السلطة والمسؤولية في المؤسسة

السلطة والمسؤولية في المؤسسة
السلطة والمسؤولية في المؤسسة

السلطة والمسؤولية في المؤسسة

السلطة والمسؤولية هما مصطلحان إداريان متلازمان في الفهم، فلا يمكن فهم السلطة دون فهم المسوؤلية والعكس صحيحًا، فعند الحديث عن السلطة نجد أنها لا بد إلا أن تقوم على القوة والقدرة التي اكتسبتها الأفراد أو الجماعات، فهم من يمثل المعايير الإدارية الموضوعة بشقيها القانوني (شرعية السلطة وقوانيها)، والمبدئي المتمثل في عدم تلقي الأوامر إلا من جهة واحدة فقط، أو ما يُسمى بمبدأ وحدة الأوامر، فالقوانين الإدارية المتعارف عليها هي من تنمح السلطة للأفراد، وقد واجهت الكثير من المنظمات إشكالية في هذا المجال، لا سيما التنظيم البيروقراطي فيها، فتمسك الإدارة العليا بالسلطة عند قيامها بمهامها الإدارية أصبح صعبًا ومتعبًا لها في حال كان حجم المنظمة كبيرًا، ولها أفرع في العديد من المناطق الجغرافية المختلفة، وبالتالي اُضطرت هذه المنظمات لتخطي هذه الإشكالية بما يُسمى باللامركزية السلطة التي تتجلى في مفهومين هما: نقل السطلة وتفويضها، وبذلك قللت من الجمود والتعقيدات البيروقراطية، وتخطت أي مشاكل فنية يفرضها النظام المركزي للسلطة، أما المسؤولية والتي اقترنت بالسلطة فهي المهام والواجبات التي يلتزم بها الفرد في وظيفته مقابل الأجر المدفوع له، وبالتالي فهي جزء من العلاقة التعاقدية التي تربط هذا الموظف بمنظمته، فالموظف مسؤول عن المهام التي أُنيطت به فقط بهدف تنفيذها بتوجيهات من رؤسائه بأقصى جهدٍ ممكن، فكلما زادت درجة الموظف للأعلى في السلم الإداري، فإن مسؤوليته ستزداد، ويعدّ بعض علماء الإدارة بأن تحديد المسؤليات للموظف هي الأساس في تقييم الحافز، أما ارتباط السلطة بالمسؤولية فهو في حقيقة الأمر ارتباطًا دقيقًا، فحتى يؤدي المدير واجباته على أكمل وجه وبالتالي تنفيذ المهام المناطة إليه على درجة عالية من المسؤولية لا بد من منحه السلطة الكافية لتحقيق ذلك، والأمر ينطبق على الموظفين الإداريين في الإدارة الوسطى والدنيا، ولكن الفارق هو اختلاف درجة السلطة وبالتالي المسؤولية. [١]


أشكال السلطة في المؤسسة

توجد للسلطة في المؤسسة أشكال مختلفة، منها:[٢]

  • القيادة الاجتماعية: وهي قيادة إدارة المؤسسة بزيادة الاهتمام بالأفراد وليس الإنتاج العام، مما يؤدي إلى خلق جوّ ودّي من شأنه تحسين العمل وتطويره.
  • الإدارة المتساهلة: وهي أفقر أنواع الإدارة في المؤسسات، فتكون الإدارة عبارة عن متلقين للأوامر وممررين لها، ويبدون اهتمامًا ضعيفًا بالإنتاج والأفراد العاملين؛ لضمان بقائهم على رأس عملهم فقط.
  • القيادة الحقيقية: تكون بإعطاء الاهتمام اللازم من قبل إدارة المؤسسة بالعاملين والإنتاج بطريقة تضمن الوصول إلى الأهداف المرجوة، وتُسمى أيضًا بإدارة الفريق.
  • الإدارة الاستبدادية أو المتسلطة: يصب الاهتمام في الإنتاج وتطويره وتحسين الإنتاجية مع إهمال العمال.
  • الإدارة العائلية أو الأبوية: يتصرف الإداري أو الشخص المسؤول بطريقة ودّية مع الأفراد بطريقة الثواب والعقاب لتحسين الإنتاج.
  • الإدارة الوسطية أو المُعتدلة: المسؤول في النمط يعطي اهتمامًا متساويًا بين الأفراد بجانب الإنتاج، وهذا النمط يضمن إنتاجًا جيدًا لكن لا يضمن مخرجات مُبهرة وإنتاجًا معتدلًا.
  • الإدارة المتقلبة أو المختلطة: وفيها يختار الإداري النمط الذي يجده مناسبًا وقد يكون خليطًا من أحد الأشكال المذكورة سابقًا ولا يلتزم بخطة واحدة معينة من الإدارة.


