محتويات
مفهوم الطلاق لغًة واصطلاحًا
يعرف الطلاق في معاجم اللغة العربية بأنه اسم مشتق من الفعل الثلاثي طلَقَ واسم الفاعل طالق وسم المعفول مطلوق، ومعنى طَلق تحلل وتحرر وترك، فنقول: طلق المسجون أي تحرر من قيده، وطَلَقَت ماله أي أعطاه إياه، وأما الطلاق اصطلاحًا حسب منهج الشريعة الإسلامي فهو حل قيد النكاح أو بعضه، فهناك طلاق رجعي أو بائن بينونة صغرى، وهناك طلاق لا رجعة فيه أي بائن بينونة كبرى، وسنتحدث في هذا المقال حول حكم الطلاق في الإسلام، وآثاره على المرأة بشيء من التفصيل.[١][٢]
آثار الطلاق على المرأة
يتوقع كلا الزوجين المنفصلين سهولة تجاوز أزمة الطلاق خلال فترة زمنية وجيزة، لا سيما إذا كانت تجربة الزواج سيئة مليئة بالمشاكل فيعتقدان أن الطلاق فرصة استرخاء وتحرر، ولكن الطلاق ينطوي على كثير من الآثار التي لا يمكن الجزم بأنها سلبية على المطلق، أو إيجابية على المطلق، ويمكن تفصيل هذه الآثار على النحو التالي:[٣][٤]
الآثار السلبية
- الاستغراق بحالة نفسية سلبية نتيجة الارتباك والخوف من المستقبل، أو حديث المجتمع، وهو ما يؤثر سلبًا على تواصل المرأة مع أفراد عائلتها وأصدقائها.
- زيادة تحمل المسؤولية، ومنها العبء المادي المزدوج لا سيما في حال وجود أطفال، فغالبية النساء يعتمدن على الرجال في الإعالة والدعم المادي.
- الاضطرابات العاطفية وما يتخللها من مشاعر بالوحدة، والأذى، والحزن، وهذه أمور لا بد منها حتى وإنْ كانت المرأة هي مَن أصرت على الطلاق وطلبته بكامل وعيها، فندوب العلاقة لا تنجلي سريعًا.
- الشعور بالذنب والميل إلى ملامة وجلد الذات كونها المسؤولة عن تدمير الأسرة وتشريد الأطفال.
- فقدان الثقة بالنفس بمعنى أن تفقد قدرتها على الحب من جديد، أو على العثور على رجل جدير بهذا الحب.
- الشعور بعدم الرضا والدونية والنقص عن مثيلاتها من النساء والصديقات المتزوجات اللائي يعشن حياة سعيدة، وتترسخ هذه المشاعر في انعدام الرغبة في العمل أو الحديث، مقابل الميل للوحدة والانزواء بعيدًا عن المحيط الاجتماعي خشية الانتقاد والنظرة المجتمعية الدونية.
- انعدام الشهية وهو ما ينعكس على المظهر الخارجي فتصبح المرأة هزيلة نحيفة.
الآثار الإيجابية
قد ينطوي الطلاق على بعض الآثار الإيجابية أحيانًا، ومنها:[٣]
- الشعور بالحرية والسعادة لا سيما إذا كان الزواج ملؤه الصراع والعنف على مدى مرحلة طويلة سابقة، علمًا أن هذا الشعور يحتاج إلى مساعدة لا سيما إذا كانت المرأة ضحية عنف منزلي.
- فرصة تغيير إلى الأفضل بفضل ملكيتها زمام الأمور مع قدر من الاستقلال، فهي تقرر أين تعيش مثلًا، وكيف تزيد دخلها، وكيف ترسم حياتها الجديدة.
- الانطلاق في تحقيق بصمات واضحة على صعيد الحياة المهنية الاجتماعية، والحياة المهنية العلمية، لا سيما وأن مرحلة الزواج تتطلب التركيز على الدور الأسروة كزوجة وأم وما يرافق ذلك من واجبات ومهام متعددة.
آثار الطلاق على الأطفال
قبل البدء في سرد آثار الطلاق على الأطفال، لا بد من التنويه إلى أن مدى التأثر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعاملين أساسين، أولهما جنس الطفل فنسب الاكتئاب بسبب الطلاق على سبيل المثال هي أعلى في الأولاد مقارنة منها في البنات، في حين الميل لسلوكيات عنيفة أعلى لدى البنات مقارنة مع الأولاد، وأما العامل الأساسي الثاني فهو عمر الطفل الذي يلعب دورًا هامًا في تفاعله مع المشكلة، فالرضيع مثلًا لا يدرك شيئًا، والطفل قد يفهم وجود خطأ في العلاقة دون قدرة على التدخل، وأما المراهق فيعارض أو يبدي رأيه كونه يفهم جيدًا الأسباب الكامنة وراءه، وعلى أي حال فيمكن إجمال آثار الطلاق عمومًا فيما يلي:[٥]
- شعور الطفل بحالة نفسية سيئة تتمثل في القلق، وسرعة الغضب، والتوتر العصبي الدائم، وقد تتطور الحالة إلى اكتئاب طويل الأمد يستمر في مراحل متقدمة.
- التشتت الذهني وضعف التحصيل العلمي.
- إجهاد نفسي واضح لعقل الطفل يتمثل في الكوابيس المزعجة، والأفكار السلبية، وذلك جراء اعتبار أنفسهم سبب الطلاق، وبالتالي يتعين عليهم إصلاح الحال.
- الميل للوحدة ورفض الحديث مع الغير أو اللعب مع الأقران.
- خيبة أمل نتيجة عدم الحصول على العاطفة الفطرية من كلا الوالدين، فالابن يعتقد أنه الخيار الأول بالنسبة لأبيه وأمه، ولكن في حال الطلاق يشعر أنه آخر خيار فعليًا.
- ميل الطفل نحو ممارسة سلوكيات عنيفة وعدوانية بما يصعب السيطرة عليها، وهذا ينتج عنه تطور عقلية إجرامية لدى الطفل لا سيما في مرحلة المراهقة.
- شكوك راسخة في مدى نجاح أي علاقة عاطفية، وهو ما يسبب أزمة ثقة حقيقية على المدى البعيد، مما يجعل الطفل غير قادر على حل أي نزاع في العلاقات مستقبلًا.
- جعل الطفل عرضة لتعاطي المواد المخدرة والكحوليات.
حكم الطلاق
لقد اتفق جمهور أهل العلم على مشروعية الطلاق في الدين الإسلامي استنادًا إلى قوله جل وعلا في كتابه العزيز: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ" [البقرة: 229]، كما أجمع المسلمون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على مشروعيته، ولكن الأصل فيه حسب ما ذهب إلى جمع من العلماء هو الحظر والمنع لأنه مبغض في الأصل عند العامة، ولا يباح إلا في الحالات الضرورية، ولسبب وجيه مقنع لما يترتب عليه من آثار سلبية على الزوجين والأبناء، وأما الحكمة من إباحته فهو رحمة الله بعباده لحاجتهم إليه في بعض الأحيان. وفي هذا المقام تجدر الإشارة إلى حرمة الطلاق دون حاجة، فقد روى ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ" [رواه الألباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهذا تأكيد على أن الزواج ميثاق غليظ ورباط شرعي رعاه الشرع.[٦][٢]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى طلاق في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ^ أ ب الدكتور عبدالمجيد الدهيشي (19-3-2013)، "الطلاق تعريفه ومشروعيته"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ^ أ ب سحر طلعت (27-9-2018)، "الآثار النفسية والاجتماعية للطلاق على المرأة"، صحتك، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ " قبل اتخاذ قرار الطلاق... تنبهي الى تأثيراته عليك!"، أنوثة، 11-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ Marianne Abou Negm (24-1-2019)، "التأثيرات السلبية للطلاق على الابناء"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019.