- ذات صلة
- أين تقع مدينة سبأ
- أين تقع سبأ
مدينة سلا
تعد سلا المدينة القديمة المسوّرة على ساحل المحيط الأطلسي في المغرب عند وادي بو ريغ، إذ تُعدّ مدينةً مغربيةً، وتتميز بالعراقة والتاريخ الطويل، وهي عاصمة عمالة سلا الواقعة إلى غرب المملكة المغربية، وعُرفت سابقًا باسم شالة، وتبلغ مساحتها 95.48 كم2، وقد كانت المدينة خلال فترة التاريخ الاسلامي معبرًا هامًا يربط بين المدن والعواصم الإسلامية المختلفة التي حكمت المغرب مثل مدينتي مراكش وفاس، وتحتوي على ميناء بحري يُعد المركز الرئيسي للتجارة بين المغرب ودول أوروبا، وكان لها الأثر الأكبر في استدامة واستقرار النشاط التجاري والصناعي لغاية القرن التاسع عشر تقريبًا، وقد ورد عن المؤرخين أن بدايات المدينة الأولى كانت في القرن الحادي عشر، كما أن ذروة الازدهار والعنفوان في مدينة سلا كانت خلال ذلك القرن، وقد شهدت العديد من التطورات الحضارية التي تجسدت في مجموعة من المنجزات مثل المسجد الأعظم الذي شيّد على يد يعقوب المنصور الموحدي خلال عام 1196م، كما أن شهدت المدينة خلال القرن الرابع عشر في عهد المرينيين ازدهارًا واسعًا على المستويين الحضاري والعمراني.[١][٢]
موقع مدينة سلا
تقع مدينة سلا المغربية في الضفة الشمالية لنهر أبي الرقراق على يمين مصبه في المحيط الأطلسي، وهي على مقربة من جهة العاصمة المغربية الرباط، ويحيط بها كلّ من إقليم الخميسات شرقًا وعمالة الرباط جنوبًا والمحيط الأطلسي غربًا وإقليم القنيطرة شمالًا، وتنتمي سلا بفعل موقعها إلى مناخ شبه رطب مع بعض التقلبات من شبه الجاف إلى المناخ الرطب، وتتأثر المدينة بالتيارات القارية والبحرية، كما أن معدل هطول الأمطار على المدينة يتراوح بين 500 - 600 مم سنويًا، وتكون خلال الفترة من شهر أكتوبر إلى شهر مارس، في حين أن الفترة شبه الجافة تمتد من شهر إبريل إلى شهر سبتمبر، وعلى صعيد درجات الحرارة فتصل إلى 8 درجات شتاءً، و30 درجةً خلال فصل الصيف، ولا يظهر الجليد في المدينة إلا في بعض الحالات النادرة.[٣]
تاريخ مدينة سلا
تُعد مدينة سلا إحدى أعرق مدن المغرب العربي الإسلامي، فهي وليدة القرن الحادي عشر الميلادي من قِبَل أسرة تُعرف ببني عشرة تتبع لإمارة بني يفرن، وقد اعتمدت هذه الأسرة على منطقة شالة (سلا) لتكون نقطة انطلاقها خلال مشوارها الجهادي ضدّ إمارة برغواطة الخارجة عن الدين الإسلامي ولكن دون القضاء عليها نهائيًا، وقد ورثت المدينة اسم شالة وبعض السكان عقب إخراج البرغواطيين إلى مناطق الجنوب الشرقي.
تميزت أسرة بني عشرة بالنفوذ والثروة والاهتمام الجم بالأدب والعلم، ويعد قصرهم نقطة استقطاب لمختلف الشعراء والكتاب، كما أنه مثّل نقطة استقطاب لسكان المناطق المجاورة مثل الأندلس، ومع الإقبال على هذه المدينة ظهر أول مشروع سكني عُرف باسم البليدة، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتى وصلت جماعات أخرى من المهاجرين الأندلسيين والزناتيين لتكون مدينة سلا ذات نطاق أوسع ونواة أكبر، فقد أوجد بنو يفرن حومة زناتة في الجهة الشمالية الشرقية للجامع، ثم جاءت قبيلة أخرى لتبني الاستقرار في المدينة، وهي حديثة الزمن قَدِمت مع قدوم الأندلسيين والمعروفة بأسرة بني خيرون، فقد بنت حومة جديدة سُميت بدرب الأخيار نسبةً لهم.[٤]