محتويات
التهاب جريبات الشعر
يصيب التهاب جريبات الشعر بصيلات الشعر التي تعد جذورًا للشعر، وتلتهب هذه البصيلات بسبب عدوى بكتيرية أو فطرية في العادة، وينتمي التهاب بصيلات الشعر إلى فئة الالتهابات الجلدية الشائعة بكثرة بين الناس، وقد يظهر في أي مكان في الجسم باستثناء راحة اليد وأخمص القدم، وقد يخلط الكثير,ن بين التهاب بصيلات الشعر وبين الإصابة بحب الشباب بسبب التشابه فيما بينهما ،ويظهر هذا الالتهاب على شكل بثور حمراء اللون أو ذات رؤوس بيضاء حول البصيلات المسؤولة عن نمو الشعر، ويمكن لهذه العدوى أن تنتشر وتتحول لقروح قشرية غير قابلة للعلاج، ولكنها تبقى من الحالات الصحية غير الخطرة، إلا أنها تسبب الحكة والألم وفي بعض الأحيان الإحراج، وقد تمتد أعراضها في بعض الحالات إلى فقدان الشعر وظهور الندوب، ولا تحتاج الحالات الخفيفة والمتوسطة للعلاج وتشفى لوحدها مع اتباع أساليب العناية الشخصية، وتحتاج الحالات الشديدة منها للذهاب للطبيب لوصف بعض الأدوية، ومن الأسماء الأخرى التي تعرف بها هذه الحالة طفح حوض الاستحمام، وحكة الحلاق، والحساسية من الحلاقة. [١][٢]
أنواع التهاب جريبات الشعر
هناك عدة أنواع من التهاب البصيلات، منها السطحي والعميق، قد يصيب الالتهاب السطحي جزء بسيط من البصيلة، وله عدة مسببات، مثل الفطريات والجراثيم والبكتيريا التي عادةً ما تكون هي نفسها المكورات العنقودية (staph)، والتي تصل الى جذر الشعرة وتدخل الى الجسم في حال تعرّضه لجرح ما، أما السبب الثاني، فقد يكون نتيجة البكتيريا الزائفة الموجودة في أحواض الاستحمام الساخنة، وينتج عن هذا الالتهاب حكة واحمرار قوي، بالإضافة الى الالتهاب الذي يحدث بسبب الشعر الذي ينمو الى الداخل، أما بالنسبة للالتهاب العميق، فقد يحدث نتيجة بداية حلق الذقن عند الذكور، او ربما نتيجة تعاطي المضادات الحيوية لعلاج حب الشباب، او بسبب الدمامل التي تحدث نتيجة دخول البكتيريا العنقودية إلى الجسم، [٣][١]، كما توجد الكثير من أنواع التهاب جريبات الشعر التي يمتاز كل منها بأعراضٍ محددة، كما يأتي[٤]:
- التهاب جريبات العنقودية الذهبية: يشتهر هذا النوع بكونه الأكثر انتشارًا من بين أنواع التهاب جريبات الشعر الأخرى، وعادةً ما يؤدي إلى ظهور بثور حمراء وبيضاء صغيرة مليئة بالقيح فوق الجلد.
- التهاب جريبات بكتيريا الزائفة الزنجارية: يُصاب العديد من الأفراد بهذا النوع بسبب استعمال أحواض الاستحمام الساخنة، وقد يُعانون بسببه من ظهور طفح جلدي وحكة ايضًا.
- التهاب جريبات فطريات الملاسيزية: تنتمي هذا الفطريات إلى عائلة فطريات الخميرة التي تتواجد أصلًا بصورة طبيعية فوق الجلد، لكنها تبقى قادرة على الولوج إلى جريبات الشعر والتسبب بحصول حكة جلدية وظهور بثور شبيهة ببثور حب الشباب فوق الصدر والظهر.
- التهاب الجريبات الكاذب: يقترن ظهور هذا النوع باستعمال شفرات الحلاقة، لذا، يُطلق البعض عليه أحيانًا اسم بثور موس الحلاقة، وعادةً ما يظهر في منطقة اللحية بعد الحلاقة، ويشكوا المصابون به من حصول تهيج شديد في الجلد بسببه، وينتشر أكثر بين الأفراد الذين يمتلكون شعرًا مجعدًا، مثل الأفراد الذين ينحدرون من أصول أفريقية.
- تينة اللحية: يشير هذا النوع إلى الإصابة بنوعٍ شديد للغاية من التهاب جريبات الشعر الناجم عن الحلاقة، وعادةً ما يؤدي إلى حصول ندوب جلدية بارزة على الجلد.
- التهاب جريبات سلبي الغرام: ينجم هذا النوع عن الاستعمال المطول للمضادات الحيوية وتحلي البكتيريا بمقاومة اتجاه المضادات الحيوية.
- الدمامل: تنشأ الدمامل أصلًا عن حصول التهابٍ شديد في أحد جريبات الشعر، وتمتاز الدمامل بكونها مؤلمة للغاية، وقد تنفجر بعد ذلك لوحدها لتترك ندبة جلدية في مكانها.
- التهاب الجريبات اليوزيني: يميل هذا النوع إلى الظهور بين الأفراد الذين يُعانون من ضعف المناعة، لكن هنالك بعض الحالات التي تظهر بين الأطفال الرضع أيضًا، وكثيرًا ما يُعاني المصابون به من ظهور بثورٍ مثيرة للحكة فوق الكتفين، وأعلى الذراعين، والعنق، وجبهة الرأس.
أسباب التهاب جريبات الشعر
يلقي الخبراء باللوم على البكتيريا العقدية في التسبب في حدوث التهاب بصيلة الشعر عند معظم الحالات، وفي الحقيقة توجد البكتيريا العقدية بصورة طبيعية على سطح الجلد ومن النادر أن تتسبب بحدوث مشاكل جلدية، لكن دخولها إلى جريبات الشعر أثناء التعرض للجروح، ويُمكن أن يؤدي إلى حصول التهاب في بصيلات الشعر، [٥]وتتنوع الأسباب المسؤولة عن الإصابة بالتهاب مسامات الشعر كثيرًا، وقد تتضمن التالي[٦]:
- التعرض للعدوى: يسعى الأطباء إلى إرسال مسحة أو عينة من الجلد إلى المختبرات الطبية من أجل تحديد أنواع العدوى المسؤولة عن الإصابة بالتهاب مسامات الشعر؛ فتوجد الكثير من أنواع العدوى البكتيرية، والفطرية، والفيروسية، والطفيلية القادرة على التسبب بهذا المرض.
- التعرض للتهيج: تنجم بعض حالات الإصابة بالتهاب مسامات الشعر عند نمو الشعر مرة أخرى بعد الحلاقة أو بعد استخدام الشمع الجلدي، وقد يظهر هذا الأمر بوضوح بعد حلاقة اللحية عند الرجال أو بعد حلاقة الساق عند النساء.
- التعرض للحساسية: تمتلك بعض الكريمات والمراهم، والمرطبات الجلدية القدرة على التسبب بحدوث التهاب في مسامات الشعر، خاصة تلك التي تحتوي على الزيوت الجلدية، كما تظهر بعض حالات الإصابة بالالتهاب أيضًا بسبب استعمال أدوية الستيرويد الموضعية أحيانًا.
- المعاناة من ضعف المناعة: يُطلق الخبراء على التهاب مسامات أو جريبات الشعر الناجم عن ضعف المناعة اسم "التهاب الجريبات اليوزيني"، وتكثر حالات الإصابة بهذه النوع عند المصابين أصلًا بفيروس نقص المناعة البشري أو المصابين ببعض أنواع السرطان.
- تناول بعض الأدوية: تتضمن أبرز أنواع الأدوية القدرة على التسبب بالتهاب مسامات الشعر منها أدوية الكورتيكوستيرويد، ودواء الليثيوم، وأدوية الهرمونات الذكرية، وفيتامينات ب المركبة والمضادات الحيوية، وغيرها الكثير من الأدوية والعقاقير.[٧]
- الإصابة بأمراض الجلد الالتهابية: تحمل بعض الأمراض الالتهابية انعكاسات سيئًا على الشعر تصل إلى درجة التسبب بفقدان دائم للشعر وحصول ندوب جلدية في فروة الرأس، ومن بين هذه الأمراض كل من: الذئبة الحمامية القرصية، والتهاب الجريبات الجادر، والحزاز المسطح وحب الشباب.[٧]
- أسباب أخرى: قد تنجم مشكلة التهاب جريبات الشعر عن العوامل التالية:[٧]
- جدائل الشعر الضيقة.
- الملابس الضيقة.
- الشعر غير النامي.
- احتكاك الملابس بالجلد.
- العرق والاغراض الشخصية التي تهيج بصيلات الشعر.
- التعرض للمواد التي تسبب انسدادًا في مسامات الجلد.
- تغطية الجلد بمواد غير منفذة للهواء مثل الشريط اللاصق.
- إصابة الجلد بعضات البعوض والجروح خاصة الجروح الملتهبة.
- استخدام مسبح أو حوض استحمام غير نظيف.
- البدانة والسمنة.
- الاستخدام طويل الأمد لبعض الادوية مثل المضادات الحيوية وكريمات الستيرويد.
- الإصابة بما يُعرف بالشعر الناشب، وهو الشعر الذي ينمو عكسي، أي الى داخل فروة الرأس.[٥]
- التعرض لإصابات مباشرة فوق الجلد، أو استخدام المشدات الجلدية.[٥]
أعراض التهاب مسامات الشعر
يظهر التهاب مسامات أو جريبات الشعر في البداية على شكل طفح جلدي أو بقع أو بثور صفراء أو بيضاء اللون، وقد يُصاحب ذلك ظهور علامات وأعراض أخرى، مثل[٧]:
- ظهور بثور صغيرة حمراء اللون.
- ظهور تقرحات مليئة بالقيح.
- ظهور تقرحات جلدية متقشرة.
- احمرار والتهاب في الجلد.
- المعاناة من الحكة الجلدية والألم عند لمس الجلد بالإضافة الى التورم.[٥]
- الشعور بحمى خفيفة.
وقد تتضاعف هذه الحالة وتتفاقم لتشمل كلًا مما يلي:
- دُمال تحت الجلد.
- ندوب وبقع سوداء.
- فقدان دائم للشعر.
- عدوى متكررة لبصيلات الشعر.
- انتشار العدوى لمناطق أوسع.
- التهاب النسيج الخلوي.
علاج التهاب جريبات الشعر
تُشفى أغلب حالات التهاب جريبات الشعر الخفيفة لوحدها مع مرور الوقت، لكن تبقى بعض الخيارات العلاجية التي يُمكن أن تُساعد على شفاء هذا المرض، منها[٥]:
- الأدوية والمراهم الجلدية: يلجأ الأطباء إلى وصف كريمات تحتوي على المضادات الحيوية في حال كان المرض ناجمًا عن العدوى البكتيرية، ويصف المضادات الحيوية على شكل حبوب للحالات الصعبة، وقد يصف الأطباء شامبوهات مضادة للفطريات في حال كانت الفطريات هي سبب المرض في الأساس، وعلى أي حال يتوفر في الصيدليات الكثير من أنوع الكريمات دون وصفة طبية من أجل التعامل مع أعراض التهاب جريبات الشعر، بما في ذلك الكريمات التي تحتوي على الهيدروكورتيزون ومسحوق الشوفان ، أما بالنسبة إلى التهاب الجريبات اليوزيني، فإن الأطباء عادةً ما يصفون كريمات الستيرويد لعلاج الحكة الجلدية المصاحبة لهذا النوع من الالتهاب.[١]
- الجراحة: يلجأ الطبيب إلى التدخل جراحيًا لإزالة الدمامل الناجمة عن التهاب مسامات الشعر، وهذا يتضمن إحداث شق صغير في أحد جوانب الدمل من أجل تصريف القيح الموجود داخله، ثم وضع قطعة من القطن الطبي فوق مكان العملية لامتصاص القيح ومساعدة الجرح على الشفاء مرة أخرى.[١]
- الليزر: بوسع بعض المرضى اللجوء إلى تقنيات الليزر لإزالة الشعر والحد من تكرار حصول الالتهابات داخل مسامات الشعر، لكن تبقى هذه التقنيات مكلفة بعض الشيء، كما قد يحتاج المريض إلى جلسات علاجية كثيرة للاستفادة منها، ومن الأثار الجانبية لهذه الطريقة تغير لون الجلد، وظهور الندوب والتقرحات.[١]
- العلاجات المنزلية: ينصح بعض الخبراء بتجربة نقع قطعة من القماش في الماء المالح لوضعها فوق الجلد مباشرة أو وضع كمادات دافئة فوق مكان الالتهاب، وقد يكون بالإمكان كذلك الاستعانة بغسل الجلد باستعمال الصابون المضاد للبكتيريا في حال كان متوفرًا في المنزل وتطبيق الكريمات المطرية للتقليل من الحكة أو تطبيق المضادات الحيوية الموضعية والمستخدمة من دون وصفة طبية على المنطقة المصابة، ويجب الامتناع عن حلق أو كشط مكان الالتهاب لبعض الوقت، كما يجب التوقف عن ارتداء الملابس الخشنة أو الضيقة التي يُمكنها ان تزيد من الأمور سوءًا لدى البعض،[١]كما يمكن اتباع الإجراءات التالية:[٨]
- ارتداء الملابس الفضفاضة التي لا تحتك بالجلد مباشرة.
- الحرص على حلاقة الشعر باستخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية وليس باستعمال شفرات الحلاقة.
- الابتعاد عن استخدام ماسكات الوجه والكريمات المقشرة للجلد.
- الحفاظ على رطوبة الجلد عبر شرب ما يكفي من الماء.
مضاعفات التهاب جريبات الشعر
تشتمل أبرز المضاعفات التي يُمكن أن تنجم عن اهمال التهاب جريبات الشعر على الآتي[٧]:
- تشكل الدمامل تحت الجلد.
- ظهور ندوب وبقع داكنة فوق الجلد.
- الإصابة بتساقط الشعر بسبب دمار جريبات الشعر.
- الإصابة بالتهاب متكرر في جريبات الشعر.
- انتشار الالتهاب إلى أمكنة أخرى من الجسم.
- الإصابة بالتهاب الهلل، الذي يُصيب الطبقات العميقة من الجلد.
الفرق بين التهاب بصيلة الشعر والصدفية
يخلط الكثيرون بين الإصابة بالتهاب بصيلات الشعر وبين الإصابة بالصدفية بسبب بعض التشابه في أعراضهما؛ لكن يبقى بهناك فرق كبير بين المرضين، ويمكن تبيين هذا الفرق على النحو التالي[٩]:
- مرض الصدفية: ينتمي مرض الصدفية إلى فئة الأمراض الالتهابية الناجمة عن مشاكل المناعة الذاتية داخل الجسم، ولا يُعد مرضًا معديًا نهائيًا، كما أن أسبابه الحقيقة تبقى مجهولة إلى حدٍ ما على الرغم من تأكيد الخبراء والباحثين على وجود الكثير من العوامل التي يُمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض، لكن على أي حال لا تتجاوز نسبة الإصابة بالصدفية بين السكان حاجز 2-3% فقط.
- التهاب بصيلات الشعر: يُعد التهاب بصيلات الشعر مرضًا جلديًا ناجمًا عن دخول البكتيريا إلى جريبات الشعر، ويمكن أن يحدث في أي مكان على الجسم فيه شعر، لكن الإصابة بالتهاب بصيلات الشعر تبقى أمرًا مؤقتًا ويُمكن للكثيرين أن يُصابوا بها بين الحين والآخر.
قد يُهِمُّك
يمكنك أن تقي نفسك من الإصابة بالتهاب جريبات الشعر إذ يفضل الابتعاد عن الملابس التي تهيج الجلد وتحبس الحرارة والعرق، وذلك لتقليل خطر الصابة بالتهاب جذور الشعر، كما يجب التقليل من المنتجات الزيتية المستخدمة على الجلد لتجنب حبس البكتيريا، ومن الأمور الأخرى المتبعة للتقليل من الإصابة بالتهاب جذور الشعر ما يلي:[٥]
- استخدام حوض السباحة أو الاستحمام فقط عند التأكد من نظافتهما.
- استخدام الأغراض الشخصية النظيفة فقط مثل شفرات الحلاقة والمناشف والابتعاد عن مشاركتها مع الاخرين.
- غسل اليدين دائمًا.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "Folliculitis", mayoclinic,22-9-2019، Retrieved 22-9-2019. Edited.
- ↑ "Acne-like breakouts could be folliculitis", American Academy of Dermatology, Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ "What is Folliculitis?", webmd,22-9-2019، Retrieved 22-9-2019. Edited.
- ↑ "Folliculitis", Cleveland Clinic,22-1-2018، Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Stephanie S. Gardner, MD (2-11-2018), "What is Folliculitis?"، Webmd, Retrieved 25-4-2019. Edited.
- ↑ Prof. Amanda Oakley (4-2014), "Folliculitis"، DermNet NZ , Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Judith Marcin, MD (24-7-2017), "Everything you need to know about folliculitis"، Medical News Today, Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ↑ Mark Cichocki, RN (17-12-2018), "Complications of Folliculitis in HIV"، Very Well Health, Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ Debra Sullivan, PhD, MSN, RN, CNE, COI (28-9-2018), "Is my rash psoriasis or folliculitis?"، Medical News Today, Retrieved 6-7-2019. Edited.