محتويات
حموضة الدم
تعرف حموضة الدم بأنها حالة ناجمة عن ارتفاع درجة الحموضة ارتفاعًًا غير طبيعي، أو انخفاض مستوى القلوية في سوائل الجسم بما في ذلك الدم؛ فعند احتواء سوائل الجسم على الكثير من الأحماض؛ فإن ذلك يشير إلى عدم تمكن الكليتين والرئتين من الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم التي تنتج عن العديد من عمليات الجسم، إذ يمكن أن تعوض الرئتان والكليتان عادةً الاختلالات الطفيفة في الرقم الهيدروجيني، ولكن يمكن أن تؤدي مشاكل هذه الأعضاء إلى تراكم الأحماض الزائدة في الجسم.[١]
ويوجد نوعان أساسيان من الحماض، وهما :الحماض التنفسي الذي ينتج عن إفراز غير مناسب لثاني أكسيد الكربون من الرئتين، ويحدث ذلك بسبب مرض رئوي حاد أو مزمن حاد، مثل: الالتهاب الرئوي، أو انتفاخ الرئة، أو بسبب بعض الأدوية التي تقلل من معدل التنفس بجرعات زائدة، مثل: عوامل التخدير العامة، والنوع الثاني هو الحماض الأيضي والذي يسببه إنتاج الأحماض في الجسم بشكل أسرع من إفرازها عن طريق الكلى، أو عندما تفرز الكلى أو الأمعاء كميات زائدة من القلويات من الجسم، وتشمل أسباب الحماض الأيضي على مرض السكري غير المنضبط، وبعض العقاقير أو السموم، والفشل الكلوي، وقد يكون كل من الحماض التنفسي والأيضي من العوامل المهددة للحياة، وغالبًا ما يتطلبان عناية طبية فورية.[١]
وعادةً ما تُقاس حموضة الدم عن طريق تحديد درجة الحموضة، إذ يعني انخفاض الرقم الهيدروجيني أن الدم أكثر حمضية، بينما يدل الرقم الهيدروجيني المرتفع على أن الدم أكثر قلوية، إذ يجب أن يكون الرقم الهيدروجيني للدم حوالي 7.4، ووفقًا للجمعية الأمريكية للكيمياء السريرية فإن الحماض يحدث عند انخفاض الرقم الهيدروجيني عن 7.35 ، كما تقدر القلوية بارتفاع مستوى درجة الحموضة عن 7.45، في حين أن هذه الاختلافات العددية تبدو طفيفة، إلا أنها قد تكون خطيرة، إذ يمكن أن يؤدي الحماض إلى العديد من المشكلات الصحية، ويمكن أن يهدد الحياة.[٢]
أعراض ارتفاع حموضة الدم
يتشارك كل من الحماض التنفسي وحماض التمثيل الغذائي بالعديد من الأعراض، ومع ذلك فإن أعراض الحماض تختلف وفقًا لسببها، وهي كالآتي:[٢]
- الحماض التنفسي: وتشمل بعض الأعراض الشائعة للحماض التنفسي ما يأتي:
- التعب أو النعاس.
- سرعة الشعور بالتعب.
- ارتباك.
- ضيق في التنفس.
- نعاس.
- صداع الرأس.
- الحماض الأيضي: تشمل بعض الأعراض الشائعة للحماض الأيضي ما يأتي:
- التنفس السريع.
- الارتباك.
- الإعياء.
- صداع الرأس.
- النعاس.
- فقدان الشهية.
- اليرقان.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التنفس الذي تنبعث منه رائحة الفواكه، وهو علامة على الحماض السكري الكيتوني.
أسباب ارتفاع حموضة الدم
تحافظ الكليتان والرئتان على توازن مستوى المواد الكيميائية التي تسمى الأحماض والقواعد في الجسم، إذ ينتج الحماض عند تراكم الحمض أو عند فقدان البيكربونات، ويتطور الحماض التنفسي عند ارتفاع ثاني أكسيد الكربون الحمضي في الجسم، ويحدث هذا النوع من الحماض عادةً عندما يكون الجسم غير قادر على التخلص من ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون من خلال التنفس، ومن الأسماء الأخرى للحماض التنفسي هي فرط ثاني أكسيد الكربون في الدم، أو حماض ثاني أكسيد الكربون، كما تشمل أسباب الحماض التنفسي ما يأتي:[٣]
- تشوهات الصدر ، مثل الحداب.
- إصابات الصدر.
- ضعف عضلات الصدر.
- مرض الرئة المزمن على المدى الطويل.
- الاضطرابات العصبية العضلية، مثل: الوهن العضلي الوبيل، وضمور العضلات.
- الإفراط في استخدام الأدوية المهدئة.
كما يتطور الحماض الأيضي عند إنتاج الكثير من الأحماض في الجسم، ويمكن أن يحدث أيضًا عند عدم قدرة الكليتين على التخلص من الكمية الكافية من الحمض من الجسم، ويوجد عدة أنواع من الحماض الأيضي وهي:
- الحماض السكري: والمعروف أيضًا باسم الحماض الكيتوني السكري الذي يتطور عندما تتراكم أجسام الكيتون الحمضية أثناء مرض السكري غير المنضبط.
- الحماض المرتبط بارتفاع كلوريد الدم: يسببه فقدان الكثير من بيكربونات الصوديوم من الجسم، والذي يمكن أن يحدث مع الإسهال الحاد.
- أمراض الكلى: التي تسبب الحماض الأنبوبي الكلوي البعيد، والحماض الأنبوبي الكلوي القريب.
- التسمم: بالأسبرين، أو الإيثيلين غليكول، أو الميثانول.
- الجفاف الشديد.
أما الحماض اللبني فهو تراكم حمض اللبنيك الذي ينتج بشكل رئيسي في خلايا العضلات وخلايا الدم الحمراء، كما يتشكل عند هضم الكربوهيدرات في الجسم لاستخدامها كطاقة عندما تكون مستويات الأكسجين منخفضة، ويمكن أن يكون سبب هذا:
- السرطان.
- الإفراط في شرب الكحول.
- ممارسة الرياضة بقوة لفترة طويلة جدًا.
- تليف كبدي.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- الأدوية، مثل الساليسيلات والميتفورمين ومضادات الفيروسات القهقرية.
- متلازمة ميلاس، وهي اضطراب وراثي نادر للغاية في الميتوكوندريا يؤثر على إنتاج الطاقة.
- النقص المطول في الأكسجين بسبب الصدمة، أو قصور القلب، أو فقر الدم الشديد.
- النوبات.
- تعفن الدم، وهو مرض شديد ينتج عن العدوى بالبكتيريا أو الجراثيم الأخرى.
- التسمم بأول أكسيد الكربون.
- الربو الحاد.
تشخيص ارتفاع حموضة الدم
يمكن أن تساعد الفحوصات الطبية الطبيب في معرفة ما تسببه حموضة الدم للحصول على العلاج المناسب، ومن الفحوصات المطلوبة لتشخيص حمضة الدم ما يأتي:[٤]
- اختبار الفجوة الأنيونية: إذ يقيس هذا الاختبار التوازن الكيميائي في الدم، ويقارن عدد الجسيمات الموجبة والسالبة الشحنة، بما في ذلك الصوديوم والكلوريد والبيكربونات، فبعض أنواع الحماض الأيضي تختلف أكثر عن غيرها.
- غازات الدم الشرياني: يقيس هذا الاختبار درجة الحموضة في الدم ومستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون فيه.
- فحوصات البول: إذ يمكن أن تكشف فحوصات البول عن الحماض الكيتوني، ومشاكل في الكلى، والتسمم من الكحول والأسبرين، ومضاد التجمد، وعند الإصابة بمرض السكري، ويمكن إجراء فحص البول للكشف عن كيتونات في المنزل بشرائط اختبار يمكن إحضارها من دون وصفة طبية، بالإضافة إلى أنه يمكن لبعض أجهزة قياس السكر في الدم قياس الكيتونات في الدم.
علاج ارتفاع حموضة الدم
يعتمد علاج الحماض على نوعه وسببه، وتشمل العلاجات المتاحة ما يأتي:[٥]
- الحماض الأيضي أو الأنبوبي الكلوي: يمكن أن تساعد البيكربونات في موازنة الحمض في الدم، إذ وجدت بعض الأبحاث أن حبوب بيكربونات الصوديوم أو سيترات الصوديوم قد تساعد في منع مرض الكلى من التفاقم، ومع ذلك يجب أخذ هذا النوع من العلاج تحت إشراف الطبيب.
- الحماض التنفسي: يعالج هذا النوع من الحماض بعلاج السبب الكامن وراءه، إذ يختلف العلاج حسب السبب، لكن من المحتمل أن يركز العلاج على جعل التنفس أسهل، مثل: موسعات القصبات الهوائية، وهي أدوية تساعد على توسيع الشعب الهوائية وإرخاء العضلات التي تلعب دورًا في التنفس.
- الحماض الناتج عن النظام الغذائي: وفقًا للمؤسسة الوطنية للكلى فإن اتباع نظام غذائي أعلى في البروتين النباتي من البروتين الحيواني يمكن أن يساعد في منع زيادة مستويات الحمض في الجسم، كما يساعد تناول الكثير من الفواكه والخضروات يوميًا على زيادة مستويات القلويات في الجسم.
المراجع
- ^ أ ب John Hansen-Flaschen, "Acidosis"، www.britannica.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Suzanne Allen, Kristeen Cherney, and Elizabeth Boskey, PhD (6-6-2017), "Acidosis"، www.healthline.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑ "Acidosis", www.medlineplus.gov, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑ " What Is Metabolic Acidosis?", www.webmd.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑ Beth Sissons (12-11-2019), "What to know about acidosis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.