جزيرة أرواد في طرطوس

جزيرة أرواد في طرطوس
جزيرة أرواد في طرطوس

جزيرة أرواد

تقع جزيرة أرواد السورية في شرق البحر الأبيض المتوسط، مقابل محافظة طرطوس الساحلية، ويُطلق على جزيرة أرواد باليونانية أرادوس أما بالفينيقية فيطلق عليها أرواد، فاستقرّ فيها الفينيقيون في أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد وشكّلوا فيها قاعدة أساسية لكافة عملياتهم التجارية وامتدت قواعدهم التجارية من وادي نهر العاصي إلى نهر الفرات وصولًا إلى مصر، وبعد أن خضعت لحكم العديد من الامبراطوريات والدول سقطت أخيرًا في أيدي العرب وأصبحت تعدُّ جزيرة عربية بالكامل وتعتمد في مصدر رزقها على صيد الأسماك.[١] وكان لموقع جزيرة أرواد أهمية كبرى إذ طَمِعَ فيها الكلدانيون والآشوريون والفرس والرومان والإغريق والمسلمين والفرنك وفرسان الهيكل؛ لأنها لعبت دورًا هامًا على طرق التجارة الدولية في البحر الأبيض المتوسط بين آسيا الصغرى وجزيرة قبرص ورودس وجزر إيجة ومصر، كما تحتوي المدينة على العديد من الآثار التي تحكي عن ماضيها العريق.[٢]


جغرافية جزيرة أرواد

تقع جزيرة أرواد على بعد 3 كيلومترات عن شاطئ مدينة طرطوس،[٣] وتبلغ مساحتها 25 هكتارًا أي ما يُعادل 0.25 كيلومتر مربع، وهي الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة بالسكان، تتميز جزيرة أرواد ببنيتها الصخرية، كما أنّها تتكون من مجموعة رواسب طينية حديثة التي تعود إلى الفترة الجيولوجية الرابعة، ومغطاة بصخور رملية يُطلق عليها حجر الرملة، إذ ترجع للعصر البليوسيني من العصر الثالث وفوقها طبقات تتكون من الطين والمارين والحجر الجيري من العصر الطباشيري الثاني، ولا تتوافر فيها المياه السطحية العذبة، وإنما يعتمد سكانها على مياه الأمطار أولًا ومن ثم على الينابيع التي تنبع من قاع البحر ويطلق عليها الفوارات، وتعتبر من أقدم الينابيع البحرية التي عرفتها البشرية.[٤]


مناخ جزيرة أرواد

تُعرف جزيرة أرواد بمناخها المتنوع فهي ذات مناخ متوسطي وبحري وخريفي وشتوي بالإضافة إلى الأمطار الربيعية ويبلغ متوسط هطولها 800 مترمكعب، أما درجات الحرارة فتتراوح بين27 إلى 7 درجات مئوية، أما نسبة الرطوبة فيها فهي مرتفعة وتصل حتى 90% صيفًا و60% شتاءً، وتتعدد فيها الوجهات التي تهب منها الرياح ويمكن تصنيفها كما يلي:[٤]

  • رياح الواجب وتهب من الجنوب.
  • رياح الشلوق وتهب من الجنوب الشرقي.
  • رياح تحت الماء وتهب من الشمال.


سكان جزيرة أرواد

يقطن جزيرة أرواد حوالي عشرة آلاف شخص يحصلون على احتياجاتهم اليومية عن طريق القوارب الصغيرة التي تُحضِر السلع الغذائية والمواد الأساسية الأخرى من مدينة طرطوس في غضون عشرين دقيقة، ويعتمد اقتصادها على السياحة والحرف المحلية بالإضافة إلى المهن البحرية كصناعة القوارب وبيعها والصيد والتجارة الصغيرة، فالمصدر الرئيسي لعيش أهالي أرواد هو الصيد وصناعة القوارب، كما أنهم حاولوا الحفاظ على الحرف اليدوية التي ورثوها عن أجدادهم، كما أنهم يمارسون الأنشطة والرياضات البحرية بكثرة فحياتهم معلقة بالبحر.[٣] وتعد جزيرة أرواد الجزيرة السورية الوحيدة التي يقطنها السكان، وينقسم سكانها إلى قسمين وهما؛ السكان من الجانب القبلي، والسكان من الجانب الشمالي، ويفصل بين الطرفين عشرات الأمتار فقط وبالرغم من قِصر المسافة بينهما فكل منهما يتحدَّث بلهجة مختلفة عن الآخر.[٤]


أهم المعالم السياحية في جزيرة أرواد

تمتد جزيرة أرواد على مساحة صغيرة من الصخور التي لا تتوافر فيها تربة صالحة للزراعة، أو حتى ينابيع طبيعية سوى تلك التي تنبع من قاع البحر، وقد استقرت فيها مباني ذات طوابق متعددة ولهذا السبب أُطلق عليها اسم المدينة ذات الخمسة طوابق، أما في العصر الروماني فقد عاش سكانها في منازل مكونة من غرف كثيرة، وفيها العديد من مناطق الجذب السياحي تعرّف عليها فيما يلي:[٥]

  • معبد آمون رع: يوجد في هذا المعبد القديم الكتابات الهيروغليفية التي تعود إلى أوائل القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وتؤرخ هذه الكتابات انتصارات الفرعون تحتمس الثالث أثناء حملته الخامسة التي شنّها على مدن شمال سوريا وكان لمدينة أرواد نصيبًا من هذه الحملة.
  • قلعة أرواد: تقع قلعة أرواد بالقرب من وسط الجزيرة، وهي عبارة عن قلعة مستطيلة الشكل أُسست في القرن الثالث عشر ولكنها تشبه إلى حد كبير العمارة العثمانية، بالرغم من احتفاظها بالسمات المملوكية والصليبية.
  • قلعة عربية أيوبية: وتوجد في المنطقة أيضًا قلعة عربية أيوبية صغيرة ذات شكل مربع تعود إلى أواخر القرن الثاني عشر، التي تطل على منطقتين من الموانئ الطبيعية، وتمتلئ الآن بقوارب الصيد واليخوت والعبارات.
  • جدار الجزيرة: عُزلت الجزيرة عما حولها بواسطة جدار خارجي وهو جدار ضخم بُنيَ بواسطة كتل حجرية عملاقة، وقد جاء في وصف للمؤرخ "لورانس كونراد"، أن جدرانها التي تعود إلى العصر البيزنطي كانت عظيمة وتحيط بالجزيرة من جميع جوانب الميناء وبارتفاع عشرة أمتار على الأقل، وبنيت من كتل عظيمة يبلغ طولها ستة أمتار أما ارتفاعها فيبلغ مترين، كما تعود أسوار الجزيرة الأخرى إلى العصر السلوقي.


قد يُهِمُّكَ: نبذة تاريخية عن جزيرة أرواد

جزيرة أرواد هي لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط وكانت مملكة ذات قوة ونفوذ منذ أربعة آلاف سنة؛ إذ انطلق منها الفينيقيون ليؤسسو حضارتهم القديمة، وما يميز الجزيرة طابعها العسكري إذ يوجد فيها القلاع الإسلامية الصليبية وبقايا من سياج عملاق، ويمتهن سكانها صناعة المراكب إلى جانب الصناعات الصدفية ومهنة الصيد، وقد جاء ذكر الجزيرة في حروف تل العمارنة باسم أرادوس أمّا في وثائق الفينيقيين فورد ذكرها باسم أرفاد والتي تعني الملجأ، في النصف الثاني من الألفية الثالثة احتُلَّت من قِبل سرجون الأول مؤسس الدولة الأكادية، أما في معركة قادش فقد كانت ضمن صفوف الحيثيين ضد المصريين، وبعد ذلك خضعت لسيطرة الملوك الآشوريين، وأصبحت بعد ذلك واحدة من أجزاء الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، ولكنّها سقطت بعد ذلك إبّان غزو الإسكندر المقدوني، وبعد توالي الغزوات عليها وفي عام 1917 رزحت الجزيرة مثل باقي مدن سوريا تحت حكم الاحتلال الفرنسي وأصبحت اليوم جزءًا من الجمهورية العربية السورية.[٤]


المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Jazīrat Arwād island, Syria", britannica, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  2. "Arwad Island", unesco, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "arwad island", syriatimes, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Arwad Island in Syria", arabtravelers, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  5. Robertw Lebling (1/2/2016), "Arwad, Fortress at Sea", aramcoworld, Retrieved 20/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :