أصوات البطن
يُطلق الخبراء على أصوات البطن اسم "القراقر"، وهي مشكلة شائعة تظهر عند الكثيرين بين الحين والآخر، وعادةً ما تُنسب إلى انقباضات عضلات المعدة والأمعاء الدقيقة، ويرجع هذا الأمر إلى حقيقة أن المعدة والأمعاء الدقيقة هي أعضاء مجوفة ومكونة أساسًا من العضلات، ومن المعروف أن لهذه العضلات دورٌ أساسي في تحريك السوائل، وجزئيات الطعام، والغازات، وبالإمكان الإحساس أكثر بأصوات البطن أثناء الاستلقاء على السرير في الليل، وعلى أي حال تبقى أصوات البطن من الأمور الدالة على حصول انسداداتٍ في الأمعاء أحيانًا، خاصة في حال مصاحبتها لآلام في البطن، كما تزداد حدة أو شدة أصوات البطن عند حصول فرط في نمو البكتيريا داخل الأمعاء الدقيقة، وهذا الأمر يؤدي أيضًا إلى زيادة بكمية الغازات والحاجة أكثر إلى طرد الغازات عبر الشرج[١].
علاج أصوات البطن
تُعد أصوات البطن بنظر الخبراء جزءًا طبيعيًا من عملية هضم الطعام داخل الجهاز الهضمي، لكن الطبيعة المحرجة لهذه الأصوات تدفع بالكثيرين إلى طلب حلولٍ وعلاجاتٍ للتخلص منها، ومن بين العلاجات والحلول المقترحة ما يلي[٢]:
- شرب الماء: يُساهم شرب الماء في ملئ المعدة ويُعزز قدرتها على هضم الطعام، لكن بالطبع يجب شرب الماء على فترات متقطعة أثناء النهار، وعدم شرب كمية كبيرة من الماء مرة واحدة؛ لأن ذلك يؤدي بحد ذاته إلى خروج أصوات غرغرة من المعدة.
- تناول الطعام: تبدأ المعدة والأمعاء بإخراج الأصوات للدلالة على مجيء موعد تناول الطعام أحيانًا، لذا يسعى البعض إلى تناول 4-6 وجبات صغيرة من الطعام في مواعيد محددة من اليوم لإسكات المعدة والأمعاء.
- مضغ الطعام ببطء: يربط بعض الباحثين بين الإصابة مشكلتي عسر الهضم وأصوات البطن وبين مضغ الطعام بسرعة، ومن المعروف أن سوء مضغ الطعام يُساهم كثيرًا في زيادة نسب الهواء الداخل إلى المعدة.
- الابتعاد عن السكريات، والكحول، والأطعمة الحمضية: يشتهر سكر الفركتوز وسكر السوربيتول بكونهما مسببان للكثير من المشاكل الهضمية، كما تزداد نسب خروج أصوات البطن كثيرًا بعد تناول الأطعمة الحمضية والقهوة، أما بالنسبة إلى الكحول، فإن الخبراء لا يخفون أنه أحد أبرز العوامل المهيجة للجهاز الهضمي ككل، ويرجع سبب ذلك إلى قدرته على تحفيز المعدة على إنتاج المزيد من الأحماض الهضمية، كما يرى البعض أن للكحول مقدرة على إبطاء عملية تفريغ المعدة من محتوياتها.
- تجنب الأطعمة المسببة للغازات: تضم قائمة الأطعمة المسببة للغازات كل من البقوليات، والبيرة، والبروكلي، والملفوف، والقرنبيط، والعدس، والفطر، والبصل، والحمص، والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى المشروبات الغازية.
- تقليل كمية الطعام: تزداد حدة أصوات البطن كثيرًا بعد تناول الوجبات الكبيرة، خاصة تلك التي تحتوي على الكثير من الدهون، والسكر، واللحوم الحمراء، وأنواع الأطعمة التي يصعب على الجسم هضمها.
- ممارسة الأنشطة البدنية: يُساعد المشي بعد تناول الطعام على تسريع وتيرة العمليات الهضمية ويدفع مكونات المعدة إلى النزول إلى الأمعاء الدقيقة، وهذا قد يكون كفيلًا لتقليل أصوات القرقرة الخارجة من المعدة، لكن يجب بالطبع الابتعاد عن ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة بعد تناول الطعام مباشرة.
- الابتعاد عن المواقف المثيرة للتوتر: تشتهر أصوات البطن بالظهور أكثر عند التعرض للمواقف الحياتية المثيرة للتوتر؛ كمقابلات العمل، والامتحانات، والعروض التقديمية الخاصة بالشركات، ويرجع سبب ذلك إلى زيادة نشاط المعدة والأمعاء أثناء الفترات التي يتعرض الجسم فيها للقلق والتوتر، سواء كانت المعدة مليئة بالطعام أو فارغة، وعادةً ما يلجأ الأفراد إلى تعلم أساليب الراحة الذاتية، والتنفس العميق، وأساليب إراحة العضلات من أجل لتقليل التوتر الذي يؤدي إلى خروج أصوات البطن.
خطورة أصوات البطن
ينجح الكثيرون بإسكات أصوات البطن عبر القيام بأمور بسيطة؛ كتناول الطعام بانتظام وتجنب الأطعمة السيئة، لكن يبقى من الضروري التذكير بضرورة عدم تجاهل مشكلة أصوات البطن في حال استمرت بالظهور دون أي انقطاع؛ إذ يُمكن أن تكون هذه الأصوات دليلًا على الإصابة بمشكلة القولون العصبي أو مشكلة بطء تفريغ المعدة من محتوياتها أو ما يُعرف بـ "خزل المعدة"، وبالإمكان الاستدلال على هذه المشاكل وغيرها عبر ملاحظة مصاحبة أصوات المعدة لأعراضٍ أخرى؛ كآلام البطن، والإسهال، والغثيان[٣]. وعلى أيّ حال بات بعض الخبراء يظهرون بعض الشك فيما يتعلق بالأسباب الرئيسية المسببة لأصوات البطن؛ فعلى الرغم من أن الكثير منهم يؤكدون على أن الأصوات دليل على وجود الغازات في الأمعاء فحسب، إلا أن بعض الباحثين يرون بأن أصوات البطن الناجمة عن المعدة والأمعاء الخالية من الطعام هي دليلٌ يشير إلى انخفاض في مستوى السكر في الدم إلى درجة عجز الأمعاء الدقيقة عن أخذ ما تحتاجه من العناصر الغذائية من الدم، لذا ليس من الغريب أن ملء الأمعاء بالطعام يُمكنه أن يُقلل من خروج الأصوات من البطن[٤].
المراجع
- ↑ Venkatachala Mohan, MD (5-7-2017), "Why Does Your Stomach Growl?"، Medicine Net, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ Michele Cho-Dorado, MD (3-11-2017), "All you need to know about stomach growling"، Medical News Today, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ Michele Cho-Dorado, MD (19-9-2017), "How to Stop Your Stomach from Growling"، Healthline, Retrieved 28-5-2019. Edited.
- ↑ Serusha Govender, "Why Does My Stomach Growl?"، Webmd, Retrieved 28-5-2019. Edited.