محتويات
موقع مدينة مراكش
تقع مراكش على بعد 327 كيلو متر من الجنوب الغربي للرباط، وعلى بعد 580 كيلو متر من الجنوب الغربي لطنجة، وعلى بعد 239 كيلو متر من جنوب غرب الدار البيضاء، وعلى بعد 196 كيلو متر من الجنوب الغربي لبني ملال، وعلى بعد 177 كيلو متر شرق الصويرة، وعلى بعد 153 كيلو متر من الشمال الشرقي لأكادير، وهي توجد في قلب المملكة المغربية، وقد اختلفت الرّوايات فيما يخص أصل تسمية مراكش، فأشار بعضها إلى أن "أكش" هو اسم إله قديم، بينما وضّحت روايات أُخرى إلى أن كلمة مراكش أصلها أمازيغي ومعناها مرّ بسرعة، وتعد مراكش رابع أكبر المدن المغربية من حيث تعداد السكان، وتأتي بعد كلٍّ من الدار البيضاء، ومدينة فاس، ومدينة طنجة، وذلك حسب إحصاءات سنة 2014م، ووصل عدد سكانها إلى 1,330,468 نسمة، وقد أُطلق اسم مراكش على المغرب سابقًا خلال الفترة التي كانت فيها مدينة مراكش عاصمة للمرابطين حتى العصر الحديث في عهد الحماية الفرنسية، وما زالت هذه التسمية تُتداول إلى الآن في جميع اللغات كالإسبانية (مارويكوس)، والفارسية (مراكش) والإنجليزية (موروكو).[١]
الحضارة في مدينة مراكش
بيّنت المصادر التاريخية أنّ بناء النواة الأولى لمراكش كان من قبل المرابطين عام 1070م، والمرابطون هم مجموعة من القبائل الأمازيغية الرّحل قدمت من الصحراء، وقد ازدهرت هذه المدينة كثيرًا عندما أصبحت تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين خلال الفترة (1061 – 1107) بسبب نتائج التوسع في الأندلس وإفريقيا لتصبح المركز الثقافي والسياسي للغرب الإسلامي، وفي عام 1147م بعد استتباب الأمر للموحدين بعد أن دخلوا المدينة عام 1147م، جعلوا المدينة عاصمة لحكمهم، وأنشؤوا بها عددًا من المعالم التاريخية ما زالت تعكس مفخرة عصرهم مثل صومعة الكتبية بمسجديها، وكذلك الأسوار، والحدائق، والأبواب، بالإضافة إلى قنطرة على وادي تانسيفت ظلت تستخدم إلى عهد قريب، وبهذا عرفت مراكش عندما كانت تحت حكم الموحدين تطورًا كبيرًا قادها إلى أن تكون مركزًا ثقافيًا، واقتصاديًا وسياسيًا لا مثيل له في الغرب الإسلامي.[٢]
وبعد ذلك وبسبب ضعف الموحدين استطاع المرينيون الذين قدموا إلى المدينة من الشرق في العام 1269م السيطرة عليها، غير أنهم جعلوا مدينة فاس عاصمة لهم بسبب قربها من موطنهم الأصلي، وهذا كان سببًا في تراجع مدينة مراكش كي تُصبح مركزًا ثانويًا، وفي العام 1551م استطاعت المدينة استعادة مكانتها كعاصمة للسعديين خلال الفترة (1589م –1659م)، فقد شُيّدت في عهدهم منشآت وبنايات جديدة وكان أهمها مجمع المواسين، وقصر البديع، ومدرسة ابن يوسف، وعدد من السقايات وقبور السعديين، وقد رمم المولى رشيد تحت حكم العلويين بعد ذلك مسجد بن صالح المريني، إلى أن خلفه المولى إسماعيل الذي صبّ كل اهتمامه على مكناس عاصمة حكمه الجديدة، وقد تمكن السلطان سيدي محمد من إعادة مراكش إلى مكانتها وذلك عن طريق إنشاء معالم وأحياء جديدة، ومن الممكن القول أنّ مراكش لبست آخر ثوبها ابتداءً من فترة حكم هذا السلطان، فقد اقتصرت المراحل بعده على ترميم ما أُنجز منذ العصر الوسيط، ونظرًا لما تمتلكه مراكش من إرث حضاري كبير، أصبحت وجهة للسياحة العالمية ومكانًا لعقد المؤتمرات الدولية ذات المستوى الرفيع، لتحتل بهذا مكانة مميزة في المغرب الحديث.[٢]
المناخ في مدينة مراكش
تمتلك مدينة مراكش مناخًا شبه استوائي، وتعد وجهةً للسياح على مدار العام، وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف، إلا أنّ هناك فرقًا كبيرًا بين درجات الحرارة في الليل والنهار، وتتساقط كمية أمطار قليلة جدًا على مدار العام؛ إذ تهطل بصورة غير منتظمة، وضوء الشمس ثابت إلى حد بعيد، وتتراوح درجات الحرارة في الغالب بين 6 درجات و38 درجة مئوية، ونادرًا ما ترتفع فوق 43 درجة مئوية، أو تقل إلى خمس درجات مئوية، وتتراوح درجات الحرارة في فصل الشتاء في النهار بين 16-21 درجة مئوية في الفترة من كانون الأول إلى شباط، وتنخفض الحرارة بدرجة كبيرة في الليل كي تصل إلى 4-5 درجات مئوية، بينما يصل متوسط درجات الحرارة في الربيع في النهار بين 21- 27 درجة مئوية في الفترة بين آذار إلى أيار، وهذا هو الوقت المثالي من أجل استكشاف المدينة، وجبال أطلس، والأسواق، وحضور عيد الفصح، ومن الممكن أن تهب عواصف رملية من جهة الصحراء، ولذلك من الواجب أخذ التدابير اللآزمة.[٣]
تاريخ مدينة مراكش
بيّنت المصادر التاريخية بناء النواة الأولى لمراكش على أيدي المرابطين في العام 1070م، فقد أسسها السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين، والذي جعل منها مدينة مزدهرة، وجعلها عاصمة لملكه كي تصبح المركز الثقافي والسياسي للغرب الإسلامي، بعد أن أصبح الأمر بيد الموحدين بعد أن دخلوا المدينة عام 1147م جعلوها عاصمة لحكمهم، وأقاموا فيها معالم تاريخية متعددة ما تزال تمثل مفخرة عصرهم كالأسوار، وصومعة الكتبية بمسجديها، والحدائق والأبواب، بالإضافة إلى قنطرة توجد على وادي تانسيفت، وقد بقيت تستخدم حتى عهد قريب وبذلك عرفت مدينة مراكش إشعاعًا كبيرًا تحت حكم الموحدين بعد أن جعلوا منها مركزًا اقتصاديًا، وثقافيًا، وسياسيًا لا مثيل له في الغرب الإسلامي.[٤]
استولى المرينيون الذين قدموا من الشرق في العام 1269م على المدينة بسبب ضعف الموحدين، وقد جعلوا مدينة فاس عاصمة لهم بسبب قربها من موطنهم الأصلي، الأمر الذي أدى إلى تراجع مدينة مراكش وأصبحت مركزًا ثانويًا، استعادت مدينة مراكش مركزها في عام 1551م كعاصمة للسعديين خلال الفترة من 1589م إلى 1659م، فقد شُيّدت منشآت وبنايات جديدة على عهدهم أهمها مجمع المواسين، وقصر البديع، وقبور السعديين، ومدرسة ابن يوسف بالإضافة إلى عدد من السقايات، وأعاد المولى رشيد خلال حكم العلويين ترميم مسجد بن صالح المريني، إلا أن المولى إسماعيل جعل جميع اهتماماته بمدينة مكناس عاصمة حكمه الجديدة، ثم أعاد السلطان سيدي محمد مراكش إلى مركزها ومكانتها، وذلك بإقامة أحياء ومعالم جديدة، ومن الممكن القول بأنّ مراكش أخذت شكلها النهائي منذ بداية فترة حكم هذا السلطان، فقد اقتصرت المراحل التي بعده على ترميم ما أُنجز منذ العصر الوسيط.[٤]
السياحة في مدينة مراكش
تضم مدينة مراكش العديد من المعالم السياحية، نذكر منها:[٥]
- ساحة جامع الفنا: تعد ساحة الفنا المنفس الشعبي الرئيس للسياح وللسكان المحليين في مدينة مراكش المغرب؛ إذ يوجد فيها الكثير من الأكشاك، ورواة القصص والأحجيات، ومروضو الأفاعي، بالإضافة الى الموسيقيين، وتوجد ساحة الفنا عند المدخل لمدينة مراكش، وتشهد آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم من أجل الاطلاع على التراث الغني الذي تتميز به المدينة، أو تناول وجبات الطعام المغربية الأصيلة في المطاعم الموجودة فيها، أو للجلوس في أحد المقاهي المحيطة.
- متحف مراكش: يعد متحف مراكش من أجمل الأماكن السياحية في مدينة مراكش المغرب، وهو من المتاحف المميزة في المدينة، ويحتوي على مجموعة مميزة من المعروضات والتي يجتمع فيها الفن الباهر من القطع النقدية، والأعمال بالمنسوجات، والسيراميك، والنقوش القرآنية، والفخاريات وغير ذلك.
- حدائق ماجوريل: تعد حدائق ماجوريل من أروع الحدائق وأعلاها جذبًا للسيّاح في مدينة مراكش، وهي عبارة عن حدائق استوائية تتميز بتصميمها وفي المزج بين الألوان والطبيعة الخضراء الجميلة، وتتضمن الحدائق العديد من النباتات من جميع الأشكال والألوان، وبعضها نادر جُمع من القارات الخمس، ومن بينها النخيل، والصبار والسراخس، ويرجع السبب في تسمية الحدائق بهذا الاسم إلى الفنان الفرنسي جاك ماجوريل لأنه هو الذي صممها، ويرجع أصل هذا التصميم إلى البلدة الفرنسية نانسي.
- أسواق المدينة التجارية: تعد الأسواق التجارية في مدينة مراكش القديمة أحد أهم الأماكن السياحية فيها، وأشهر وجهات التسوق، إذ تمتاز المدينة القديمة ببيوتها الملونة وبأزقتها الضيقة، ويوجد في المنطقة الكثير من المتاجر التي تبيع الهدايا التذكارية المتميزة كالعطور، والأحذية، والتحف النحاسية وغيرها، بالإضافة إلى وجود سوق خاص للجلود، ويوجد الكثير من المدابغ القديمة في المنطقة.
- جامع الكتبية: يعد جامع الكتبية من أشهر المعالم السياحية في مدينة مراكش، ويتميز بمئذنته المزخرفة التي يصل طولها إلى 70 مترًا، ويجذب العشّاق للفنون المعمارية القديمة من جميع مناطق العالم بسبب جمال عمارته وزخرفاته المميزة.
أسماء مدينة مراكش
يعود تاريخ المدينة إلى سنة 1070 ميلادي على يد قبائل أمازيغية جاءت من الصحراء، واختارت هذا الموقع بسبب قربه من صحراء لمتونة وجبال المصامدة، وقد كسب المدينة على مر التاريخ أسماء وألقاب عديدة، منها[٦]؟
- المدينة الحمراء نسبة إلى اللون الأحمر الذي يغلب على المباني العمرانية فيها.
- مدينة البهجة لأن أهلها يمتلكون حس الدعابة والفكاهة والمرج.
- المدينة الساحرة وهو لقب يطلقه السياح الأوروبيون على المدينة بفضل طبيعتها المميزة ومناخها الصحي، فنجد أن شخصيات عالمية كثيرة فضلت الاستقرار فيها.
- اسم مراكش هو أمازيغي الأصل مكون من مقطعين أولها مر، وثانيها اكش، ويعني حرفيًا مر بسرعة، فيما يرى آخرون أن آكش هو اسم إله قديم، بينما يرجح البعض أن أصل الكلمة الأمازيغية أمور ن أكوش، وتنطق أموراكش بمعنى بلاد الله أو أرض اللله، وهي دلالة ذات بعد عالمي يدل على الانتماء إلى الإنسانية جمعاء، وتجدر الإشارة إلى أن الاسم كان يطلق على كل المغرب إبان حكم المرابطين حتى عهد الاحتلال الفرنسي الحديث، ونجد أن التسمية مازالت متداولة فالمغرب بالفارسية مراكش، وبالإشبانية مارويكوس، وبالإنجليزية موروكو.
- مدينة سبعة رجال، والرجال السبعة هم علماء كبار عاشوا فيها وأخذوا على عاتقهم دورًا كبيرًا في نشر الوعي على المستوى السياسي والفكري والتربوي، وهم: يوسف الصنهاجي، وعياض اليحصبي، وأبي العباس السبتي، ومحمد الجزولي، وعبد العزيز التباع، ومحمد الغزواني، وعبد الرحمن الضرير.
معالم مدينة مراكش
تحتضن المدينة العديد من مقومات الجذب السياحي التي شكلت اللبنة الأولى في قطاع السياحة، وتتنوع هذه المعالم ما بين الأبنية التاريخية التي خلفتها الحضارات الغابرة، والمناظر الطبيعية التي حباها الله بها، ناهيك عما أضافه الإنسان الحديث في العصر الحالي من مرافق خدماتية لتأهيل المواقع كالفنادق، والمطاعم، والمقاهي الفخمة، والأسواق، ومن أبرز معالم المدينة التي تستحق الزيارة ما يلي[٧]:
- ساحة جامع الفنا: هي ساحة واسعة تقع في درب شتوكا، يعود تاريخها إلى عهد الدولة المرابطية وتحديدًا ما بين عامي 1070 - 1071 للميلاد، كانت بمثابة سوف كبير لبيع السلغ والحاجيات الضرورة لسكان المدينة، ثم تطور الأمر فبني فيها مسجد الكتبية وصار مسجدًا جامعًا تؤدي فيه صلاة الظهر يوم الجمعة، كما أن السلاطين والملوك استغلوها لاستغراض القوات الخاصة قبل بدء المعارك، وقد ظلت الساحة حتى يومنا الحاضر معلمًا تاريخيًا ينبض بالحياة على مدار الساعة، وأما أكثر ما يميزها فهي العروض الممتعة التي يؤديها للعازفون والموسيقيون ورواة القصص والأحاجي، بالإضافة إلى عروض الحيوانات البهلوانية وغير ذلك مما يضفي الفرح والحيوية على المكان، وعليه فلا غرابة أن تدرج هذه الساحة على لائحة مواقع التراث الإنساني غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو
- مدرسة ابن يوسف: هي مدرسة تاريخية بنيت إبان عهد الدولة المرينية في القرن الرابع عشر الميلادي، وذلك على يد السلطان أبو الحسن المريني لتكون بذلك أكبر مركز للدراسات الإسلامية على مستوى شمال أفريقيا، تتربع على مساحة قدرها 1680 مترًا مربعًا، تتميز بهندستها المعمارية التي تجمع ما بين طرز البمناء الإسباني والروماني لتبدو مثل لوحة فنية، يوجد فيها صحن مكشوف محاط بالقباب من جميع النواحي عدا جهة الجنوب، وقد شهد المبنة أعمال صيانة وترميم في عهد السعديين خلال الفترة الممتدة بين عامي 1564-1565 مع المحافظة على الشكل الأصلي للمبنى، وقد ظلت المدرسة وجهة للعلماء وطلاب العلم على حد سواء فتخرج منها طلبة متميزون في مجالات علمية عديدة أبرزها العلوم الفقهية والدينية، وأما فيو يومنا الحاضر فقد تحولت إلى مزار سياحي بحت.
- حمام دي لا وز: هو حمام عام يؤمه سكان المدينة والسياح كوجهة ترفيهية تجميلية في نفس الوقت، يقع في شارع 130 دار البشير، يتميز بمستحضراته الخاصة بالبشرة كالصابون الأسود المصنوع من زيت الزيتون والذي يساعد في التخلصمن الجلد الميت، وقناع الطين الذي يعيد للبشرة النقاء والحيوية فتبدو شبابية نضرة، ناهيك عن خدمات التدليك والمساج وغير ذلك.
- حدائق المارجوريل: تقع في كليز، وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي بناها، تضم العديد من الأزهار والنباتات المستوردة من القارت الخمس، تفتح أبوابها للزوار من الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً، علمًا ان تكلفة دخولها هي أربعة دولارات، ومن أبرز المعالم المحيطة بها متحف الفنون الإسلامية.
المراجع
- ↑ "أين تقع مدينة مراكش؟"، elfagr، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.
- ^ أ ب "مراكش مدينة التاريخ والحضارة"، kech13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.
- ↑ "المناخ في مراكش"، waynmsafer، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-24. بتصرّف.
- ^ أ ب "مراكش"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-20. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في مراكش"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-20. بتصرّف.
- ↑ "مراكش مدينة سبعة رجال"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "5 من أهم معالم مراكش المدينة المغربية الأصيلة"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 10-9-2019. بتصرّف.