- ذات صلة
- مدينة قوم عاد
- صفات قوم عاد
قوم عاد
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرّسل للنّاس لدعوتهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام والأوثان التي لا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا، وجاء الرّسل مبشّرين ومنذرين للنّاس، مبشّرين لمن آمن واهتدى واتّبع الرّسول بدخول الجنّة، ومنذرين لكل من عصى وأنكر ما جاءت به الرّسل بالعذاب ودخول النّار قال تعالى: "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" [البقرة: 136].
ولقد أرسل الله تعالى هودًا عليه السّلام لقومه ليدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وكانوا يعيشون في أرض مليئة بكل أنواع الخيرات والثّمرات، فكان الله تعالى يُنزل عليهم المطر باستمرار فنبت الزّرع وكثرت الخيرات، وتفجّرت الينابيع من جوف الأرض، وأصبحت الأرض خصبة فيها كل أنواع الثّمرات والأعناب والنّخيل، وقد اتّسمّ قوم سيدنا هود بالقوة البدنيّة التي حباهم الله بها، بالإضافة إلى ضخامة الجسم والطّول والشّدّة، فلمّا كثر المال والخيرات على قوم عاد بنوا القصور الضّخمة والقلاع الكبيرة والأسوار التي تُحيط بهذه القصور والقلاع، وعلى الرّغم من كثرة الخيرات التي عمّت البلاد إلاّ أنّ الفساد والظّلم كان يعمّ البلاد فكان هناك الأغنياء الّذين كانوا يحتكرون المال وكان هناك الطّبقة المُعدمة التي لا تملك قوت يومها، وكان يتسلّط القوي على الضّعيف، فكثرت الأحقاد والكره والبغضاء بينهم، فبعث الله لهم رجلأ منهم يدّعوهم لعبادة الله وترك عبادة الأصنام وهو هود عليه السّلام، فكذّبوه ولم يُسلموا له وتكبّروا عليه وزاد طغيانهم وجبروتهم وغرورهم. [١]
مسكن قوم عاد
لقد سكن قوم هود عليه السّلام في المنطقة الجنوبيّة من شبه الجزيرة العربيّة في منطقة تُدعى الأحقاف تقع بين اليمن وعُمان، وكانت هذه المنطقة مليئة بكل أنواع الخيرات والزّرع والثّمار، ولكن بعد أن عاقبهم الله بالرّيح أصبحت ديارهم صحراء قاحلة، كثيفة الرّمال، خالية من كل أنواع الحياة ولم يبقَ شاهد عليهم إلاّ مساكنهم، واستدّل المؤرخون والعلماء على ذلك بهذه الآية الكريمة: "فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" [الأحقاف: 125]. [٢]
عقاب الله لقوم عاد
لم يكتفِ قوم عاد بإنكار الرّسالة التي جاء بها هود عليه السّلام، بل تحدّوه في أنّهم لن يتركوا آلهتهم مهما حصل ومهما دعاهم. قال تعالى: "وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين" [هود: 53]، وأمام هذا التّحدّي والعصيان لم يبقَ أمام سيدنا هود إلاّ التّوجه إلى الله تعالى وشكوى همّه وحزنه له، ولمّا يئس من دعوتهم أخبرهم بأنّه أدّى رسالة ربّه وأنّهم إن استمروا بعبادة الأصنام وإنكار ما جاء به فإنّ الله سيعذّبهم ويستبدلهم بقومٍ آخرين، ولن تُغني عنهم أصنامهم من الله شيئا، فأرسل الله تعالى عليهم الرّيح وسلّطها عليهم ثمانية أيامٍ بلياليها حتّى لم يبقَ فيهم مُتحرّك ولم يبقَ إلاّ آثار الدّمار والخراب وأصبحت ديارهم كالهشيم. [٣]
المراجع
- ↑ رباب جودة، "قصة قوم عاد"، qssas، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.
- ↑ "أين سكن قوم عاد"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.
- ↑ قاسم لاشين، "هلاك قوم عاد"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 25-4-2019.