أشكال السلطة الإدارية في المؤسسة

توجد للسلطة الإدارية أشكال مختلفة، وهي:[٣]

  • سلطة اللجان: وهي المكونة من عدة أشخاص يجتمعون دوريًا لاتخاذ القرارات والقوانين في المؤسسة التي من شأنها تحسين الإنتاج وضمان رضا الأفراد ضمن المُنشأة.
  • السلطة التنفيذية: وهي التي تشرّع وتطبق القوانين في المؤسسة، والسلطة التنفيذية هي من أهم أشكال السلطة في المؤسسة.
  • السلطة الاستشارية: ومهامها إعطاء النصائح والاستشارات لصانعي القرار في المؤسسة، لكنها لا تضع القوانين، فمهمتها فقط إسداء النصائح.
  • السلطة الوظيفية: وفيها يعطي الرئيس أو المفوض القرار للأفراد أو المستشارين الحق في إصدار الأوامر والقوانين في المؤسسة بشكل عام ويُشرف على سير العمل.


التوازن بين السلطة والمسؤولية

كما أسلفنا فإن المساءلة المتعلقة بأي موظف مهما كانت درجته الإدارية لا تتم دون منحه السلطة اللازمة التي تضمن له آداء مسؤولياته على الوجه الأكمل، وبالتالي يوصي العلماء المتخصين بأن تكون السلطة بقدر المسؤولية ومكافئة لها، والتي تعني بشكل آخر التوازن بين الحق في اتخاذ القرارت الإدارية وبين الاستعداد والالتزام بتفيذها، وللتوضيح لنفرض أن مديرًا مُنح سلطة أكبر من المسؤولية الخاصة بمركزه الإداري، فهو إما أن يتوسع في مسؤولياته ضمن حدود السلطة الممنوحة له، وبالتالي سيكون ذلك على حساب المسؤوليات المناطة للآخرين من زملائه، أو أن يستخدم هذه السلطة في عملية استبداد لهم، وعلى النقيض لو مُنح سلطة أقل من مسؤولياته، فهو سيتجه لتقليص مسؤولياته ضمن حدود سلطته، وقد يُصاب بالإحباط، وبالتالي انخفاض واضح في آدائه، ومن الجدير ذكره أن وجود خلل في توازن السلطة والمسؤولية والذي هو الأساس في تقييم آداء المدراء والمرؤوسين على حدّ سواء سيوفر العديد من السلبيات الإدارية والفساد الإداري من استبداد وتخبط وارتباك في الآداء والارتجال والعشوائية، بالإضافة إلى أن مثل هذا الخلل سيخلق حالة من الاحتقان والمشاكل بين عموم العاملين وفي جميع المستويات الإدارية.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب رائد دحبور (2-3-2019)، "التوازن بين السُّلطة والمسؤوليَّة"، alhadath، اطّلع عليه بتاريخ 11-7-2019. بتصرّف.
  2. Nadjib RABAHI (13-4-2017)، "ماهي أساليب و أنماط ممارسة السلطة في المؤسسة؟"، specialties.bayt، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  3. المهندس أمجد قاسم (21-12-2016)، "مصادر السلطة في الإدارة وأنواعها وتفويضها"، al3loom، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :