اليمن
تقع جمهورية اليمن في الجهة الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية في غرب القارة الآسيوية، تشترك اليمن بحدود مع المملكة العربية السعودية من الجهة الشمالية، وحدود مع سلطنة عمان من الجهة الشرقية، ومن الجهة الجنوبية لها حدود مطلة على بحر العرب، ومن الجهة الغربية تطل على البحر الأحمر عند سواحل اليمن الغربية؛ إذ إنها تمتلك أكثر من 200 جزيرة في قلب البحر الأحمر وبحر العرب، وقد بلغت مساحة اليمن نحو 555 ألف كم مربع، وحسب إحصائيات التعداد السكاني لعام 2015؛ فإن عدد سكان اليمن تجاوز 26.687.000 نسمة، ومن أبرز مدن جمهورية اليمن مدينة عدن، ومدينة تعز، ومدينة سبأ، ومدينة حضرموت وغيرها، أما العاصمة اليمينة فهي مدينة صنعاء، ومن الجدير بالذكر أن لليمن تاريخ عريق فقد نشأت فيها أقدم حضارات في العالم، مثل حضارة مملكة سبأ وحمير وحضرموت.[١]
أين تقع سبأ
مدينة سبأ هي إحدى أقدم مدن دولة اليمن، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وكلمة سبأ ترمز للمحاربين والمقاتلين، فأخذت المدينة اسمها من المكان الذي أقيمت فيه الذي يحمل اسم (سبأ)، فنشأت في سبأ مملكة عظيمة ضمت الكثير من الممالك اليمينة، وكانت مملكة قوية متماسكة ومتنامية وممتدة في توسعها، ومدينة سبأ هي النواة الرئيسية لهذه المملكة، التي جمعت العديد من القبائل المجاورة وضمتها لمملكة سبأ إما عن طريق الإقناع أو بالقوة، إضافة إلى ضم بعض الممالك الموجودة آن ذاك مثل مملكة حضرموت، ومملكة معين وقبيلة قطبان، فتكونت بذلك مملكة عظيمة ثرية متعددة الثقافات؛ إذ وصلت في توسعها وامتدادها إلى بلاد الشام والعراق.[٢]
حول الكاهن كربئيل وتر مدينة سبأ إلى مملكة كبيرة وأطلق على نفسه اسم الملك، وجمع العديد من قبائل المناطق المجاورة وضمها لمملكته سبأ، إلى أن توسعت وقويت وتطورت في كثير من المناحي، فعم الرخاء والنمو والانتشار لمملكته خلال حكمه لها، فكان الفضل للكاهن كربئيل في توحيد هذه الممالك على اختلاف دياناتهم وآلهتهم، وثقافاتهم، وأهدافهم، واعتقاداتهم، فكان ملكًا منصفًا لم يفضل فئة على فئة، ولم يتعصب لدين أو لطائفة ما، واتخذ من مأرب عاصمة لمملكته.[٣]
مملكة سبأ
كان سكان مملكة سبأ من عبدة الأصنام؛ إذ كان لكل قبيلة من قبائل المملكة إله خاص بهم، ومن أشهر هذه الآلهة: إله عثتر، وإله مقته، أما الحزب المتمكن في المملكة فكان حزب الكهنة، إذ تعاقب على حكم المملكة ما يقارب 17 كاهنًا، وبجانب تدين شعب مملكة سبأ وانصياعهم للآلهة فقد مارسوا السحر والشعوذة والدجل، حتى عهد الملكة بلقيس في وقت وجود النبي سليمان بن داوود عليهما السلام، وقد ذكر اسم مدينة سبأ في الكتب السماوية الثلاث؛ وقد ذكرها القرآن الكريم في عرض قصة النبي سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ.[٣]
كانت مملكة سبأ من أغنى الممالك القديمة وأقواها، وأشدها سيطرة وتحكمًا في ما حولها من المناطق، أما عن طبيعة نظام الحكم في المملكة فكان ملكيًا وراثيًا، وكانوا يتحدثون اللغة السبئية؛ وهي لغة منحدرة من لهجات اللغة السامية، وقد برزت مملكة سبأ في عدة مجالات من أهمها ما يأتي:[٤]
- إقامة السدود: عانت مملكة سبأ كثيرًا من الفيضانات والسيول الناتجة عن تساقط الأمطار، فكانت الحاجة ماسة لإقامة السدود لتخزين مياه الأمطار والسيول، واستخدامها فيما بعد في أغراض الزراعة، ومن أشهر السدود التي بناها أهل مملكة سبأ هو سد مأرب؛ الذي تعرض لبعض التصدعات والشقوق؛ بسبب انشغال أهل المملكة عنه في الحروب والقتال، إضافة إلى بناء عدد من السدود الصغيرة مثل سد نجران.
- الزراعة: اشتهرت مملكة سبأ بزراعة العنب الذي كان يتمتع بجودة عالية، وزراعة محاصيل من القمح والعسل، إلا أنهم كانوا يواجهون أخطر أعداء هذه المحاصيل وهو الجراد، عدا عن صعوبة التنقل بين المناطق الجبلية في بلادهم؛ فكانوا يبنون درجًا على الجبال ليسهل حركتهم وتنقلهم من المناطق السهلية للمناطق الجبلية.
- التجارة: نشأت رحلات تجارية متبادلة ومزدهرة بين مملكة سبأ وبلاد الهند، مثل تجارة التوابل والبهارات والبن، عدا عن تجارتهم مع العراق؛ فكانوا يصدرون للعراق الذهب والفضة، ويستوردون من الهند البخور والمسك، فكانو يسيطرون على أهم الطرق التجارية مثل طريق التجارة غربي الجزيره العربيّة، فوضعوا الحراسات والمستعمرات في هذه الطرق لحماية القوافل التجارية، عدا عن سيطرتها على أهم الموانئ في البلاد مثل ميناء عدن، فكانوا يفرضون الرسوم على السفن المارة من هذه الموانئ، وكانوا يستخدمونها في تبادلاتهم التجارية مع الدول الأخرى.
سبأ في القرآن الكريم
من سور القرآن الكريم سورة سبأ المكية التي ذكرت أخبار أهل هذه المملكة، وذكرت شيئًا عن مُلك النبي سليمان عليه السلام وما حباه الله من نعم وفضائل، وذكرت بعض النعم التي كانت تتنعم بها مملكة سبأ، ومصير كل من جحد بأنعم الله، ففي عهد النبي سليمان عليه السلام، عندما علم بأمر هذه المملكة وأنهم كانوا يعبدون الشمس من دون الله كما أخبره بذلك الهدهد، فجاء الهدهد للملك سليمان بنبأ عظيم عن هذه المملكة وعن ملكتهم بلقيس وشعبها وما كانوا يعبدون من دون الله، وأتاه بوصف دقيق لعرش الملكة بلقيس وملكها، فقد آتى الله سبحانه وتعالى نبيه سليمان ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؛ فكان يعلم لغة الطير والحيوان، وسخر له الجن والشياطين، فأمر الملك سليمان أن يأتي له أحدهم بعرشها، وأن يلقوا إليها خطابًا من الملك سليمان يخبرهم أن يأتوا إليه مسلمين، فكان رد الملكة بلقيس أن أرسلت للملك سليمان بهدية فاخرة ملكية في محاولة منها لكسب ود الملك والحصول على الأمان من جانبه، فلم يقبل النبي سليمان الهدية، وهددهم بالقتال إن هم لم يأتوا إليه مذعنين مسلمين، ولأنها ملكة وتعلم علم اليقين ما يفعل الملوك عندما يهددون، فانصاعت لأوامر الملك سليمان وأتت إليه، وعندما رأت ملكه وما شيده لها من قصر عظيم ظنته عرشها، آمنت بالله وحده لا شريك له، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين، ورجعت إلى قومها تدعوهم لعبادة الله وحده وترك ما كانوا عليه من عبادة الأوثان والأصنام، فآمن قومها بالله وحده قدوة بملكتهم بلقيس.[٣]
المراجع
- ↑ إيمان الحياري (18-3-2019)، "تاريخ اليمن القديم "، مقالات، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "اين تقع وتوجد مدينة سبأ"، كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "متى تأسست مدينة سبأ ؟"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "أين تقع مملكة سبأ"، الحكيم، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.