محتويات
التدخين
يُعرف التدخين بأنه استنشاق ونفث الدخان الناتج عن حرق بعض المواد النباتية، وعادةً ما يرتبط التدخين بالتبغ، إذ يحتوي الأنبوب الواحد من التبغ على العديد من المواد الكيمياوية؛ كالنيكوتين، ومواد أخرى محفزة ومهدئة،[١] ويُعدّ التدخين أحد أهم أسباب تدمير صحة الإنسان، وهو من أهم أسباب الإصابة بمرض السرطان، إذ إن الدخان يحتوي على أكثر من ستين مادة كيماوية مسرطنة، بالإضافة إلى أنه أكثر من 90% من حالات سرطان الرئة في الأردن تقريبًا يعود سببها للتدخين.
ويسبب التدخين أنواعًا مختلفة من السرطانات، مثل سرطان الفم، والحنجرة، والبنكرياس والمعدة، وعنق الرحم، لذلك فإن أي وقت أو زمن للإقلاع عن التدخين يُعدّ جيدًا، فكلما أسرع الشخص في ترك التدخين والإقلاع عنه، قّلت فرص الإصابة بمرض السرطان وبأمراض أخرى خطيرة أيضًا.[٢]
أصعب مراحل الإقلاع عن التدخين
قد يكون اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين في بعض الأحيان هو الخطوة الأصعب في رحلة الإقلاع عن التدخين، فمعظمنا على علم بمضار التدخين وأن له أثارًا مدمرّة لصحتنا، وقد نُعبّر عن رغبتنا في الإقلاع عن التدخين أيضًا، لكن اتخاذ القرار الحاسم بتركه والمضي فيه يعد من أصعب مراحل الإقلاع عن التدخين، وفي الواقع، إن ما يقارب من خمسة وثلاثين مليونًا أي ما يشكّل 69 ٪ من المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين كل عام، وعادةً ما يتطلب الأمر من الشخص محاولتين أو ثلاث أو أكثر قبل النجاح في تركه، لذا فإن معرفة الشخص لنقاط ضعفه وإعداده الجيد لأصعب ما يُمكن أن يواجهه جراء تركه للتدخين، يعد الخطوة الأولى والأهم في الإقلاع عنه.[٣]
مراحل الإقلاع عن التدخين
تُعدّ مراحل الإقلاع عن التدخين مثلها مثل مراحل الإقلاع عن أي إدمان آخر، يبقى الفرق أن التدخين إدمان مشروع قانونيًا ومجتمعيًا، وفيما يأتي إجمال تلك المراحل:[٣]
- الحرمان والقبول: غالبًا ما ينكر المدخنون أن التدخين عبارة عن مشكلة، فقبل أن يُفكر المدخن في الإقلاع عن التدخين من الصعب أن يتقبّل حقيقة أنه يؤثر على الصحة، وهذا ما يُسمّى بالإنكار، وقد يستمر هذا الإنكار حتى يتعرّض المدخن لتجربة شخصية سلبية تتعلق بالتدخين، وقد تسوء حالة المدخن الصحيّة، أو قد يمرض أحد أحبائه، حينها فقط يبدأ المدخّن إدراك التأثير السلبي للتدخين، وهذا بالنتيجة يؤدي غالبًا إلى قبول فكرة الإقلاع عنه.
- مرحلة العمل، والمتابعة، والانتكاس:إن هذه المرحلة مهمة جدًا في رحلة الإقلاع عن التدخين، إذ تشمل ثلاث مراحل فعليًا؛ مرحلة العمل وتعني السعي وتنفيذ خطة الإقلاع المحددة، وتتميز بترك التدخين رسميًا، أما فيما يخص مرحلة المتابعة فتتضمن العمل على متابعة خطة الإقلاع عن التدخين مع الاستمرار في عدم التدخين، وقد تبدأ أعراض الانسحاب خلال هذه المرحلة، ولذلك فإن إدارتها تُعدّ إحدى المعارك التي قد يواجهها الراغبوان في الإقلاع عنه خلال هذا الفترة من الإقلاع، أما الانتكاس فيعني البدء في التدخين مرة أخرى بعد محاولة الإقلاع، وهذا أمر شائع للغاية، إذ يعود الكثير من الناس للتدخين مرة أخرى لإيقاف أعراض الانسحاب التي يُعانون منها، ولذلك من المهم في خطة الإقلاع أن يكون الشخص مستعدًا، مع أهمية تجهيز طرق لإدارة أعراض الانسحاب، ومن الشائع جدًا التنقل بين مراحل الإقلاع عدة مرات قبل النجاح.
- إنهاء الدورة: من الممكن جدًا أن يفكّر الراغب بالإقلاع عن التدخين أن يعود إليه ويبدأ من جديد، وهنا يُنصح بتذكير النفس بالهدف الذي من أجله أُخذ قرار الإقلاع من البداية.
طرق تُساعد في الإقلاع عن التدخين
فيما يأتي بعض الطرق الصحيحة والمجربة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين:[٤]
- اكتب الأسباب التي تدفعك للإقلاع عن التدخين في قائمة، وفي كل مرة تحدثك نفسك للتدخين، اقرأ هذه القائمة وذكّر نفسك بها، وقد تتمثّل الأسباب فيما يأتي:
- الحفاظ على صحتك وتحسينها، وتقليل فرصة الإصابة بالأمراض.
- حماية العائلة والأصدقاء من أضرار التدخين السلبي، وأن تكون قدوة حسنة لأطفالك.
- توفير المال.
- ضع خطة تناسبك، وتحدّث مع الطبيب بشأن حالتك، وتتمثّل العلاجات التي يمكنها تقليل الشهيّة للتدخين بأخذ بدائل النيكوتين، والتي تكون على شكل لاصقة على الجلد، أو علكة، أو أقراص استحلاب، أو بخاخات أنف أو أجهزة استنشاق، إذ تبدأ بتناول هذه العلاجات في اليوم الذي تبدأ به الإقلاع عن التدخين فعليًا.
- احصل على دعم من هم حولك، وأخبر أصدقاءك وعائلتك وزملاءك في العمل بنيّتك في الإقلاع عن التدخين، أخبرهم بما يمكن أن يفعلوه لدعمك بطريقة أمثل، وفي هذا السياق بعض الاقتراحات:
- أعلِمهم باليوم الذي حددته لتقلع فيه عن التدخين.
- اطلب منهم متابعتك وتفقدك لمعرفة ما تفعل.
- من الممكن التخطيط للذهاب برحلة، وممارسة أنشطة لإشغال ذهنك عن التدخين.
- اطلب منهم التحلي بالصبر على تغييرات مزاجك.
- اخبر أصدقاءك المدخنين عدم التدخين بحضورك، وعدم عرض سيجارة عليك.
- ابتعد عن مثيرات التدخين؛ وحاول تجنّب الأماكن والأشخاص الذين يُذّكرونك بالتدخين.
- شجّع نفسك من خلال قضاء وقتك مع غير المدخنين أو مع الأشخاص الذين يرغبون بالإقلاع عن التدخين.
- حاول شغل وقتك، وملء وقت فراغك، حتى لا يغريك الملل في العودة للسيجارة.
- قم من على المائدة عند انتهائك من تناول الطعام فورًا.
- استبدل القهوة والشاي بالماء والعصائر.
- درّب نفسك على رفض السجائر عند عرضها عليك بقول، "لا، شكرًا، أنا لا أدخن".
- حاول السيطرة على التوتر؛ فقد يزيد شعورك بالقلق والتوتر، من رغبتك في التدخين، ويضعف محاولاتك في تركه، وللسيطرة على التوتر يمكن اتباع النصائح الآتية:
- حدد مهامك، وأولوياتك.
- خذ قسطًا من الراحة، عند حاجتك لذلك.
- خذ نفسًا عميقًا، ومارس تمارين الاسترخاء والتأمل، ومارس التمارين الرياضية بانتظام.
- شجّع نفسك واحتفل بنجاحاتك، فإذا قضيت يومًا كاملًا دون أن تدخن سيجارة، كافئ نفسك بما تحب، كشراء شيء مميز، واحسب المال الذي ادخرته نتيجة عدم شراء السجائر، واشتر بها شيئًا مميزًا أو استثمره فيما تحب.
- كافئ نفسك على التزامك وتركك التدخين، مثل قضاء وقت إضافي مع أطفالك، أو الذهاب في رحلة، أو لعب الكرة، أو المشي أو مشاهدة فيلم، فهذه النجاحات الصغيرة ستساعد في تحقيق هدفك في الإقلاع عن التدخين نهائيًا، للحفاظ على صحتك.
مضار التدخين على الرجال
يُعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية للاعتلال والأمراض التي من الممكن الوقاية منها بتركه، وله العديد من الآثار الجانبية المعروفة، توجد العديد من الدراسات حول العلاقة بين تدخين السجائر والعقم منذ عقود؛ وتركز هذه الدراسات في البحث عن آثار التدخين على تحليل السائل المنوي، وقد وجدت هذه الدراسات أنه يوجد آثار للتدخين على التكاثر والإخصاب ونتائجه في المختبر، لذلك ينبغي نصح الرجال بالامتناع عن التدخين من أجل تحسين النتائج الإنجابية، إذ إن غالبية الأدلة تشير إلى حقيقة أن الرجال الذين يعانون من العقم ، أو الرجال الذين يواجهون صعوبة في تكوين الحمل، يجب عليهم الإقلاع عن التدخين وذلك لتحسين فرصهم في الإنجاب وتكوين العائلة.[٥]
المراجع
- ↑ "Smoking", britannica, Retrieved 7-11-2019. Edited.
- ↑ "Quit Smoking Today", khcc, Retrieved 2019-10-7. Edited.
- ^ أ ب "Quitting Smoking: the Stages", swedish, Retrieved 2019-10-7. Edited.
- ↑ "Quit smoking", mayoclinic,2017-4-25، Retrieved 2019-10-7. Edited.
- ↑ Jason R. Kovac, Abhinav Khanna,Larry I. Lipshultz (2016-4-1), "The Effects of Cigarette Smoking on Male Fertility"، ncbi.nlm.nih, Retrieved 2019-10-30. Edited.