أين تقع مدينة القيروان

أين تقع مدينة القيروان
أين تقع مدينة القيروان

موقع مدينة القيروان

تعد ميدنة القيروان إحدى المدن التونسيّة الواقعة على بعد 160 كيلومتر من العاصمة تونس، وقد فتحت على يد عقبة بن نافع من أجل توطين المسلمين فيها، وهي بذلك من أقدم المدن الإسلاميّة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس، وبرزت أهميّة هذه المدينة خلال الفتوحات الإسلاميّة، إذ خرجت منها العديد من الحملات إلى الجزائر والمغرب وإسبانيا والعديد من الدول الإفريقيّة، وهي في يومنا هذا من أهم المدن التونسيّة، والمقر الرئيس للولاية.[١]

يسود في مدينة القيروان مناخ شبه قاحل وجاف، إذ يتميّز بهطول قليل للأمطار، وسرعة كبيرة في تبخرها في حال نزلت، ولكنه لا يشبه المناخ الصحراوي الجاف جدًا، كما يتميّز بارتفاع درجات الحرارة، ولكن بالرغم من ذلك فأهل المدينة يهتمون بزراعة العديد من الأنواع النباتيّة القصيرة والخشنة التي تتحمل درجات حرارة مرتفعة، ويبلغ متوسط درجات الحرارة السنويّة حوالي 18 درجة مئويّة.[٢]


تاريخ مدينة القيروان

تأسست مدينة القيروان في عام 670 للميلاد على يد عقبة بن نافع بسبب توطين المسلمين فيها خوفًا من عودتهم عن الدين الإسلامي في حال رجوعهم إلى أهالي إفريقيا، وقد اختار موقعها في منتصف تونس لتكون بعيدة عن الأنظار، ولتجنب مرور مواكب الروم بجوارها وتدميرها وإهلاك أهلها، وكان لهذه المدينة الدور الكبير خلال القرون الإسلاميّة الأولى، وذلك بكونها العاصمة السياسيّة لدول المغرب الإسلامي، كما أنّها مركز الثقل فيه منذ بدايات الفتح وحتى آخر دولة الأمويين في دمشق، كما كانت العاصمة للدولة العباسيّة القائمة في بغداد، والتي اتخذت منها سندًا لها يحميها من خطر الانقسام والتفكك، وبسبب المخاطر التي كانت تواجه الدولة العباسيّة، خاصةً الخطر المتمثل بالدولة الإدريسيّة الشيعيّة اتخذ هارون الرشيد القيروان سدًّا منيعًا يمنع تسرّب الخطر الشيعي للبلاد، ومنح إبراهيم بن الأغلب الاستقلال والنفوذ فيها، وهذا ما جعل الإمارة تنتقل في نسله جيلًا بعد جيل.

وشيّد هارون الرشيد في المدينة العديد من الأبنية الضخمة، وبعض التوسيعات العمرانيّة المتمثلة بتوسعة الجامع في المدينة في ظل دولة الأغالبة وبإشراف من أمرائها، كما أقاموا فيها الفسقيّة المشهورة، وقد اتخذ الأغالبة من هذه المدينة سلاحًا يهددون به الخليفة في بغداد الذي كان يقلل من شأنهم أو سيادتهم، وبسبب المكانة التي حظيت بها المدينة أصبحت مطمعًا للأجانب، ومنهم ملك أوروبا الذي بعث الإمبراطور شارلمان بسفرائه إلى ابراهيم بن الأغلب لإقامة علاقة ودية فيما بينهم، وفي عام 902 للميلاد بدأت تشتعل الفتن بين أمراء الأغالبة، وكان حينها إبراهيم بن أحمد قاتل سفاح لا يسلم منه أحد سواء من المقربين أو عامة الناس، وكان غدره بأهل بلزمة هو أحد أسباب سقوط وتدمير دولة بني الأغلب، وخضعت المدينة بعدها للدولة الفاطميّة، وتعرضت للعديد من أحداث الانقسام والتفرقة والتمزق بين أفرادها، ونشوب العديد من الفتن والحروب، وانتهى ذلك بإعلان المعز بن باديس الصنهاجي استقلاله عن الدولة الفاطميّة، وهذا ما أدى إلى تمزيق شمل الدولة من قبل قبائل الأعراب من الهلاليين، مما نتج عنه تخريب لمعالم الحضارة في المدينة، وهذا ما أدى إلى طمس معالم وأهميّة المدينة التي لم تعد العاصمة السياسيّة القويّة التي تشع منها المعارف والآداب والعلوم المتنوعة.[٣]


المعالم السياحة في مدينة القيروان

وفيما يأتي أبرز المعالم السياحية في مدينة القيروان:

  • متحف الفن الإسلامي: يقع هذا المتحف في حديقة موجودة في القصر الرئاسي المشيّد في عام 1970 للميلاد، ويحتوي بين أرجائه على مجموعة من المقتنيات الأثريّة الخاصة بالمدينة وبعض المناطق المجاورة، وأيضًا يضم المطبوعات القديمة الخاصة بمشاهد البلدات المحليّة، وعملات نقديّة خاصة بالأغالبة والفاطميين والزيريد، بالإضافة إلى النقوش القرآنيّة القديمة، والأواني الفخاريّة المتنوعة.[٤]
  • زاوية سيدي عمر عباده: شيّدت هذه الزاوية في عام 1860 للميلاد، وهي من أبرز معالم السياحة في المدينة، والتي تتميّز بقبابها الجميلة التي يبلغ عددها خمس قباب، والزائر لها يتمتع بتأمل الجمال المعماري للفنون العربيّة في البناء.[٤]
  • فسقية الأغالبة: تقع فسقيّة الأغالبة في الجهة الشماليّة من المدينة، والتي شيّدت في عصر الأغالبة في الفترة الواقعة بين 860 و862 للميلاد في ظل إمارة أبو ابراهيم بن الأغلب، وكان الهدف من تشييدها بناء عدد من آبار المياه لتأمين وصول الماء إلى المدينة.[٤]
  • مسجد الأبواب الثلاثة: يعد مسجد الأبواب الثلاثة أو كما يعرف بمسجد ابن خيرون، وهو من أقدم وأعرق المباني الموجودة في مدينة القيروان، والذي بني في عام 866 للميلاد على يد عالم أندلسي، ويتميّز هذا المسجد بنقوشه الكوفية التي يعود تاريخها إلى العام 1440 للميلاد.[٤]
  • الجامع الكبير: يقع هذا الجامع في الجهة الشماليّة الشرقيّة من القيروان، والذي بني في عام 672 للميلاد على يد عقبة بن نافع، وهو من أهم وأقدم المباني الموجودة في الجزء الشمالي من القارة الإفريقيّة، وأهم ما يميّز هذا الجامع مئذنته الكبيرة المدمجة مع جدران المدينة، ويقوم المسجد على مساحة شاسعة من الأرض، ويحتوي على فناء داخلي كبير.[٤]
  • مقام أبي زمعة البلوي: شيّد هذا المقام تخليدًا لذكرى الصحابي أبي زمعة البلوي أو السيّد في عام 1663 للميلاد، والذي يتكوّن من مجموعة أجزاء أهمها المقام والمستودع، والمخزن الذي من الممكن تخزين البضائع والمنتجات به، وهناك طابق علوي مخصص لاستقبال كبار الضيوف القادمين لزيارة هذا المقام، وهناك أيضًا مدرسة تحتوي على مئذنة وعدد من حجرات الطلبة، بالإضافة إلى غرفة الضريح، ويشار إلى أنّ هذا المقام يشرف على مساحة واسعة مليئة بالزخارف والنقوش المعماريّة الجذابة.[٥]


مسجد وسوق القيروان

يُعد مسجد القيروان من أكبر المساجد في المغرب الإسلامي، إذ تصل مساحته الإجمالية إلى أكثر من 9700 متر مربع، ويبلغ عرضه 38 مترًا، وطوله حوالي 126 مترًا، ويحتوي على بيت صلاة كبير المساحة وشاسع الأركان، إذ يرتكز على عشرات الأعمدة الرخامية، ويوجد داخل المسجد صحن واسع الأرجاء، تحيط به أروقة يظهر من خلالها إبداع الإنسان عبر العصور، وهذه التفاصيل جعلت من مسجد القيروان الكبير، أو جامع عقبة بن نافع واحدًا من أروع المعالم الإسلامية وتحفة معمارية فريدة من نوعها.[٦]

ويُعد سوق القيروان من أهم الأسواق الغنية في تونس، وباستطاعة الزائر لهذا السوق الاستمتاع والحصول على كل ما يجول بخاطره من مقتنيات وحاجيات تراثية تعكس صورة لعراقة المدينة، إذ يُباع سجاد القيروان الشهير هناك والذي يُعرف باسم "الزربية"، كما يحتوي السوق على عدد من الأقسام، إذ يُعد كل قسم منها سوقًا بحد ذاته، مثل سوق الجرابة الذي ينسج الأغطية ويبيعها، والأقمشة ولوازم صناعة السجاد، وسوق البلاغجية، إذ تصنع السروج والأحذية وتباع فيه، بالإضافة إلى سوق العطارين، إذ يُوجد البخور، والعطور ولوازم الأعراس، وأيضًا سوق النحاسين، الذي يمكن شراء الأواني النحاسية وغيرها من المنتوجات والمصنوعات النحاسية منه، ولذلك يعدّ سوق القيروان أحد أهم الأسواق الشاملة، والذي توجد فيه العديد من المقتنيات للزوار.[٧]


المراجع

  1. "مدينة القيروان"، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  2. "معلومات عن مدينة القيروان تونس"، murtahil، 26-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  3. "قيروان"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج "السياحة في القيروان تونس وأجمل الفرص الترفيهية عند الزيارة"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  5. "بحث شامل عن مدينة القيروان"، almrsal، 23-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
  6. "جامع عقبة بن نافع بالقيروان"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-25. بتصرّف.
  7. "سوق القيروان"، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-25. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :