محتويات
الحمام الزاجل
يعدّ الحمام الزاجل فصيلةً من أنواع الحمام التي تُعرف بسرعتها وقدرتها على الطيران لمسافات بعيدة، ثم تعود لذات المكان الذي انطلقت منه أول مرة معتمدةً على قدرتها الطبيعية في تحديد الاتجاهات وفقًا للمجال المغناطيسي الأرضي، ووقد استخدم الرومان الحمام الزاجل قبل ما يزيد عن 2000 سنة لنقل الرسائل عن طريق ربط ورقة صغيرة جدًا بإحدى أرجل الحمامة لتنقلها إلى المكان الذي يريدون إيصال الرسالة له، وقد وُجد من خلال الدراسات الأثرية القديمة أن قيصر الروم يوليوس استخدم الحمام الزاجل خلال حربه على الغال، كما استخدم اليونان الحمام في نقل أسماء المنتصرين في الألعاب الأولومبية إلى المدن جميعها.[١]
أفضل حمام زاجل
توجد العديد من المعايير التي كان يراعيها باعثو الرسائل لاختيار الحمام الزاجل الذي تربط الرسائل بقدمه لإيصالها إلى وجهته المطلوبة، كما في وقتنا الحاضر حين يختار الشخص وسيلة لنقل رسائله يحرص على أن تكون ذات فعالية عالية لتصل الرسالة في أفضل صورة وبأسرع وقت ممكن، وعند شراء الحمام الزاجل يجب التعرف على المميزات التي يجب أن توجد فيه، ومن أهمها؛ الذيل والريش الذي يتكون منه الجناح، إضافة إلى العيون؛ إذ تؤثر كل من المميزات الآتية على جودة الحمام، إضافةً للسعر الذي سيُشترى به:[٢]
- البحث عن المادة الشمعية التي تحمي ريش الحمام من التلف والتي تشبه البودرة في شكلها وملمسها، إضافة إلى التأكد من ريشه؛ إذ يجب أن يكون ناعمًا جدًا.
- ملاحظة جسم الطير، يعّد تناسق جسم الطير مع عضلاته الوسيلة الأفضل في تحديد جودة الحمام الزاجل؛ إذ تكون تلك العضلات متناسقة إضافة إلى كونها قوية في الوقت ذاته.
- ملاحظة وزن الطائر، يجب أن يكون وزن الطير خفيفًا على ألا يكون هزيلًا؛ إذ يجب أن تكون الحمامة خفيفة عند الإمساك بها، ولكن يجب أن تكون عضلات الظهر والكتف ممتلئة، إضافة إلى كون عضلة الكتف ضيقة إلى أبعد حدّ.
- يجب أن يكون ريش جناح الطير متناسقًا، إضافةً إلى تناسق الجسم بأكمله، ولا يجب التركيز على طول ريش الجناح أو قصره، وإنما تناسقه يكفي ليبرهن على جودته.
- ملاحظة العين، إذ يوجد بريق مميز في عيون الحمام المختص بالطير للمسافات البعيدة، وذلك البريق لا يوجد في الحمام الخاص بالطير لمسافات قريبة.
- التأكد من نسل الطير وشهادته إذا ما كان السبب خلف الشراء هو السباق.
تغذية الحمام الزاجل
عند اختار الحمام الزاجل الأفضل عن طريق اتباع الخطوات سابقة الذكر يجب التعرّف إلى الطريقة الصحيحة في تغذيته لتربيته بطريقة سليمة وصحيحة، وبالتالي فقد كان أبناء هنري أول المهتمين بسباقات الحمام يغذونه بالطريقة الصحيحة عبر الخطوات الآتية:[٣]
- في فصل الشتاء يُغذى الحمام الزاجل عن طريق منحه طعامًا مكونًا من: 38% شعير، و15% فاصولياء، و31% ذرة، و15% دقيق.
- في فصل الصيف يُغذى الحمام على: 25% بازيلاء، و13% شعير، و30% ذرة، و27% دقيق، و5% فاصولياء، إضافةً إلى التركيز على التغذية السليمة لهذا النوع من الحمام قبل أن يذهب إلى السباقات.
مسكن الحمام الزاجل
يُسمى مسكن الحمام (قنّ)، ويُبنى بعدة طرق على أن تُراعى فيه الطريقة الصحيحة التي تُناسب كل فصيلة أو نوع من أنواع الحمام، فيجب أن يحتوى على أماكن للأكل والشرب وأماكن للبيات، وأهم ما يجب مراعاته؛ حجمه المناسب لعدد الطيور المراد تربيتها في هذا القن لإشعار الطيور بالراحة ولمنع انتقال الأمراض المُعدية، كما أن الأماكن الكبيرة تمنع الطيور من المشاجرات التي قد تتسبب بجروح خطيرة في أجسادها، والمسافة المُناسبة لكل زوجين من أزواج الزاجل هي ما يُقارب ثلاثة أقدام مربعة، وعند بناء قنّ الدجاج يُفضل رفعه عن الأرض لإبعاده عن الحيوانات، مثل القوارض، ويجب أن تكون الأرض مستوية تحت القن، وأن يكون بعيدًا عن الأسلاك الكهربائية أو أي شيء من شأنه إعاقة حركة الحمام خلال خروجه ودخوله إلى منزله، وتُبنى الأرضيات في الغالب من الخشب أو الإسمنت، ولكل منها إيجابيات وسلبيّات، فالإسمنت أسهل للتنظيف، لكنه يخسر الحرارة سريعًا، فالخشب أفضل، لكن تنظيفه أصعب وأسهل في الاختراق من قِبَل القوارض والحيوانات الأُخرى، أما عن السقف فيجب أن يكون عاليًا يسمح بدخول أشعة الشمس، كما يجب أن يكون جيد التهوية، مع الحرص على نظافته يوميًا من مخلفات الطيور وتغيير المآكل والمشارب لتفادي الحشرات والأمراض، ويُفضّل الحمام الأماكن المُغلقة والخصوصية.
يفضل بعض الأشخاص بناء قن الحمام على أسطح المنازل، فهي طريقة جيدة، وتضفي مظهرًا جميلًا على المنزل، لكن يجب الحذر من درجات الحرارة المتدنية في فصل الشتاء، ومن تسرب المياه إلى داخل القن من السقف، وتتوفر بيوت جاهزة للحمام في الأسواق، مختلفة الأشكال والأحجام يُمكن ابتياعها من متاجر مُخصصة لبيع مستلزمات تربية الطيور والحمام، أو يُمكن تفصيل المنزل حسب الطلب وعدد الطيور التي سيربيها الشخص بالاستعانة بشخص خبير.[٤]
أهمية الحمام الزاجل قديمًا وحديثًا
استخدم الحمام الزاجل خلال القرن الثاني عشر لنقل المعلومات بين التجار بين مدينة بغداد ومدينة حلب والإسكندرية قبل اكتشاف التلغراف ووسائل الاتصال الحديثة الأخرى، فهذه الطريقة كانت أكثر طريقة مُستخدمة لنقل المعلومات، خاصةً بين الممولين والتجار، ونُقل الحمام الزاجل من بغداد إلى هولندا في عام 1851، وفي بدايات القرن التاسع عشر استُخدم في نقل معلومات البورصة والسماسرة في ألمانيا، إذ بُني مكتب بريد في لندن لتناقل المعلومات مع ألمانيا ثم توقف العمل باستخدام الحمام الزاجل بعد عام واحد فقط بسبب اختراع التلغراف.
أُعيد تدريب الحمام الزاجل خلال فترة الحصار على باريس في عام 1871، وطوّرت أنظمة اتصال بشيفرات عسكرية ينقلها الحمام، فكانت وسيلة عملية لنقل المعلومات بين الحصون العسكرية ثم استخدمت لنقل المعلومات للسفن الحربية في البحار، واستخدم في بدايات القرن العشرين في الحرب العالمية الأولى والثانية، إذ استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية ما يُقارب 250 ألف حمامة زاجلة في الحرب العالمية الثانية، كرّمت منها 32 حمامة بوسام البسالة، كما أُطلق على بعض منها أسماء رتب عسكرية.[١]
كيفية سفر الحمام الزاجل وعودته
يمتلك الحمام عمومًا والحمام الزاجل خصوصًا قدرات مُذهلة على التنقل من منطقة إلى أخرى، والرجوع مرةً ثانية إلى المكان الذي انطلق منه، وقد تصل المسافة التي يقطعها الحمام الزاجل في المرة الواحدة مئات الكيلومترات ويرجع إلى مكانه الأصلي، وأثار هذا المشهد الدهشة لدى الإنسان، وعن كيفية معرفة الحمام الزاجل للمكان الذي سيصله والذي سيرجع إليه، وكما قلنا سابقًا فقد كان للحمام الزاجل دورًا عظيمًا في إيصال الرسائل قديمًا، ولقرون عدة حاول العلماء فهم الطريقة التي يتبعها الحمام الزاجل في سفره، فمسألة خروج هذا الحمام من موطنه والطيران لمسافات كبيرة، والرجوع ثانيةً إلى مكانه دون نسيان، جعلت العلماء يُخمنون ويُفسرون هذه المسألة المُذهلة، وأحد التفسيرات تنص على قدرة الحمام الزاجل على قراءة قوس الشمس، إضافةً لاستطاعته الرجوع إلى مكان إقامته من خلال الذبذبات الصوتية، إلا أن أصحاب تلك التفاسير لم يستطيعوا إثباتها بدلائل ملموسة، وتوجد نظريةً تقول بأن الحمام الزاجل لديه قدرة على التنبؤ بدرجات شدة المجال المغناطيسي للأرض، من أجل معرفة مكان إقامته الأصلي، إلا أن هذه النظرية لم تُثبت أيضًا، ويوجد من يُفسر هذه الظاهرة بقدرة معرفة الحمام الزاجل لموطنه من خلال الرائحة، وهذا التفسير أيضًا لم تثبت صحته.
وتوجد دراسات قائمة منذ أربعين عامًا تنص على احتمالية معرفة الحمام الزاجل لطريقه من خلال تكوينات الغلاف الجوي للأرض، إلا أن صعوبة استعمال أدوات المراقبة، والتحليل خارج المختبرات أحدث صعوبةً في إثبات صحة هذا التفسير، وتوجد نتائج حديثة تنص على أن الحمام هذا يستعمل حاسة بصره، فيحفظ الطريق من خلال تتبع مسارات ملامح المشاهد الخطية كالطرق، وبالإضافة إلى معرفته للمشاهد الطبيعية التي في موطنه، إلا أن هذه الدراسة أيضًا لم تتلقَّ تأييدًا لها؛ وذلك لصعوبة تحديد التضاريس، وخصوصًا في الأماكن الحضرية المُتشابهة فيما بينها، فلا يزال العلماء مُحتارين في تفسير هذه القدرة العالية للحمام الزاجل.[٥]
معلومات عن الحمام
يعيش الحمام في جميع انحاء العالم إلا المناطق الباردة جدًا، كالقطبين الشمالي والجنوبي، ويوجد في العالم ما يُقارب من 250 نوعًا معروفًا من الحمام، ثلثاها في المناطق الاستوائية وأستراليا، تمتص جميع أنواع الحمام السوائل بمنقارها ثم تبلعها عكس الطيور الأُخرى، وتُغذي صغارها حليب يُنتج بواسطة هرمون البرولاكتين من حناجرها، إذ تنقر الفراخ حناجر والديهم، فيُنتج الحليب وتمتصه الفراخ من خلال دس مناقيرهم بحناجر والديهم، ويكتفي ذَكَر الحمام بأنثى واحدة مدى الحياة، ولا يتقبّل الإقتران بأنثى أخرى في الغالب إلا ببطء، وهي حالات نادرة شاذة عن القاعدة، وتضع أُنثى الحمام بيضتين في الغالب لونهما أبيض لؤلؤي، ترقد عليها خلال الليل ويتولى الذكر عملية الرقود على البيض نهارًا، وتتراوح فترة حضانة البيض من 14-19 يومًا، وبعد فقس البيض يعتني الوالدان بالفراخ لمدة تتراوح بين 12-18 يومًا قبل مغادرتهم العش، يمتلك الحمام جهازًا يستشعر به خطوط الطول والعرض، ويُحدد عن طريقه الاتجاهات الحقيقية للكرة الأرضية للرجوع إلى منزله عن طريق المجال المغناطيسي للأرض، ولا يُعرف ما هي الطريقة أو أين يوجد هذا الجهاز في جسم الحمام، لكن العلماء يعتقدون بأنه موجود في الأذن الوسطى لديهم، فيستقبل الحمام الذبذبات من المجال المغناطيسي للأرض ويرسلها إلى الدماغ ليعرف مكانه وطريق العودة لمنزله.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Carrier Pigeons", vassallohistory.wordpress, Retrieved 9-10-2019. Edited.
- ↑ "The Eijerkamp Racing Pigeon Quality Criteria, to determine quality of racing pigeons.", eijerkamp, Retrieved 9-10-2019. Edited.
- ↑ "What do pigeons eat - FIND THE BEST FOOD FOR PIGEONS - Birdfeedersspot", birdfeedersspot, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ "The Pigeon Loft: See Plans, Designs and Supplies for Pigeon Coops", herebird, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ "كيف يسافر الحمام الزاجل الى خارج موطنه ويعود مرة اخرى "، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-16. بتصرف.
- ↑ "Pigeon", britannica, Retrieved 10-10-2019. Edited.