التربية وتزكية النفس

التربية وتزكية النفس

التربية هي تعليم مهارات معينة وتعلّمها، والتي تكون في بعض الأحيان مهارات غير مادية، ولكنها محسوسة وجوهرية، مثل: القدرة على نقل المعرفة ما، والقدرة الصحيحة على الحكم على بعض الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف عدة مختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هي المقدرة على نقل الثقافات من جيل إلى آخر.

تعالج تزكية النفس على معالجة الصفات السلبية لدى الأشخاص وتأمين عوامل عدة مواتية تساعد الفرد في حل مشكلاته وصراعاته وتيسير جميع سبل معالجة الخطيئة، والتوبة منها، وإصلاح آثار عدة الناجمة عن الخطايا.

ثم نسعى في تدابير وقائية التي تزود النفس بالقيم الموجهة والضابطة لسلوك الفرد، ويتمثّل ذلك فى تأكيد الإسلام الحنيف على التقوى وتجنب كل ما يؤدي إلى سقوط النفس أو انحرافها، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)[رواه أبو ذر الغفاري، خلاصة حكم الحديث: حسن]، ولتزكية النفس معنى آخر وهو النمائي وهو بناء الصفات الإيجابية في النفس باستمرار والتزكية في بعدها التنموي تنمي الشخصية الإنسانية بعدة ثروات من القيم المحفزة إلى الخير.[١]

وردت كلمة النفس في القرآن الكريم بثلاث صيغ؛ النفس المطمئنّة، والنفس الأمّارة بالسوء والنفس اللوّامة، ولكنّنا سنقتصر في كلامنا على النفس الأمّارة بالسوء، وتعني النفس التي تحوي بداخلها مجموعة من الغرائز والميول ورغبات الفرد، التي تؤدّي بالفرد لارتكاب بعض الذنوب والآثام التي لا ترضي الله، ثم الوقوع في المعصية.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ﴾ [سورة يوسف:53]، وهي النفس التي تطلب من صاحبها على الدوام بالمعاصي والذنوب، لذا يجب على الإنسان أن يعمل بجد على مواجهة هذة الرغبات والميول التي تسوّل لنفسه، وتزيّن بعض الممارسات السيّئة.

كما أنّ مواجهة الممارسات السيئة والخاظئة تتطلّب اتبّاع مجموعة خطوات محدّدة تجعل من الفرد شخصًا قادرًا على التحكّم بميوله ورغباته.[٢]


حكم تزكية النفس

ذهب الغزالي رحمه الله تعالى إلى أن حكمها فرض عين على كل مسلم ولو لم يكن متحليًّا بالأخلاق الذميمة، فيجب على كل أحد أن يتعلم أمراض القلب وكيفية تطهيرها منه.

وذهب الجمهور إلى أن حكمها ليس فرض عين إلا في حق من تحقق أو من ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيجب حينئذ تعلم سبل علاج هذا المرض، وقالوا أيضًا؛ إن تعلّم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمة عامة وليس فرض عين على كل أحد، وقد استند العلامة الغزالي في رأيه هذا إلى الأصل عنده في الشخص هو وجود هذه الأمراض ولكن ليس السلامة منها، واستدل على ذلك الكلام بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر جميعاً قد شق الله تعالى صدره مرتين ليخرج منه المضغة السوداء والتي هي محل هذه الأمراض في الانسان، وإذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل ايضًا الجمهور بأن الأصل في كل إنسان السلامة والشفاء من هذه الأمراض لقول الله سبحانه تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة).[٣]


المراجع

  1. "أهمية التربية للفرد"، elraaed، 27-6-2012، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
  2. "تـزكية النفس"، almaaref، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.
  3. "تزكية النفس"، صيد الفوائد، 23/6/2019.

فيديو ذو صلة :