إدمان الفيس بوك
يُقبل البعض على تصفح الفيس بوك لعشرات المرات في اليوم الواحد أحيانًا، كما أن البعض باتوا لا يرغبون بالتحدث مباشرة مع البشر بقدر ما باتوا يرغبون برؤية المزيد من أزرار "الإعجاب" على المنشورات، والصور، ومقاطع الفيديو التي ينشرونها في الفيس بوك، وهذا دفع ببعض منتقدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تشبيه الفيس بوك بالمعبود الجديد بين الناس بسبب درجة الإدمان الكبيرة التي يتصف بها بعض مستخدميه، لذا لم يعد موضوع إدمان الفيس بوك مجرد مزحة بين الناس، وإنما أصبح موضوعًا علميًا وربما اضطرابًا ذهنيًا أيضًا، وعادةً ما يحاول الخبراء إثبات وجود هذا النوع من الإدمان عند الناس عبر سرد حالات بعض الأفراد الذين خسروا وظائفهم أو زواجهم بسبب قضاء الكثير من الوقت في الفيس بوك[١].
أسباب إدمان الفيس بوك
وصل عدد مستخدمي الفيس بوك عام 2017 إلى حوالي 2 مليار تقريبًا، وبدأت مشاكل إدمان الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعية بالظهور شيئًا فشيئًا بعد كشف الباحثين عن بعض الحقائق والأرقام المثيرة للجدل بهذا الصدد؛ فمثلًا تشير التقارير إلى إقبال 40% من الشباب على استعمال وسائل التواصل الاجتماعي حتى دخولهم للحمام، كما أشارت أحد الدراسات عام 2014 إلى تسبب الاستعمال المفرط لوسائل التكنلوجيا في انتشار اضطرابات النوم وبعض المشاكل النفسية والبدنية الأخرى بين المراهقين، وقد أرجع الباحثون السبب الحقيقي وراء الإدمان على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى إلى الأثر الإيجابي الذي يشعر به الأفراد عند رؤيته للمزيد من أزرار "الإعجاب" والتفاعل مع منشوراته أو تعليقاته؛ فمن المعروف أن تصفح الفيس بوك ورؤية المزيد من أزرار الإعجاب تُشعر الفرد وكأنه قد حاز على مكافأة مجزية على الرغم من أنها غير حقيقة، وهذا يؤدي بالمحصلة إلى تفعيل الخلايا العصبية داخل الدماغي المسؤولة عن إفراز هرمون الدوبامين في كل مرة يشعر بها الفرد بالمكافأة والنشوة، ومع مرور الوقت يتعود الدماغ تدريجيًا على إفراز مستوى معين من الدوبامين عند استخدام الفيس بوك، لينتقل الدماغ شيئًا فشيئًا إلى مرحلة الإدمان أو الحاجة الملحّة لتصفح الفيسبوك للحصول على جرعة الدوبامين اليومية، لذا يُمكن القول باختصار بأن سبب إدمان الفيس يعود إلى تعوّد الدماغ على جرعة معينة من هرمون الدوبامين الذي تفرزها الخلايا العصبية عند رؤية المزيد من أزرار الإعجاب والتعليقات الإيجابية[٢].
التعامل مع مشاكل إدمان الفيس بوك
توجد الكثير من الأصوات التي تنادي بحلول عملية لمشكلة إدمان الفيس بوك بين الأفراد، لكن المشكلة أن العلماء والباحثين ما زالوا غير مقتنعين بضرورة تصنيف إدمان الفيس بوك كمرض او اضطراب إدمان بحد ذاته، لذا ليس من السهل إيجاد حلول أو أساليب علمية دقيقة للتعامل مع إدمان الفيس بوك، لكن على أيّ حال يبقى هناك بعض النصائح والأساليب البسيطة التي يُمكن اللجوء لها للسيطرة على مشاكل إدمان الفيس بوك، مثل[٣]:
- مشكلة قضاء وقت طويل على الفيس بوك: يرى الخبراء ضرورة ألا يتجاوز مجموع الوقت الذي يقضيه الفرد في تصفح الفيس بوك حاجز ساعتين فقط في اليوم الواحد، ويُفضل توزيع هذا الوقت أثناء النهار وليس قضائه مرة واحدة؛ فمثلًا يُمكن قضاء 15 دقيقة في الصباح، ثم 15 دقيقة في منتصف النهار، ثم 15 دقيقة في الليل وهكذا.
- مشكلة إعطاء الأولوية للفيس بوك: يصل استخدام الفيس بوك إلى درجة الإدمان في حال أصبحت له الأولوية على أمور أخرى في الحياة؛ كالعمل أو المدرسة، أو حتى النظافة الشخصية، لذا يجب على الفرد استرجاع أهمية الأمور الأخرى الحياتية وإعطائها الأولوية قبل الفيس بوك.
- المشاكل العاطفية: يقع الكثيرين في شرك الأوهام والخيالات العاطفية عند قبولهم لطلبات صداقة من أناس مجهولين، كما يُعاني البعض كذلك من تلقي رسائل ذات طابع جنسي وربما عاطفي أحيانًا، مما يجعل الفيس بوك بؤرة للمشاكل العاطفية، لذا ينصح الخبراء بضرورة تجنب الموافقة على طلب الصدقات من أشخاص غير معروفين والحرص دائمًا على حذف الاصدقاء المتنمرين والأشخاص السيئين.
المراجع
- ↑ Tim Newman (17-3-2018), "Unlocking the personality of a social media addict"، Medical News Today, Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ↑ "Social Media Addiction – The Facts and Solutions", Addiction Resource, Retrieved 25-6-2019. Edited.
- ↑ Elizabeth Hartney, PhD (29-5-2019), "How to Control Your Facebook Addiction"، Very Well Mind, Retrieved 25-6-2019. Edited.