آثار نجع حمادى

• ذات صلة
• آثار منبج
• آثار القاهرة

مصر

تعد مصر واحدةً من أهم الدول العربية التي تصدرت الكثير من المشاهد العربية على مر التاريخ، فهي دولة محورية بسبب موقعها الإستراتيجي الذي يمثّل بوابة بين قارتين؛ آسيا من الشرق وأفريقيا من الغرب، وتتمركز مصر في الشمال الأفريقي على حدود عديدة مع السودان وليبيا وفلسطين والبحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها الإجمالية ما يزيد عن مليون متر مربع، ويتخطى تعدادها السكاني 86 مليون نسمة، ويتوزعون على مدنها ومحافظاتها، وأبرزها العاصمة القاهرة.

وينحدر غالبية السكان من أصول وأعراق عربية، ويدينون بالإسلامية إلى جانب أقلية من الأقباط والديانات الأخرى، ويتحدثون اللغة العربية مع بعض اللغات الأجنبية؛ كالفرنسية والإنجليزية؛ بسبب تأثر المنطقة بالحملات الاستعمارية التي استمرت على مدى عقود من القرن السابق إلى أن نالت مصر استقلالها في الثالث والعشرين من شهر تموز من عام 1952م، وتمتعت الدولة بنظام جمهوري يتولاه رئيس الدولة خلال فترة معينة.

وتعتمد مصر اقتصاديًا على قطاعات متعددة، منها؛ الزراعة واستغلال مساحة كبيرة من الأراضي لتكثير الثروة الحيوانية والنباتية، وزراعة الخضراوات والفواكه والأرز والقمح والذرة، بالإضافة إلى الصناعة التي تميزت بتصنيع الألبسة والمنسوجات والقطن ومواد التنظيف والمواد الكيميائية وتصديرها، إلى جانب قطاع التعدين واستخراج الثروات الطبيعية المتمثلة بالغاز الطبيعي والنفط، ومعادن الحديد والرصاص والمنغنيز والجبس والفوسفات والحجر الجيري وغيرها، وتتمتع مصر بمناخ صحراوي في أغلب المناطق، ويكون فصل الشتاء معتدلًا، أما فصل الصيف فشديد الحررة والجفاف، وتوجد العديد من المناطق المهمة في مصر التي تتمتع بشهرة واسعة من حيث السياحة بسبب آثارها، ومنها منطقة نجع حمادي^[١].

آثار نجع حمادي

تزخر منطقة نجع حمادي بالآثار الجميلة التي تجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر المتقدم، وفيما يأتي أبرز هذه الآثار:

• مكتبة نجع حمادي: وهي عبارة عن مجموعة من مخطوطات قبطية أثرية قديمة، يبلغ عددها 12 مخطوطةً، وقد اكتُشفت صدفةً من قِبل أحد الفلاحين قبل 50 عامًا، وقد طُرحت في سوق الأنتيكة في مصر، إذ لم يقدّر الفلاحون قيمتها الأثرية، حتى حصل المتحف المصري عليها ووضعها فيه، وهي عبارة عن أوراق من البردى كُتبت عليها أجزاء من إنجيل توماس باللغة اليونانية^[٢].
• حجر أساس قناطر نجع حمادي: أُنشئت هذه القناطر في عهد الملك فؤاد الأول الذي اهتم بالري والزراعة، واعتمد على الاكتفاء المحلي، وتمتد القناطير حتى 14 كم على مسافة 588 كم باتجاه العاصمة القاهرة، وقد افتتحت في تاريخ العاشر من فبراير عام 1928م، وتحتوي على أداة خاصة بالملاحة طول حوضها 80 مترًا، وبعرض 16 مترًا، إذ تسمح بمرور أكبر البواخر عبر نهر النيل، ويعلوها طريق يبلغ عرضة 6 أمتار، وتحتمل القناطر أوزانًا ثقيلةً، إذ تصل إلى 4 أمتار خلال الفيضان، أما الأحجار التي بُنيت منها فهي مستخرجة من محاجر العيساوية في الجبل الشرقي قرب منطقة أخميم، وهي من أجود أنواع الأحجار وأفضلها^[٣].
• قصر الأمير يوسف كمال: ينحدر الأمير يوسف كمال من سلالة الأسرة العلوية التي حكمت مصر في الفترة الممتدة ما بين (1805 -1952)م، ويعد القصر تحفة معمارية منقطعة النظير، إذ تتزين بالنقوش والعبارات الإسلامية، مما جعل وزارة السياحة والآثار تولي فيه اهتمامًا كبيرًا بدعم من رئيس الوزراء، ويضم القصر مجموعة أركان، منها؛ قاعة الطعام، ومبنى التفتيش السلاملك، والمطبخ، والاستراحة، والحرملك وغيرها، وقد بدأت أعمال الترميم والتحديث بالألوان ونوع الحجارة نفسه للحفاظ على الطابع التاريخي التقليدي في القصر^[٤].
• دير الأنبا بلامون: يقع الدير على بعد كم واحد فقط من القصر القريب، ويحيط به دير بيضاوي الشكل، وقد تهدمت العديد من آثاره وأعيد بناؤها، ولم يبقَ سوى هيكل وحجرة جانبية صغيرة كانت تُستخدم لمجلس السيدات^[٥].
• جامع شيخ العرب همام: وهو واحدٌ من أشهر الآثار المعمارية في قرية فرشوط في محافظة قنا في نجع حمادي تحديدًا، وقد بُني بأمر من الأمير همام يوسف في الفترة (1179-1183) هـ، وهو واحد من أبرز زعماء وحكّام الصعيد جنوب أسيوط، ويتكون الجامع من قاعة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة من جوانبها جميعًا، ويعلوها سقف مصنوع من الخشب ومنقوش عليه قصيدة البردة الشهيرة^[٦].

نجع حمادي

تقع نجع حمادي على ضفاف نهل النيل الشهير 80 كم شمال غرب الأقصر، وهي المدينة والعاصمة لمركز نجع حمادي لمحافظة قنا المصرية، ويعود تاريخها إلى عقود عدة بدأت في العهد البطلمي، ثم توسعت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إذ نزلت فيها العديد من القبائل التي احتكت بالقبائل العربية فتأثرت بها من حيث العادات والتقاليد والثقافة المجتمعية، واستقت منهم عادات كثيرة من الشجاعة والرجولة والكرم والشهامة والمروءة وغيرها، ولكنهم كانوا يحملون عادات أخرى مثيرة للجدل، مثل احتقارهم للمهن الصناعية؛ كالنجارة والحدادة والأعمال اليدوية، فكانوا يميلون إلى الاهتمام بالفروسية والمبارزة واستخدام السيوف، كما عرف عنهم الفخر والاعتزاز الذي يصل إلى الغرور المبالغ به في بعض الأحيان.

وظهر مع تقدم السنوات الاهتمام بها جليًا من خلال إنشاء القصور وبيوت الضيافة والحدائق العامة وأماكن الترفيه، ولعل أبرز الأحداث التي شهدتها نجع حمادي وساهمت في تطورها وانتقالها إلى مرحلة متقدمة في تاريخ مصر هي إقامة السكة الحديدية في القرن التاسع عشر، إذ تصل بين الغرب والشرق والمناطق الحدودية بين كل من مصر والسودان، وهو ما انعكس بالخير على قطاعات متعددة من الصناعة، إذ بُنيت مصانع جديدة فيها، ومن أهمها؛ مصنع السكر الذي ساعد على الارتقاء بالمستوى الحضاري للمنطقة، ثم أمر الملك فؤاد فترة حكمه بإقامة مشروع تنظيم شبكات الري والمياه في مصر، على أن يكون نصيب منطقة نجع حمادي من التعرية المائية كبيرًا لري المزارع المحيطة، وهو ما تسبب بإنشاء محطة توليد الكهرباء لاحقًا، والجدير بالذكر أن نجع تُقسم إداريًا لأربعة مناطق رسمية، وهي؛ فرشوط والهو والبطحة والساحل^[٧].

معلومات عن نجع حمادي

توجد الكثير من المعلومات المهمة والشيقة عن نجع حمادي، فيما يأتي ذكرها^[٨]:

• ذُكرت نجع حمادي في العديد من الكتب والمخطوطات القديمة، ومنها مؤلفة الخطط التوفيقية.
• وُصفت نجع حمادي قديمًا بالحديقة الغنّاء الزاخرة بحقول وبساتين من الخضار والفواكه والنخيل.
• كانت محافظة قنا في عهد الدولة الإسلامية مكونةً من ثلاثين مدينة تشكّل بمجملها الصعيد المصري كله.
• بدّل الخليفة الفاطمي نظام التقسيم الإداري في مصر، إذ جعل لنجع حمادي 20 قريةً تابعةً.
• أُنشئت في نجع حمادي العديد من المباني المهمة، مثل ديوان التفتيش، ومساكن المستخدمين، ومخازن الدولة.
• أُنشئت أول مدرسة ابتدائية في نجع حمادي في سنة 1911ميلاديًا بأمر من الأمير يوسف كمال.
• بنى الأمير يوسف كمال العديد من المواقع الأثرية في نجع حمادي على الطراز الإسلامي، مثل المتاحف والجوامع والدواوين.

المراجع

1. ↑ "مصر "، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
2. ↑ "مكتبة نجع الحمادي"، ابن مريم، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
3. ↑ "أنشأها الملك فؤاد الأول.. 9 معلومات عن قناطر نجع حمادي"، صوت الأمة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
4. ↑ "الآثار تفتتح قصر البرنس يوسف كمال بنجع حمادي بعد الانتهاء من الترميمات.. الأحد"، بوابة الأهرام ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
5. ↑ " ‏دير‏ ‏الأنبا‏ ‏بلامون‏ ‏السائح‏ ‏بالقصر‏ - ‏نجع‏ ‏حمادي‏"، أنسيكلو بيديا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
6. ↑ "بالصور.. مسجد الأمير همام (شيخ العرب همام) بصعيد مصر"، مصراوي ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
7. ↑ "نجع حمادي "، المعرفة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.
8. ↑ "نجع حمادي.. قصة بلد عمرها 118 عامًا"، ولاد البلد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.