من حكم المتنبي

من حكم المتنبي

  • وما سَكَني سِوَى قَتْلِ الأعادي .. فهَلْ من زَوْرَةٍ تَشفي القُلوبَا.
  • أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى .. بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ.
  • لو كانَ شعري شعير لاستطابتهُ الحميرُ .. لكنَّ شعري شعور، فهل للحميرِ شعورُ ؟!
  • أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ .. فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا.
  • وهَبْني قُلتُ : هذا الصّبْحُ لَيْلٌ أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ ؟
  • وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَت .. تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما.
  • إذا غامرت في شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجوم ، فطعم الموت في أمر حقير .. كطعم الموت في أمر عظيم.
  • وَلم أقُلْ مِثْلُكَ أعْني بِهِ .. سِواكَ يا فَرْداً بِلا مُشْبِهِ.
  • يَسْتَعْظِمُونَ أُبَيّاتاً نَأمْتُ بهَا .. لا تَحْسُدُنّ على أنْ يَنْأمَ الأسَدَا ، لَوْ أنّ ثَمّ قُلُوباً يَعْقِلُونَ بهَا .. أنْساهُمُ الذّعْرُ ممّا تحتَها الحَسَدَا.
  • أَستَغفِرُ اللَهَ لِشَخصٍ مَضى .. كانَ نَداهُ مُنتَهى ذَنبِهِ ! وَكانَ مَن عَدَّدَ إِحسانَهُ .. كَأَنَّهُ أَفرَطَ في سَبِّهِ.
  • كُلُّ جَرِيحٍ تُرْجَى سَلامَتُهُ .. إلاّ فُؤاداً رَمَتْهُ عَيْنَاهَا.
  • إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونه .. وصدّق ما يعتاده من توهمِ ، وعادى محبّيه بقول عداته .. وأصبحَ في ليلٍ من الشك مُظلمِ.
  • ليست كل الأوجاع تغتفر ، وليس كل متأسف يعذر.
  • لَوْ فكّرَ العاشِقُ في مُنْتَهَى حُسنِ الذي يَسبيهِ لم يَسْبِهِ.
  • حتى رجعت وأقلامي قوائل لي .. المجد للسيف ليس المجد للقلمِ ، أكتب بنا أبدا بعد الكتاب به .. فإنما نحن للأسياف كالخدمِ.
  • لا السيفُ يفعلُ بي ما أنتِ فاعلةٌ .. ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياكِ ، لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي .. ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناكِ.
  • أنَام مِلءَ جفوني عن شواردهَا .. ويسهرُ الخلق جراها ويختصمُ.
  • فَلَيْتَ سُيُوفَكَ في حَاسِدٍ .. إذا ما ظَهَرْتَ عليهمْ كَئِبْ ، وَلَيْتَ شَكاتَكَ في جِسْمِهِ .. وَلَيتَكَ تَجْزِي ببُغْضٍ وَحُبْ.
  • خيرُ المحادثِ والجليسِ كتابٌ .. تخلو به إن ملَّكَ الأصحابُ.
  • كفى بكَ داءً أنْ ترَ الموْتَ شافِيَا .. وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا.


أبيات شعرية للمتنبي

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

أبيني أبيناً نحن أهل منازل

أبداً غراب البين فيها ينعق

وإذا كانت النّفوس كبارا

تعبت في مرادها الأجسام

ما كلّ ما يتمنّاه المرء يدركه

تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن

ومن صحب الدّنيا طويلاً تقلّبت

على عينه حتّى يرى صدقها كذبا

فحبّ الجبان نفسه أورده البقا

وحبّ الشجاع الحرب أورده الحربا

حسن الحضارة مجلوب بتطريةٍ

وفي البداوة حسن غير مجلوب

شرّ البلاد مكانٌ لا صديق به

و شرّ ما يكسب الإنسان ما يصم

وأتعب خلق الله من زاد همّه

وقصّر عما تشتهي النفس وجدّه ودّه

ومن يهن يسهل الهوان عليه

ما لجرحٍ بميت إيلام

وفي تعب من يحسد الشّمس نورها

ويجهد أن يأتي لها بضريب

ما الخلّ إلّا من أودّ بقلبه

وأرى بطرف لا يرى بسوانه

فالموت أعذر لي والصّبر أجمل بي

والبرّ أوسع والدّنيا لمن غلبا

كثير حياة المرء مثل قليلها

يزول وباقي عيشه مثل ذاهب

ولست أبالي بعد إدراكي العلا

أكان تراثاً ما تناولت أم كسبا

وكم ذنب مولده دلال

وكم بعد مولده اقتراب

و ما الخيل إلّا كالصديق قليلة

وإن كثرت في عين من لا يجرّب

وكلّ امرئ يولي الجميل محبّب

وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب

وأظلم أهل الظلم من بات حاسد

لمن بات في نعمائه يتقلّب

أعزّ مكان في الدّنى سرجٌ سابح

وخير جليس في الزّمان كتاب

ومن جهلت نفسه قدره

رأى غيره منه ما لا يرى

عش عزيزا أو مت وأنت كريم

بين طعن القنا وخفق البنود

فاطلب العزّ في لظى ودع الذلّ

ولو كان في جنان الخلود

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي

وبنفسي فخرت لا بجود ودّي


صغرت عن المديح فقلت أهجي

كأنّك ما صغرت عن الهجاء

ما الخلّ إلّا من أود بقلبه

وأرى بطرف لا يرى بسوائه

أظمتني الدنيا فلما جئتها

مستسقياً مطرت عليّ مصائبا

وقد فارق النّاس الأحبّة قبلنا

وأعيا دواء الموت كلّ طبيب

وإن تكن تغلب الغلباء عنصرها

فإنّ في الخمر معنى ليس في العنب

وما الصارم الهندي لا كغيره

إذا لم يفارقه النّجاد وغمده


يَــرَى الجُبَنــاءُ أَن العجـز عَقـلٌ وتلـــكَ خديعــةُ الطّبــع اللئــيمِ

وكُــلُّ شَــجاعةٍ فـي المَـرء تُغنِـي ولا مِثــلَ الشّــجاعة فــي الحَـكِيمِ

وكــم مــن عـائِبٍ قَـولاً صَحيحًـا وآفَتـــهُ مِـــنَ الفَهــمِ السّــقِيمِ

ولكِــــنْ تَـــأخذُ الآذان منـــهُ عــلى قَــدَرِ القَــرائِحِ والعُلُــومِ


لا افتِخـــارٌ إِلا لِمَـــنْ لا يُضــامُ مُـــدرِك أَو مُحـــارِبٍ لا يَنــامُ

لَيْسَ عَزمًـا مـا مَـرَّض المَـرءُ فيـهِ لَيْسَ هَمًّــا مـا عـاقَ عنـهُ الظَّـلامُ

واحتِمــالُ الأَذَى ورُؤْيَــةُ جــانيـ ه غِــذاءٌ تَضْــوَى بِــهِ الأَجْسـامُ

ذَلَّ مـــن يَغبِـــطُ الــذًّليلَ بِعَيشٍ رُبَّ عَيشٍ أَخَـــفُّ منــهُ الحِمــامُ

كُــلُّ حِــلمٍ أتــى بِغَــير اقتِـدارٍ حُجَّـــةٌ لاجِــىءٌ إليهــا اللِّئــامُ

مَــن يَهُــن يَسـهُلِ الهَـوانُ عَلَيـهِ مـــا لُجِـــرْحٍ بِمَيِّــتٍ إِيــلامُ


من قصائد المتنبي

واحرّ قلباهُ مِمّن قلبهُ شبمُ

ومَنْ بجسمي وَحالي عندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حبّاً قد برى جسدي

وتدّعي حبَّ سيفِ الدولةِ الأممُ

إنْ كانَ يَجمُعنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ

فليتَ أنّا بقدرِ الحُبِّ نَقتسمُ

قد زرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمدةٌ

وقد نظرتُ إليهِ والسيوفُ دَمُ

فكانَ أحسنَ خلقِ اللهِ كلِّهمِ

وكان أحسنَ ما في الأحسنِ الشيمُ

فوتُ العَدوِّ الذي يممتَهُ ظفرٌ

في طيّه أسَفٌ في طيّهِ نِعمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصطنعتْ

لك المهابةُ ما لا تصنعُ البَهَمُ

ألزمتَ نفسكَ شيئاً ليس يلزمها

أن لا يواريهِمُ أرضٌ ولا عَلِمُ

أكلما رمت جيشاً فانثنى هرباً

تصرفَتْ بكَ في آثارهِ الهِمَمُ

عليكَ هزمُهُمُ في كل مُعتركٍ

وما عليكَ بهم عارٌ إذا انهزموا

أما ترى ظفراً حلواً سوى ظفرٍ

تصافَحَتْ فيه بيضُ الهندِ واللّمَمُ

يا أعدلَ الناس إلا في معاملتي

فيكَ الخصامُ وأنتَ الخَصمُ والحكمُ

أعينُها نظراتٍ منكَ صادقةً

أن تحسبَ الشحمُ فيمن شحمُهُ وَرَمُ

وما انتفاع أخي الدنيا بناظرهِ

إذا استَوَتْ عندَهُ الأنوارُ والظلمُ

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعَتْ كلماتي مَنْ بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلءَ جفوني عن شواردها

ويسهرُ الخلق جراها ويختصِمُوا

وجاهلٌ مدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي

حتى أتتهُ يدٌ فراسةٌ وَفمُ

إذا نظرتَ نيوبَ الليثِ بَارزةً

فلا تظنّن أنّ الليثَ يَبْتسِمُ

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيفُ والرمحُ والقرطاس والقلمُ

يا من يَعزّ علينا أن نُفارِقَهمْ

وجداننا كل شيء بَعدكمْ عَدمُ

إن كانَ سرّكُم ما قالَ حاسدُنا

فما لِجُرحٍ إذا أرضاكمُ ألَمُ

وبيننا لو رعيتُم ذاكَ معرفةٌ

إن المَعارف في أهلِ النهى ذِممُ

كَمْ تطلبونَ لنا عيباً فيُعجزكُمْ

ويكرهُ الله ما تأتونَ والكَرمُ

ما أبعدَ العيبَ والنقصان عن شِرفي

أنا الثريّا وذانِ الشيبُ والهرمُ

إذا ترحّلتَ عن قومٍ وقد قَدِروا

أن لا تفارقهم فالراحلونَ همُ

شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ

وشرُّ ما يَكْسِبُ الإنسانُ ما يَصمُ


حقائق عن المتنبي

  • يعتبر أفضل شاعر في العصر العباسي.
  • هو من مواليد الكوفة بالعراق، ولكنه تنقل بين عدة بلاد خلال حياته من بينها مصر.
  • كان معروف عنه مدح الملوك والأمراء من خلال شعره والحصول في المقابل على هدايا واموال.
  • بلغت قصائد المتنبي حوالي 326 قصيدةً، معظمها بين المدح والرثاء والهجاء.
  • وفي بسبب قصيدة هجائية كتبها في أحد الرجال، ما أدي إلى حدوث شجارٍ بينهما وكانت النتيجة موت المتنبي.
  • كان الشاعر الوحيد الذي لا يلقي شعره واقفًا بين يدي سيف الدولة، مما أثار غيرة بقية شعراء البلاط نحوه؛ فكادوا له المكائد.

فيديو ذو صلة :