متى يجب فسخ الخطوبة

فترة الخطوبة

لا يكون الشخص الذي اختارته الفتاة هو الزوج المثالي في كل الأوقات، ويخاف البعض من المقبلين على الزواج لأسباب عديدة من فسخ الخطوبة في حال عدم التفاهم، وعلى الرغم أن فترة فسخ الخطوبة تظل أمرًا يمكن تجاوزها وتخطيها، إلا أنها تؤثر على البعض بصورة كبيرة، وتترك آثارًا تتساوى مع قرار الطلاق وآثاره، وهناك أمور من الواجب معرفتها قبل الخطوبة؛ فيجب معرفة مقدار التشارك في الصفات بين المقبلين على الزواج، وفهم مسؤوليات الارتباط ومعناه، والانتباه إلى مدى مقدرة كل واحد منهما على تحمل أخطاء الآخر، وهذا يعني تقدير، واستيعاب، وتفهم الأمور التي لا يقبلها الطرف الآخر، وهذه الأمور جميعها تمنع من الوقوع في المشاكل الزوجية المستقبلية، بالإضافة إلى إيجاد ودّ، واستلطاف، واحترام، وإعجاب بين الزوجين، ومن الممكن القول أن وجود الحب أو طريق ناجح للوصول إليه، ووجود الاحترام، والثقة المتبادلة، وكذلك وجود الإدراك، والوعي لطريقة تعامل كل منهما مع عائلته ومحيطه، والاتفاق على طريقة مشتركة في التعامل بينهما، ووضع طريقة حلّ للخلافات، والتوافق على الاهتمامات المشتركة، وتقبلها، والتأقلم معها، وممارستها معًا.[١]

كما أن القدرة على تحمل المسؤوليات الأسرية المعروفة، ووجود أساس وبنية صلبة لعلاقتهما، بحيث تكون قادرة خلال فترة الخطوبة أن تصل بهما إلى بر الزواج، ويجب أن يكون بينهما رؤية مشتركة للمستقبل الزوجي، وتوافق مجتمعي، وطبقي، وثقافي، وتعليمي ربما يصل لحد التساوي، كي لا يُعيّر أي طرف الآخر، وكل ذلك سيقود إلى أن تكون العلاقة بينهما ناجحة وسعيدة، ولكن عندما تكثر الخلافات بين الخاطبين لأتفه الأسباب، وتختلف الصفات والطبائع والهوايات، ويفشل الطرفان في التوفيق بينها، وعندما لا يكون هناك حدّ لخلافات الخاطبين، وتمتد هذه الخلافات لأسابيع وربما شهور، وعندما يرى الخاطبان أن خلافاتهما ستظل على حالها حتى بعد الخطوبة، والفشل في إيجاد طريقة فعالة وإيجابية للتعايش معًا، وانعدام الثقة بين الطرفين، واختلاف وتفاوت البيئات الاجتماعية، بحيث يشعر الطرف الأول بالخجل من بيئة الثاني الأقل درجة ويعيّره مع كل خلاف بها، ورفض تقديم التنازلات، والتي قد تقود للتوفيق بين الطرفين، وعدم الاتفاق مع أهل العروس أو أهل العريس، وعدم الشعور بأنّ الطرف المعني واحد من أفراد العائلة، وعدم وضوح مستقبل الزواج، فإن ذلك كله يدل على صعوبة إتمام العلاقة بين الخاطبين، والانتقال إلى مرحلة الزواج."؟[١]


موجبات فسخ الخطوبة

فيما يأتي نذكر أهم موجبات فسخ الخطوبة:[٢]

  • الإساءة سواء كانت جسدية أو لفظية: من الواجب على الرجل والمرأة احترام كل منهما الآخر، وذلك يكون بكلمة طيبة، وليس القصد بالكلمة الطيبة الضحك والمجاملة على الآخر، ولكن تكون بصدق المشاعر نحو الطرف الثاني، وفي حال كان عدم وجود الاحترام المتبادل بين الطرفين، فيجب فسخ الخطوبة مباشرةً.
  • الخيانة: فالخيانة من أكثر الأمور التي يجب بها الإسراع في فسخ الخطوبة، لأنه سبب لا يُمحى لأي واحد منهم سواء الرجل أو المرأة، ولأن الخيانة سوف تتكرر بعد الزواج، وهذا أيضًا يدل على أن مشاعر الحب والعلاقة بينهما كاذبة ومبنية على المصالح والغش.
  • انشغال أحد الطرفين عن الآخر: من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فسخ الخطوبة مباشرةً، فإن انشغل أحدهم عن الآخر، يدل على أنه غير مهتم به، وأي شيء منشغل به هو أهم منه، ولكن ليس إن كان الانشغال متعلقًا بأمور الزواج، وتحضيرات العرس؛ فالمرأة تحب أن تكون محط اهتمام من قبل خطيبها، ولا يشغله شيء عنها.
  • المشاركة: يحب الشاب والفتاة مشاركة كل منهما الآخر بأموره المستقبلية، كالذهاب إلى محلات بيع غرف النوم، والتشارك في أغراض البيت، الذي سيصبح بيتهم معًا؛ فإن وجدت الفتاة أنه لا يحب مشاركتها والأخذ برأيها، فهذا يدل أنه لا يحب إلّا رأيه، وذوقه، وسيبقى طوال حياته بهذه المعاملة.


أحكام وضوابط فترة الخطوبة

إذا كان الخطيبانِ خلال فترة الخطوبة ولم يُعْقَد نكاحهما بعد، فهُما أجنبيان عن بعضهما، فلا يمكن أن تراه أو أن يراها إلا لحاجة وبحضرة واحد من مَحارِمِها، لأنَّ الخلوة لا تجوز لهما، وكذلك لا يجوز لهما الخروج لوحدهما معًا، ولا التَّكلُّم بِعباراتِ الغزل والحُبِّ، أمَّا إذا تكلم الخاطب مع مَخطوبته كلامًا فيه مصلحة وفائدة، فهذا جيد ولا مانع فيه، ولكن بشرط ألّا يتجاوَز حدود الحاجة المقصودة، ومع وجود ضوابطَ شرعية، كأن لا يحدث بينهما مُصافحة وغيرها، وألّا تكون هناك خلوة، وألّا يتجاوز الكلامُ قدرَ الحاجة. [٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "متى يجب إلغاء الخطوبة؟"، zahratalkhaleej، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-28. بتصرّف.
  2. "أسباب فسخ الخطوبة :"، bildedich، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-28. بتصرّف.
  3. "أحكام وضوابط فترة الخطوبة رابط المادة"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-28. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :