أين تقع تبريز

موقع مدينة تبريز

مدينة تبريز تقع في الجمهورية الإيرانية الإسلامية، ويحدها من جنوبها السهول الخضراء، ومن شرقها جبل السند، ومن شمالها جبل بن علي وتصنف المدينة كثالث أكبر مدينة إيرانية مساحة؛ إذ تبلغ مساحتها ما يقارب 238 ألف كلم مربع، وتقع المدينة على نهرين هما نهر مهران ونهر تلخه، ويبلغ عدد سكان المدينة قرابة مليوني نسمة، وهي ثالث المدن الإيرانية في عدد السكان، ويعود أصول السكان في المدينة للقبائل التركية المهاجرة، وللسكان الأصلين الأذريّة، بينما الفرس لا يشكلون أكثر من 3% من سكانها على غير الاعتقاد السائد، ويسود في تبريز مناخ بارد نسبيًا، وتتساقط الأمطار بكميات غزيرة في الشتاء، وتتساقط الثلوج على المرتفعات المختلفة في المنطقة، وفي فصل الربيع يعتدل الجو ويتحول لجو مميز، تعود فيه السهول للونها الأخضر مع هبوب نسمات من الريح العليل، واقتصاديًا تساهم تبريز في دعم ورفد الاقتصاد الإيراني، فالمدينة تحوي الكثير من المنشآت التجارية والصناعية، ومن أشهر تلك الصناعات في المدينة:[١]

  • تركيب قطع السيارات.
  • تركيب قطع الآلات.
  • صناعةُ الإسمنت.


مدينة تبريز في العهد القديم

بدأت الحياة في تبريز بالعصور الحديدية، وقد وجد هيكلان عظميان بشريان يعودان لتلك الحقبة، وبدأت المدينة في التوسع بالعصر الآشوري في عهد الملك سرجون الثاني، وقد ذكرت المدينة في نقوش الملك عام 714 قبل الميلاد، في القرن الثالث الميلادي تبريز المعاصرة أنشأها الفرس الساسانيّون، وكانت تعرف المدينة باسم تورژ، وكانت المدينة البارزة جسر الوصل بين العالمين الغربي والشرقي وبين ملوك الفرس وملوك الأرمن، وفي عام 643م فتحت تبريز بقيادة نعيم بن مقرن المزني قائد الجيش الإسلامي، وضمت المدينة للخلافة الإسلامية، وكانت في تلك الفترة قرية صغيرة هجرها أغلب سكانها، وفي العهد الأموي بقيت المدينة على حالها، لكن في عصر الخليفة العباسي جعفر المتوكل على الله انتقلت الكثر من العوائل الأزدية اليمينية للمدينة، فازدهرت المدينة تجاريًا وشيدت فيها الأسواق والقصور، وبني حول المدينة سور كبير لحمايتها من الغزوات، وفي القرن التاسع الميلادي برزت المدينة كطريق تجاري في الشرق، لكن حال المدينة رجع للتدهور بعد الزلزال المدمر بين عامي 1042-1043 ميلاديًا.[٢]

في القرن الحادي عشر الميلادي بدأت القبائل الأزدية في المدينة بالتكريد؛ أي اقتباس الهوية والقومية الكردية، وفي نفس القرن بدأت القبائل الغزيّة التركية بالنزوح للمنطقة، وفي عام 1054م ثبت الترك سيطرتهم على المدينة في عهد الزعيم السلجوقي طُغرل بك، والذي توجه لاحقًا للقضاء على البويهيين في العراق وغزو البلاد الرومية، وقد صاهر طُغرل بيك العباسيين لتقوية حكمه، وزوج ابنة أخيه خديجة أرسلان خاتون للخليفة العباسي القائم بأمر الله، وفي القرن الثالث عشر مع وقت توسع الإمبراطورية المنغولية، وصلت الجيوش المنغولية لأسوار المدينة، وقد فشلوا في إخضاع المدينة لكن بعد إخضاعهم جميع الأراضي الأذربيجانية أخضعت تبريز، ودخلها الجيش المنغولي وهدمها وارتكبوا مجزرة فيها، وقد اختارها الألخان الرابع المنغولي أباقا خان لتكون عاصمة ممالكه، وقد شيد في عهده أسوار جديدة للمدينة، وبنيت الكثير من المساجد والمدارس، وقد قصد المدينة الكثير من الطلاب الأجانب لاكتساب العلم مثل الأسقف جرجس خونيادس الرومي.[٢][١]


مدينة تبريز في العهد العثماني

في أواخر عهد إمارة الخرفان البيض دبت الصراعات في مدينة تبريز، فاستغل ذلك القائد الشاب إسماعيل بن حيدر الصفوي، وأشعل ثورة شيعية في المدينة، ووقعت بينه وبين الميرزا ألوند قائد الخرفان البيض معركة عنيفة في وادي أراكس عام 1501م انتهت بانتصار الشاه إسماعيل وهروب الميرزا ألوند، وسيطر إسماعيل الصفوي على تبريز وانشأ دولة حديثة سميت بالدولة الصفوية، وأعلن أن المذهب الشيعي الاثني عشري هو مذهب المدينة وأجبر سكان تبريز وما حولها باعتناق المذهب، وغضب السلطان العثماني سليم الأول من ممارسات الشاه إسماعيل الدينية، وعند وصوله لسدة الحكم اشتعل الصراع الطائفي بين الدولتين، وسار السلطان سليم بجيش كبير نحو تبريز والتقى مع الجيش الصفوي في صحراء جالديران، وأسفرت المعركة العنيفة على انتصار العُثمانيين ودخولهم تبريز عاصمة الدولة الصفوية، وهزيمة الجيش الصفوي وانسحاب الشاه إسماعيل لداخل الأراضي الإيرانية.[٢][١]

في عهد الشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي نقلت العاصمة لمدينة قزوين في عام 1548م، بسبب احتفاظ العثمانيين بتبريز مدينة تحت سلطانهم، وفي عام 1955م عقد العثمانيون والصفويون صلح أماسيا، واحتفظت الدول العثمانية بتبريز ضمن أراضيها، لكن استعادها الشاه عبَّاس الأوَّل الصفوي عام 1603م وبقيت تحت حكم الدولة الصفوية حتى عام 1725م إذ احتلها الروس، وفي عام 1732م عقدت معاهدة عثمانية صفوية جديدة أعادت تبريز لحكم الدولة الصفوية.[٢][١]


السياحة في تبريز

تعد تبريز أهم وأفضل وجهة سياحية في إيران، ويأتيها السياح من جميع مدن إيران وبلدان العالم، لما تحويه المدينة من تنوع ثقافي وتاريخي كبير، ومن أبرز معالم المدينة:[٣]

  • المسجد الأزرق: من أقدم المساجد في المدينة، بُني في القرن الثالث عشر الميلادي، ويعكس المسجد روعة الفن المعماري الفارسي، وفي المسجد يوجد أضرحة ومقامات إيرانية مقدسة.
  • مسجد السيد حمزة إمام زادة الجامع: مسجد قديم في المدينة، يتميز بنقوشاته وتصميماته الصفوية والقاجارية، وفي المسجد العديد من الأضرحة المقدسة.
  • قوس تبريز: قوس تاريخي بني في عهد الوزير تاج الدين جهان شاه، وقد بني القوس ليحوي مسجدًا لجميع سكان تبريز، إلا أن الأعمال في المسجد توقفت بعد موت الوزير، وتحول البناء لصرح تعليمي مميز، لكنه تعرض للهدم بعد الغزوات المتتالية للمدينة.
  • دار الدستور: دار قديمة طورت في العهد القاجاري لتكون مركزًا لاجتماع المسؤولين في الحكومة، وتحوي الدار حاليًا على متحف فيه مقتنيات للثوار في المدينة على مر الأزمنة.
  • متحف المكيال: متحف يحوي الأدوات القديمة المستخدمة في المدينة، وبعض الأدوات الفلكية كالبوصلات والأسطرلاب.
  • حمام نوبر: وهو حمام عمومي يمتد على مساحة 200 متر مربع، وعدته منظمة اليونيسكو من أقدم المعالم في تبريز، ويمكن للزائر الاستجمام فيه والحصول على جلسات التدليك.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مُحرري المعرفة، "تبريز"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 24-08-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث مُحرري سني أونلاين (16-12-2009)، " مدينة تبريز قبل الصفوية وبعدها"، sunnionline، اطّلع عليه بتاريخ 24-08-2019. بتصرّف.
  3. morshed alshefaa (12-03-2015)، "معالم مدينة تبريز"، safariyat، اطّلع عليه بتاريخ 24-08-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :