إذ يؤدي الدرج المتعرج المصمم بشكل رائع في برج ماري كولتر الحجري إلى أعلى مناطق الموقع، وبني عام 1932م، ويوفر هذا البرج إطلالات غاية في الجمال، ليست مقتصرة على الوادي فقط، وإنما على نهر كولورادو أيضًا، إضافة لمشاهدة قمم سان فرانسيسكو الرائعة، ومحمية نافاجو، وغيرها.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Michael Ray, "Grand Canyon"، britannica, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Grand Canyon", encyclopedia, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Cape Royal", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Grand Canyon National Park North Rim", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.
- ↑ "Desert View Watchtower", lonelyplanet, Retrieved 4-7-2019. Edited.