محتويات
مدينة بيزنطة
تعود بيزنطة أو بيزنطيوم المدينة القديمة إلى أصول إغريقية واقعة على مضيق البوسفور في الجمهورية التركية، وهي الآن ذاتها مدينة إسطنبول، إذ تأسست المدينة عام 658 ق.م، وهي قرية سابقة تخص الصيادين، ثم شهد عام 335م على تحويلها عاصمةً للإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) من قِبَل الإمبراطور قسطنطين، وقد أطلِق عليها القسطنطينية عام 330م نسبةً إلى قسطنطين عقب وفاته بسبع سنوات، وجاء فيما بعد القائد الإسلامي محمد الفاتح وأسقط المدينة بتاريخ 29 مايو من عام 1453م وسماها إسلام بول، وتعاقبت عليها الممالك والدول وصولًا إلى الدولة العثمانية التي أسمتها الأستانة[١]، ويعود أصل الدولة الرومانية (البيزنطية) للقرن الرابع الميلادي حسب ما ورد عن المؤرخين في وقت إصدار الإمبراطور قسطنطين مرسوم ميلانو الشهير، والذي نص على الاعتراف بالديانة المسيحية وأسس عاصمة البيزنطيين الجديدة (بيزنطة) على ضفتي مضيق البوسفور.[١]
موقع مدينة بيزنطة
تقع مدينة بيزنطة (إسطنبول اليوم) على ضفاف مضيق البوسفور ضمن إقليم مرمرة إلى الشمال الغربي في تركيا، ويحدّها شمالًا البحر الأسود، ويحدّها جنوبًا بحر مرمرة، كما أنها تتصل غربًا مع محافظة تكيرداغ، وشرقًا مع محافظتي صكاريا وكوجالي، ويقسم مضيق البوسفور مدينة بيزنطة إلى قسمين؛ غربي وشرقي، الجدير بالذكر أن جزء إسطنبول الشرقي يقع ضمن قارة آسيا، والجزء الغربي يقع ضمن القارة الأوروبية في منطقة تراقيا في الجنوب الشرقي لمنطقة البلقان، وتتميز مدينة بيزنطة بالقوة الدفاعية، إذ تُعد أفضل موقع دفاعي على مستوى العالم، وبلغت المساحة الإجمالية لمحافظة إسطنبول اليوم 5,461 كم2، 5,343 كم2 منها المساحة الإجمالية لليابسة، في حين تبلغ مساحة المدينة الرئيسية 1830 كم2، وتتمتع إسطنبول بمناخ معتدل، إذ ترتفع درجات الحرارة والرطوبة في فصل الصيف، وفي فصل الشتاء تنخفض الحرارة مع هطول الأمطار والثلوج غالبًا، أما خلال فصلي الربيع والخريف فتكون الأجواء لطيفةً معتدلةً مصاحبةً لتساقط أمطار متفرقة.[٢]
تاريخ مدينة بيزنطة
يعود تاريخ قيام بيزنطة إلى القرن الرابع للميلاد، إذ أعلن الإمبراطور قسطنطين ضمن مرسوم أصدره أطلق عليه اسم مرسوم ميلانو عن اعترافه بالديانة المسيحية، وأنشأ عاصمته الجديدة بيزنطة التي أُطلق عليها فيما بعد القسطنطينية على مضيق نهر البوسفور، وقامت فيها الإمبراطورية البيزنطية التي لم تكن سوى امتدادًا للإمبراطورية الرومانية، وكانت مدينة بيزنطة ذات تعلُّق تاريخيّ بمدينة روما القديمة، وكانت تعُدّ نفسها الوريث الوحيد لروما، وحاولت فرض نفوذها وسيطرتها على كل الأراضي التابعة لروما، وظلّت الإمبراطورية البيزنطية تُشابه كثيرًا الإمبراطورية الرومانية لفترةٍ من الزمن، إلّا أنها فيما بعد بدأت بتكوين طابع وشخصية خاصة بها من حيث الأمور الإدارية والديانات وغيرها، حتى أصبح لها شخصيةً مستقلّة تميّزها عن بقية الدول.[٣]
معلومات عن الإمبراطورية البيزنطية
تُعرف الإمبراطورية البيزنطية بتاريخها ونفوذها، كما أنها تميزت بالقوة خلال فترات وجودها، وفيما يأتي بعض أهم الحقائق والمعلومات عنها:[٤]
- اهتم البيزنطيون بكتابات اليونانيين القدماء، مثل؛ أفلاطون وبطليموس وجالينوس، والتي قد اندثرت وضاعت لولا اهتمام الإمبراطورية البيزنطية بها.
- لجأ الحكّام البيزنطيون خلال فترات حكمهم إلى تشويه المنافسين بشتى الطرق، وقد كانوا يستمتعون بتشويه المنافس جسديًا، فعند إلقاء القبض على قائد كتلة أو جماعة معارضة أو عند خلع إمبراطور بيزنطي يلجؤون إلى اقتلاع عينيه.
- استخدم الجيش البيزنطي نسخةً بدائيةً من النابالم، وهو عبارة عن سائل غامض يشتعل يسمى النار اليونانية، واستخدمها البيزنطيون لقذف ورمي سفن الأعداء وردعها، وهي مصدر قوة عسكرية للقوات البيزنطية.
- كان لاختراع المدفع من قِبَل الجيوش الإسلامية وعلى رأسهم محمد الفاتح الأثر الأكبر في سقوط البيزنطيين.
- أُنشأت الكنيسة الأرثوذكسية في إسطنبول في عهد الإمبراطورية البيزنطية.
- لم تُعرف بالإمبراطورية البيزنطية إلا عقب سقوطها وانهيارها.
المعالم الأثرية في بيزنطة قديمًا وإسطنبول حديثًا
أقامت الإمبراطورية البيزنطية في مدينة بيزنطة العديد من المعالم الأثرية المهمة، ومن هذه المعالم:[٥][٦]
- أسوار القسطنطينية: بُنيت هذه الأسوار من قبل ثيودوسيوس في القرن الخامس الميلاديّ، ووسعت في القرن السادس الميلاديّ؛ وذلك بسبب التوسُّع الذي حصل في مدينة القسطنطينية آنذاك، وكانت هذه الأسوار قويةً كفايةً لردع خطر الاعتداء والهجمات الفارسية والعربية، إلّا أنه وفي القرن الخامس عشر لم تكن هذه الأسوار قادرةً على مواجهة وردع الهجمات العثمانية التي كانت في غاية القوة، وعند احتلال العثمانيين المنطقة أصبحت مدينة إسطنبول مدينة قويةً محصّنةً من أي اعتداءات دون الحاجة إلى هذه الأسوار، وقد استخدم العثمانيون الجدران الأرضية لها كمواد بناء، وما تبقّى منها تدمّر بفعل العديد من الزلازل التي مرّت على المنطقة.
- قناة فالنس: أُنشئت هذه القناة بعد التوسُّع في مدينة بيزنطة بعد إعلانها من قبل الإمبراطور قُسطنطين كعاصمة للإمبراطورية البيزنطية، فخلال هذه الفترة ازداد عدد السكان في المدينة، وأصبحت احتياجاتهم من الماء أكبر، الأمر الذي دعا الإمبراطور لإصدار قرار إنشاء هذه القناة التي ساهمت في تزويد المدينة بكميات كبيرة من الماء لسدّ حاجات السكان فيها.
- ميدان سباق الخيل: هو عبارة عن ميدان موجود في منطقة السلطان أحمد، وهذا الميدان مخصّص لسباق الخيول، إذ تتسابق فيه العديد من عربات الخيل أمام المتفرّجين من أهل المدينة، ويشارك فيه خيّالون مهرة للتنافس على الفوز بالمراتب الأولى.
- اَيا صوفيا: هو عبارة عن مسجد من أهم المساجد الموجودة في تركيا في وقتنا الحاضر، بُني في عهد الإمبراطورية البيزنطية ليكون كاتدرائيةً للأرثودوكس، وقد كان من أكبر الكاتدرائيات خلال التسعمائة عامٍ الماضية، وفيما بعد تحول ليكون مسجدًا من أهمّ مساجد تركيا في وقتنا الحاضر.
المراجع
- ^ أ ب "بيزنطة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 24-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "إسطنبول.. القلب النابض للاقتصاد التركي"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 24-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "بيزنطة"، المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "حقائق قد تكون لا تعرفها عن الإمبراطورية البيزنطية"، dkhlak، اطّلع عليه بتاريخ 24-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسوار المدينة - بيزنطة القديمة"، المسافرون إلى تركيا، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "أيا صوفيا.. جدلية الكنيسة والمسجد والمتحف"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2-9-2019. بتصرّف.