- ذات صلة
- مدينة بيلا
- أين تقع كنعان
طبقة فحل
يعود تاريخ المدينة إلى فترة العصر الهلنستي، وتحديدًا فترة حكم الإسكندر المقدوني، وقد سكنها جنود مقدونيون بعد فتحها على يد الإسكندر الأكبر، وسميت بمدينة بيلا نسبة إلى المدينة التي ولد فيها الإسكندر، في حين تقول مصادر أخرى أن تاريخ المدينة يعود إلى العصر الجري الحديث، أما تسميتها فقد كانت في العصر الهلنستي، ثم دخلت بيلا في حلف الديكابوليس، وهو حلف يضم 10 مدن إبان عصر الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية، ثم إضيفت لها مبانٍ عديدة بعدما فتحت على يد القائد بومبي سنة 63 قبل الميلاد، وقد اكتسبت أهمية كبيرة لأسباب عديدة منها احتضانها أول مؤتمر للسلام في الألفية الثانية قبل الميلاد، وزراعة القصر السكاني في العهد الروماني، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي القريب من البحر المتوسط، ناهيك عن وقوع معركة فحل الخالدة فيها، وسنتحدث في هذا المقال عن موقع المدينة بشيء من التفصيل، ثم سننتقل للحديث عن معركة فحل الخالدة التي وقعت فيها، وأخيرًا سنتناول واقع السياحة والآثار هناك.[١][٢]
موقع طبقة فحل
تقع طبق فحل في المملكة الأردنية الهاشمية، وتحديدًا في مدينة إربد، إذ تبعد عنها مسافة 26 كيلومترًا، ويمكن الوصول لها من إربد عبر بلدة الشونة الجنوبية ثم إلى الجنوب وصولًا إلى بلدة المشارع، أو عبر مدينة دير أبي سعيد في لواء الكورة ثم إلى بلدة المشارع، فيما تبعد عن العاصمة عمان 80 كيلومترًا إلى الناحية الشمالية، وتبعد عن نهر الأردن 5 كيلومترات إلى الناحية الشرقية، وتقابل مدينة بيسان غربي نهر الأردن، وقد عرفت بينابيعها المائية في وادي جرم الموز.[١] ولمن لا يعرف مدينة إربد الأردنية، فهي عروس ومركز شمال الأردن، تبعد عن العاصمة 81 كيلومترًا إلى الشمال، يتبع لها 9 ألوية هي: قصبة، وإربد، والرمثا، والكورة، وبني كنانة، والأغوار الشمالية، وبني عبيد، والمزار الشمالي، والطيبة، والوسطية، تحدّها الجمهورية السورية العربية من الشمال، ودولة فلسطين المحتلة من الغرب.[٣]
معركة فحل
في سنة 635 م التقى الجيش الإسلامي مع الجيش الروماني في معركة طاحنة عدت من أهم معارك الفتوحات على مستوى بلاد الشام ككل، وتعرف هذه المعركة حسب المصادر التاريخية باسم معركة فحل، فيما يرد ذكرها باسم معركة بيلا في المصادر الغربية واليونانية، كما تعرف باسم يود الردغة بمعنى أرض الوحل والطين، وقد حقق فيها المسلمون نصرًا خالدًا. ويعود بداية تفكير المسلمين في فتح المدينة إلى الهزيمة التي لحقت بالروم في معركة أجنادين، فقد بدأ الروم يجمعون قواهم في بيلا المنيعة، ثم أقاموا حولها خطًا دفاعيًا مائيًا من خلال شق قنوات من بحيرة طبريا وتسليطها على الأراضي المحيط بمديتهم لمنع تقدير المسلمين، كما حشدوا آلاف المقاتلين وبذلك شكلوا خطرًا على المسلمين في الشمال؛ لأن أيّ هجوم يخوضه الروم شرقًا سيؤدي حتمًا إلى قطع خطوط الإمدادات من الجزيرة العربية إلى جيوش المسلمين، فتدارك الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجراح هذا الخطر، وعليه قرر الانسحاب جنوبً، وفي نيته السيطرة على مدينة بيلا للقضاء على الخطر، فأرسل جيشًا بقيادة شرحبيل بن حسنة مع مقاتلين يتراوح عددهم ما بينهم 26-30 ألفًا، فيما قاد الروم سقلار ونائبة نسطورس، وقد وصل عدد جيشهم 80 ألفًا. في الثالث والعشرين من كانون الثاني يناير عام 635 التقى الجيشان، فضيّق شرحبيل بن حسنة الخناق على بيلا مستهدفًا حرمان الروم من استغلال التحصينات المائية، ثم امتدت ساحة القتال إلى بيسان، وتمكن المسلمون من دفع الروم باتجاه المستنقعات الدفاعية التي أقاموها، وهكذا سيطر المسلمون على طبقة فحل وبيسان وطبرية، ومع أنها معركة فاصلة لكنها لم تشل يد الروم كليًا حتى التقى الجيشان مرة أخرى بعد عام ونصف في معركة اليرموك، لكن لا أحد يمكنه إنكار أهمية معركة فحل ودورها في تهيئة النصر للمسلمين. وتجدر الإشارة إلى اهتمام المسلمين بالمدينة بعد فتحها لا سيما خلال العصر الأموي، لكنها هدمت جرّاء الهزة الأرضية التي أصابت المنطقة سنة 747 فاختفت معظم معالمها وتناقصت، علمًا بأنها ظلت مأهولة بالسكان خلال العصرين العباسي والمملوكي.[٤]
آثار طبقة فحل
اهتمت دائرة الآثار الأردنية بإبراز آثار طبقة فحل، فشهد الموقع الأثري تنقيبات أثرية عديدة شاركت فيها بعثات أجنبية وجامعات عالمية، فعثرت على بعض الكنائس وقطع الفخار والنقود، بالإضافة إلى آثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية التي امتدت من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر الميلادي، مؤكدين في ذات الوقت أن تاريخ الاستيطان البشري في الموقع يعود إلى العصر البرونزي حتى العصر الحديدي، معتبرين المكان من أهم المواقع الأثرية في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الحفريات الأثرية ما زالت مستمرة في المكان، وقد نجحت في الكشف عن مناطق عامرة ومأهولة منذ 10آلاف سنة بما فيها المدرج الروماني، وكاتدرائية، وكنيستان شرقية وغربية، ومعبد كنعاني هو الأقدم والأهم بين المعابد التي وجدت في ذلك الزمان، بالإضافة إلى مسجد من العصر المملوكي ومدافن وبقايا مبانٍ معمارية وقلعة تل الحصن.[١]
وفي سبيل إنعاش المنطقة قامت وزارة السياحة والآثار الأردنية بافتتاح استراحة سياحية لخدمة السياح بتكلفة نصف مليون دينار، وذلك في شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 2017، وقد سعت الوزارة في ذلك إلى تأهيل المنطقة سياحيًا، وتوفير فرص عمل للمجتمع المحلي، كما أعربت الوزارة عن نيتها عام 2019 بتطوير المنطقة من خلال المسارات الدينية والبيئية والتاريخية والتأملية بما ينعكس إيجابيًا على القطاع السياحي والاقتصادي ككل.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت "طبقة فحل.. من أكبر وأهم المواقع الأثرية في المنطقة"، الدستور، 31-12-2010، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019.
- ↑ "رحلة عبر التاريخ إلى طبقة فحل في اربد"، أم القرى، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "إربد"، الجزيرة، 20-10-2014، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة فحل مهدت الطريق أمام المسلمين لانتصار اليرموك"، الاتحاد، 3-8-3013، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.
- ↑ أشراف الغزاوي (28-11-2017)، "افتتاح استراحة سياحية في طبقة فحل بكلفة نصف مليون دينا"، الرأي، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2019. بتصرّف.