محتويات
عدم الشعور باللذة أثناء القذف
من الطبيعي أن يشعر الرجل بالمتعة عند وصوله إلى لحظة القذف أو النشوة الجنسية، لكن أحيانًا يُصاب بعض الرجال بمشكلة طبية تُدعى بفقدان الاستمتاع بالنشوة التي لا تؤثر على الرغبة الجنسية أو على قدرة الرجل على القذف، وإنما تؤثر فقط على مقدار شعوره باللذة أثناء وصوله إلى المراحل الأخيرة من الجماع، وهذا الأمر بالطبع يحمل انعكاساتٍ سيئة على مشاعر الرضا والإشباع الجنسي عند كِلا الزوجين، كما قد يشعر الرجل بالإحراج أو بفقدان جزء من كيانه أو ربما رجولته بسبب هذا الأمر، ولقد أرجع العلماء أسباب الإصابة بهذه المشكلة إلى وجود مشاكل في النواقل الكيميائية داخل الدماغ، خاصة ما يُعرف بالدوبامين، وهذا يعني باختصار وجود مشكلة في قدرات الدماغ على تمييز أحاسيس المتعة الناجمة عن التعرض للاستثارة الجنسية، وعلى أي حال بات بعض الخبراء يتحدثون عن إمكانية أن تكون هذه المشكلة دليلًا على إصابة الرجل بالاكتئاب، أو انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وغيرها من الأسباب التي سترد لاحقًا[١].
أسباب عدم الشعور باللذة أثناء القذف
تُعد المعاناة من فقدان الاستمتاع بالنشوة أمرًا نادر الحدوث عند الرجال، وهذا الأمر ساهم في تجاهل الكثير من الباحثين لهذه المسألة وفي انحسار عدد الدراسات التي بحثت فيها وفي الأسباب والعوامل المؤدية إليها[٢]، لكن أصبح من المعروف حاليًا أن فقدان الشعور بالنشوة أو اللذة لا ينحصر فقط بالأنشطة الجنسية، وإنما قد يمتد ليصل إلى فقدان اللذة المتعلقة بالأطعمة، والموسيقى، والحديث مع الناس أيضًا، ولتفسير هذا الأمر حاول العلماء فهم الآلية التي يتبعها الدماغ لتفعيل مراكز المتعة والمكافأة الموجودة في داخله، ولقد توصلوا إلى نشوء مشكلة فقدان الاستمتاع واللذة عن ظروف معقدة ومتشابكة في مراكز أو نوى دماغية محددة، منها ما يُعرف بالنواة المتكئة التي يُطلق البعض عليها اسم مركز المتعة؛ والقشرة الجبهية الأمامية التي تُعد مسؤولة عن التخطيط والتعبير الشخصي؛ واللوزة الدماغية التي تختص في تحليل العواطف واتخاذ القرارات؛ والجزيرة الدماغية التي لها دورٌ مهم في الوعي الذاتي، لكن وعلى العموم يبقى للناقل العصبي الذي يُدعى بالدوبامين الدور الأبرز في إتمام الآليات والوظائف الدماغية الخاصة بالشعور باللذة والمكافئة، وهو موجود بكميات كبيرة داخل النواة المتكئة، وقد يؤدي انخفاض مستوى الدوبامين فعلًا إلى الشعور بعدم المتعة، ومن بين النواقل العصبية الأخرى التي يُمكن أن تكون مسؤولة عن الشعور بعدم المتعة كل من السيروتونين والغلُوتامات، وعلى أي حال يُمكن إرجاع المشاكل والعوامل المؤدية إلى عدم الشعور باللذة أثناء القذف أو أثناء المواقف الممتعة الأخرى إلى الأسباب التالية[٣]:
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية: يشير الخبراء إلى شيوع فقدان الاستمتاع بالنشوة عند المصابين بالاكتئاب وبعض الأمراض العصبية الأخرى؛ كالذهان، والفُصام، ومرض باركنسون، وفقدان الشهية العصبي، بالإضافة إلى اضطرابات الإدمان.
- الإصابة بالالتهابات: تؤدي الالتهابات إلى تحفيز الجسم على إفراز أنواع معينة من البروتينات التي تُساهم في تقليل التواصل العصبي بين مراكز دماغية معينة، مما يؤدي إلى الإصابة بعدم الشعور باللذة.
- الإصابة ببعض الأمراض البدنية: يُمكن لانعدام الشعور باللذة أن يكون ناجمًا عن الإصابة ببعض الأمراض البدنية؛ كمرض السكري ومرض الشرايين التاجية[٤].
- أسباب أخرى: يربط بعض الخبراء بين الإصابة بانعدام الشعور باللذة وبين تناول بعض الأدوية، وزيادة هرمون البرولاكتين، وإصابات الحبل الشوكي[١]، وقد يكون سبب الإصابة بانعدام الشعور باللذة نابعًا من انخفاض الرغبة الجنسية، أو الإصابة بالمشاكل الهرمونية داخل الخصيتين أو الغدة الدرقية أو الغدة النخامية[٢].
وعلى أي حال أرجعت بعض المصادر المعرفية سبب الإصابة بفقدان الشعور باللذة أثناء القذف إلى إصابة العضو الذكري بالتخدير نتيجة لعوامل نفسية المنشأ تظهر غالبًا عند الفرد المصاب أصلًا بالهستيريا أو بالوساوس[٥]، ويبقى من المهم التذكير هنا بأن الإصابة بفقدان اللذة أثناء الأنشطة الجنسية لا يحدث عند الرجال فحسب، وإنما يُمكن أن يظهر عند النساء أيضًا، وقد يكون من الأنسب نُصح هؤلاء النساء بمراجعة أطباء النفس للكشف عن الأسباب النفسية الحقيقة التي أدت إلى إصابتهن بهذه المشكلة، وقد تتضمن هذه الأسباب مثلًا إصابتهن بالإعياء، أو انخفاض الرغبة الجنسية لديهن، أو تعرضهن إلى الصدمات النفسية الناجمة عن حوادث الاعتداء الجنسي[٦].
أنواع أخرى من عدم الشعور باللذة
يرتبط مفهوم فقدان الشعور باللذة أصلًا بمفهوم اللامبالاة الذي يشير بدوره إلى انخفاض الدافعية والطاقة نحو أمور معينة، وقد يكون فقدان الشعور باللذة علامة من علامات اللامبالاة، ويوجد أنواع أخرى من فقدان الشعور باللذة التي يُمكن أن تنشأ عن نفس الأسباب التي ينشأ عنها فقدان الشعور باللذة أثناء القذف، منها الآتي[٧]:
- عدم الشعور باللذة الاجتماعية: يظهر هذا النوع من فقدان الاستمتاع عند الأفراد الذين يرفضون الاندماج في العلاقات الاجتماعية نتيجة لعدم شعورهم بالمتعة أو اللذة من ذلك، ولقد عدّ الخبراء الإصابة بهذا الأمر من بين العلامات الدالة على الإصابة بالفُصام.
- عدم الشعور باللذة الموسيقية: ينشأ هذه النوع عادةً عن فقدان التواصل بين المراكز السمعية في الدماغ وبين المراكز الدماغية المتعلقة بالمكافئة والمتعة، لكن يوجد أكثر من مسار قد تتبعه الموسيقى للتأثير على المكنون العاطفي لدى الفرد، لذا يصعب تحديد الآليات الدقيقة المؤدية إلى الإصابة بهذا النوع من فقدان الاستمتاع.
علاج عدم الشعور باللذة
يعترف الخبراء بصعوبة علاج فقدان الشعور باللذة أو المتعة وبانعدام وجود طريقة متفق عليها بين الأطباء لعلاج هذه المشكلة، لكن غالبًا ما يبدأ الأطباء بالبحث عن السبب الذي أدى إلى حصول هذه المشكلة من أجل علاجها، ثم مراقبة وضع المريض بعد ذلك والتحلي بالأمل حتى تختفي المشكلة، خاصة في حال كان الاكتئاب هو سبب المشكلة، وعلى العموم يشير الباحثون إلى إمكانية أن تكون بعض أنواع مضادات الاكتئاب قادرة لوحدها على علاج أعراض الاكتئاب ومشكلة فقدان الشعور بالمتعة، وتُعد الأدوية التابعة لفئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من بين أشهر أنواع مضادات الاكتئاب التي يصفها الأطباء لهذه الغاية، لكن أحيانًا تؤدي هذه الأدوية للأسف إلى كبح جماح العواطف وزيادة الأمور سوءًا، لذا باتت جهود العلماء تنصب حاليًا على إيجاد دواء فعال لمشكلة فقدان الشعور بالمتعة، ويُعد دواء الكيتامين أحد أنواع الأدوية الناجحة على ما يبدو في علاج هذه المشكلة؛ إذ تشير إحد ىالدراسات إلى زوال أعراض فقدان الشعور بالمتعة خلال 40 دقيقة فقط بعد إعطاء دواء الكيتامين للمرضى الذين يُعانون من الاكتئاب ثنائي القطب[٤].
المراجع
- ^ أ ب "What is orgasmic anhedonia/pleasure dissociative orgasmic dysfunction?", International Society for Sexual Medicine (ISSM) , Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Marisa Gray, Jacqueline Zillioux, Iyad Khourdaji, et al (8-2018), "Contemporary management of ejaculatory dysfunction", Transl Androl Urol, Issue 4, Folder 7, Page 686–702. Edited.
- ↑ Tim Newman (31-1-2018), "Understanding anhedonia: What happens in the brain?"، Medical News Today, Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Smitha Bhandari, MD (25-10-2017), "What Is Anhedonia?"، Webmd, Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ↑ "Hypoactive Sexual Desire Disorder", Encyclopedia,11-11-2019، Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ↑ Irwin Goldstein MD, "Orgasmic Anhedonia (PDOD)"، San Diego Sexual Medicine, Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ↑ "Anhedonia", Good Therapy,15-5-2019، Retrieved 16-11-2019. Edited.