ما حكم من حلف بالطلاق

ما حكم من حلف بالطلاق
ما حكم من حلف بالطلاق

حكم الحلف بالطلاق بدون نية الطلاق

ترى بعض الرّجال ممّن يحلفون بالطّلاق على نسائهم في بعض المواقف، كأن يقول الرّجل: "عليّ الطّلاق لأفعل الأمر الفُلاني"، أو أن يقول لزوجته "إذا خرجتِ فأنتِ طالق"، وبهذا الخصوص بيّن جمهور العلماء وأقرّوا أنّ الطلاق يقع في حال وقع الحنث، فعلى سبيل المثال، إذا حلف الرّجل على امرأته يمين الطلاق إذا خرجت من المنزل، ثمّ خرجت، فقد وقع الطّلاق، لكن الشيخ ابن تيميّة خالف هذا القول وأقرّ أنّ الطلاق الصريح الذي تسبقه نيّة الطّلاق هو الثابت فقط، وهو ما يُعد طلاقًا، أمّا من يحلف بالطّلاق من غير قصد أو من غير نيّة أو بدافع المنع أو التهديد، فلا يلزمه إلا دفع كفّارة اليمين بدون وقوع أي طلاق صريح.[١]


كفارة يمين الطلاق عند الغضب

من الشائع أن الرّجال أكثر غضبًا من النّساء، وترى بعض الرّجال ممّن يدخلون في نقاشاتٍ حادّة بينهم وبين نسائهم يرمون الطلاق عليهنّ، إذ أنّ هناك فئة من الرّجال ينطقون يمين الطّلاق عندما يشعرون بالغضب، إلا أّنّ الشيخ ابن عثيمين ذكرهم في كلامه عندما قال: "هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : [مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ] [٢]، فإذا رميت الطّلاق على امرأتك وأنت في حالة غضب هستيريّة، ثمّ أصبحت لا تعي ما تقول، فهُنا الطّلاق ليس صريحًا ولا يلزمك إلا أن تدفع كفّارة اليمين.[٣]، وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين، ولكل مسكين نصف صاع أي كيلو ونصف من الأرز أو التمر أو غيره من القوت المتعارف عليه في بلدك، ويُمكنك أن تُقدّم الطعام لهم فردً فردًا، أو أن تُطعمهم في بيتك، ولا يجوز أن تدفع المال بدل الطّعام، فالنقود على تجزي عن كفارة اليمين.[٤].


قد يُهِمَُكَ: متى يقع الطلاق؟

هناك العديد من الرّجال ممّن لا يعرفون متى يقع الطّلاق ومتى لا يقع، إذ بيّن علماء الدّين أنّ الطلاق يكون ثابتًا في الحالات التالية:[٥]

  • أن يطلق الرجل امرأته طلقة واحدة في طُهرٍ لم يجامعها فيه، أو وهي حامل.
  • إذا قال الرجل لزوجته: "أنت طالق، أو قال هي طالق، أو قال: طلقتكِ، أو أنت مطلَّقة"، وهذه العبارات كلّها صريحة تدل على طلاق صريح، فيقع به الطلاق ولا يحتاج إلى نيّة.
  • إذا قال الرّجل: "أُطلِّقُكِ، فهذه صيغة محتملة؛ لأن المضارع يفيد الحال والاستقبال، فلو أراد الحال أي أُطلِّقُكِ الآن، وقع الطلاق، وإن أراد الاستقبال، فهذا تهديد ووعيد، ولا يقع الطلاق حتى يعود ويُطلِّق.
  • إذا قال الزوج: "أنت طلاق"، أو قال: "أنت الطلاق"، ففي هذا خلاف، هل هو صريح فيقع بدون نية، أو كناية لا يقع معها الطلاق إلا بالنيّة.
  • أما في حالة الغضب فأجمع علماء الدين على أنه في حالة الغضب الشديد أي إذا فقد الرجل عقله فلا يقع الطلاق، أمّا إذا غضب الرّجل غضبًا شديدًا وصار لا يتمالك أعصابه دون أن يفقد وعيه، وكان يعي ما يقول، فهُنا يقع الطّلاق.[٣]


المراجع

  1. "من حلف بالطلاق بدون نية إيقاعه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05T22:00:00.000Z. بتصرّف.
  2. رواه ابن باز ، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:4/88، صحيح.
  3. ^ أ ب "الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05T22:00:00.000Z. بتصرّف.
  4. "حكم الحلف بالطلاق بنية المنع والتخويف"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06T22:00:00.000Z. بتصرّف.
  5. "إذا قال لزوجته: طلاق، أو أنت طلاق، أو أنت الطلاق"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05T22:00:00.000Z. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :