التضاريس في تونس

المغرب العربي الكبير

يقع المغرب العربي في شمال القارة الإفريقية، وغربي العالم العربي، ويضم المغرب العربي الكبير خمس دول وهي الجزائر، وليبيا، وموريتانيا، والمغرب، وتونس، وترتبط هذه البلدان بعوامل مشتركة مثل الدين الإسلامي، واللغة العربية، وتختلف هذه البلدان في تضاريسها وتنوع جغرافيتها؛ نظرًا لمساحتها الكبيرة الممتدة، وهذا المقال سيُلقي الضوء على التضاريس التونسية في بلاد المغرب العربي الكبير.[١]


التضاريس في تونس

تؤثر الصحراء الكبرى التي تفصل تونس عن إفريقيا السوداء كثيرًا على خصائص الجغرافيا التونسية وخصائصها المناخية، وخاصة في الجهات الجنوبية والوسطى من البلاد، ويحد البحر الأبيض المتوسط من التأثير الصحراوي على البلاد التونسية؛ إذ إنه يحيط بها من الجهتين الشمالية والشرقية، وعليه تزيد كميات هطول الأمطار السنوية، وتخف حدة الارتفاع في درجات الحرارة، ففي شمال البلاد التونسية توجد عدة سهول ساحلية صغيرة مثل سهل نفزة، وسهل بنزرت، وسهل تونس، وسهل قرمبالية، تعلوها تلال وجبال لا يتجاوز ارتفاعها 300 متر، ويمر البحر على هذه السهول الصغيرة مخلفًا وراءه بحيرات صغيرة مثل بحيرة بنزرت، وبحيرات أخرى شاطئيّة مثل بحيرة تونس، وبحيرة إشكل، أما عن طبيعة التضاريس في الجهة الشرقية للبلاد التونسية فإن الحواشي الساحلية تمتد نحو السهول الشاسعة في منطقتي السباسب، وتعلو هذه السواحل من ناحية الشمال تلال قليلة الارتفاع وهي تلال ساحل سوسة، ونظرًا لتنوع التضاريس بين الشمال والشرق فإن هناك تنوعًا ملحوظًا في مناخ هذه المناطق، فتنخفض كميات الهطول السنوي من منطقة الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.[٢]

إن وقوع الجمهورية التونسية في وسط الحوض الأبيض المتوسط أقصى شمال شرق القارة الإفريقية أكسبها مناخًا معتدلًا، وهي تقع بين الدرجة 37 والدرجة 30 شمال خط الاستواء لذا فإن التضاريس التونسية قليلة الارتفاع نوعًا ما، إذ إن أعلى قمة في البلاد لا يتجاوز ارتفاعها 1.544 مترًا؛ وهي قمة جبل الشعانبي، وتحتل السهول ثلثي مساحة البلاد فالتضاريس التونسية متنوعة بين تلال وسهول وصحارٍ، وعليه يمكن تقسيم تضاريس البلاد التونسية إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي كالآتي:[٣]

  • منطقة التل الأعلى: التي تغطي الجهة الشمالية بالكامل، وتتميز هذه المنطقة بأنها أكثر جهات البلاد رطوبة، وأكثرها وفرة في مياهها؛ نظرًا لغزارة تساقط الأمطار خاصة في جهة جبال خمير ناحية الشمال الغربي إذ يوجد هناك أجمل الغابات في البلاد؛ مثل غابات البلوط والفلين، وتتمتع هذه المنطقة بخصوبة تربتها، وكثافتها السكانية.
  • منطقة تونس الوسطى: تسمى بمنطقة السباسب المنخفضة والسباسب العليا، وهي منطقة سهلية فيها بعض الهضاب، وتمتد حتى منطقة الساحل.
  • منطقة تونس الجنوبية: تحدها من الشمال منطقة الشطوط التي تتميز بمساحاتها الصحراوية الممتدة الواسعة، وأشجار النخيل العالية حول الواحات، وتعاني هذه المنطقة من قلة كثافتها السكانية إلا ما ندر حول الواحات؛ فهم يتنقلون في الأرجاء بحثًا عن المراعي والماء.


طبيعة تنوع التضاريس التونسية وتنوع مناخها

تتخلل الجبال وسهولها بعض الوديان والأنهار الصغيرة، لتشكل أهم روافد ضفة نهر مجردة اليمني، ومن هذه الروافد واد ملاق، وواد تاسة، وتتميز هذه الروافد بملوحتها الشديدة؛ بسبب ترسب الجبس الترياسي بكثرة في مناطق جريانها، وبالتالي فإن نسبة ملوحة نهر مجردة ترتفع طرديًا، وفي المنطقة التل من جهة الجنوب، إذ تقع هناك أعلى قمم للجبال التونسية، وهي تتكون من سلسلة من الكتل الجبلية، مثل جبل الشعابني وهو صاحب أعلى قمة، وجبل طيواشة، وجبل بربرو، وجبل السرج، وتمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي للبلاد، وتشرف بسفوحها الوعرة على السباسب العليا والسفلى في وسط البلاد التونسية، وبالوصول إلى منطقة السباسب العليا فإنها تتكون من سهول وهضاب يتخللها العديد من الأودية وسلاسل جبلية صغيرة ومقطعة، أما بالنسبة لمناخ هذه المنطقة الوسطى فهو مناخ قاسٍ نوعًا ما؛ نظرًا لارتفاع درجات الحرارة، وقلة منسوب الهطول السنوي للأمطار، ومن أبرز نباتات هذه المنطقة الشيح والحلفاء والسدر، وما يعوض نقص المياه في هذه المناطق هو كثرة المياه الجوفية؛ التي تُستخدم في ري المزروعات على امتدادات شاسعة للأراضي الزراعية مثل سهول القصرين والقيروان وسبيبة، وبالانتقال إلى المنطقة شبه الصحراوية في البلاد تظهر مناظر طبيعية متنوعة في منطقة جنوبي السباسب السفلى، ففي الغرب تقع جهة الشطوط مثل شط الجريد، وشط الجاج، وناحية الجنوب تقع هضبة الظاهر المشرفة بجرف وعر على سهل الجفارة الشاسع، المطل من جهة الشرق على خليج قابس وجزيرة جربة، وهناك تندر النباتات المطرية، فيتجلى هناك عالم الواحات التي تعتمد على المياه الجوفية العميقة، فتزرع النخليات التي لا تسقى إلا بالمياه الجوفية العميقة.[٢]


تونس الخضراء

تعد الجمهورية التونسية إحدى دول قارة إفريقيا، التي تقع في أقصى شمال القارة، تبلغ مساحة الجمهورية التونسية الجغرافية قرابة 163.610كم مربع، إذ يحدها من الجهة الشمالية الشرقية البحر الأبيض المتوسط، ومن الجهة الغربية تحدها دولة الجزائر، ومن الجهة الجنوبية فتحدها دولة ليبيا، وعاصمة الجمهورية التونسية هي مدينة تونس، ونظام الحكم في تونس نظام جمهوري ليبرالي، وتتمتع الجمهورية التونسية باقتصاد متنوع ومتعدد المقومات والأشكال في عدة مجالات؛ منها المجال الزراعي، والمجال الصناعي، والتعدين، والمجال السياحي، عدا عن البنية التحتية الجيدة والمتقدمة التي تحظى بها البلاد التونسية، ففيها وسائل نقل بكافة أنواعها كالنقل الجوي والنقل البري والكثير من الموانئ والسكك الحديدية؛ التي زادت من تنشيط السياحة الداخلية والخارجية أيضًا، ويقدر عدد سكان الجمهورية التونسية حوالي 10.982.754 مليون نسمة، يتوزعون على الولايات التونسية التي يصل عددها إلى نحو 24 ولاية.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب sahar (2-11-2016)، "ما هي جمهورية تونس؟"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "جغرافية البلاد التونسية"، الموسوعة التونسية المفتوحة، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.
  3. "موقع الجمهورية التونسية"، عالم العرب، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :