أين تقع مدينة مدغشقر

مدغشقر

تُعد مدغشقر واحدة من أكبر الجزر في العالم، كانت تُسمى بمالاجاش نسبةً إلى أكبر القبائل التي سكنتها ثم تغيّر اسمها لمدغشقر حاليًا، وعانت مدغشقر سابقًا من الاحتلال المتوالي عليها حتى استقلت بالكامل عام 1965 ميلاديًا، فكان أول من احتلالها البرتغاليون كما فعلوا سابقًا بجزيرة موريشيوس إلا أن المسلمين تصدوا لهم ومنعوهم من دخولها، لكن البرتغاليين حاولوا احتلالها من جديد في السنة اللاحقة وألحقوا أضرارًا جسيمة دمرّت أجزاء كبيرة من الجزيرة واستطاعوا احتلالها، ثم حاولت بريطانيا السيطرة عليها لكن القوة الفرنسية كانت أقوى واحتلتها عام 1868 حتى نالت في الأخير استقلالها التام، ويتحدث سكان مدغشر ثلاث لغات أساسية وهي الإنجليزية والفرنسية والملغاشية والحكم فيها جمهوري.[١]


موقع مدينة مدغشقر

تقع مدغشقر في الجنوب الشرقي لسواحل إفريقيا في المحيط الهندي، عاصمتها أنتاناناريفو وفيها مقر رئيس الدولة، عملتها المحلية المتداولة هي الأريالي المدغشقري وهي العملة المُعتمدة منذ استقلال مدغشقر عن الاحتلال الفرنسي، وتبلغ مساحتها الكلية ما يُقارب 581 ألف كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد عن 22 مليون نسمة، وهي تُعد من الدول الفقيرة رغم إمكانياتها إلا أن ثلث سكانها يقعون تحت خط الفقر، وكانت الجزيرة في العصور السابقة لاحتلالها معزولة عن القارة الهندية والإفريقية حسب الآثار التي وُجدت فيها بين عام 200 إلى عام 500 قبل الميلاد، حين بدأت أفواج المستعمرين بالوصول إلى الجزيرة واقتلاع أشجار الغابات وزراعة المحاصيل بدلًا منها، والتاريخ الحديث أظهر أن العرب العُمانيين استقروا في مدغشقر وأسسوا مراكز تجارية على طول الساحل وأصبحت مدغشر في ذلك الوقت مركزًا تجاريًا مهمًا الأمر الذي أدى إلى نشر الثقافة العربية في الجزيرة، أما بعد احتلال البرتغال لمدغشقر أصبحت مكانًا للقراصنة لنهب السفن التجارية المارة من البحر الأحمر والمحيط الهندي، فكانوا يسلبون البضائع والمجوهرات والتوابل والحرير والأقمشة من السفن، وانتهت هذه العمليات بعد احتلال فرنسا لمدغشقر. [٢]


معلومات عن مدغشقر

رغم ان جزيرة مدغشقر تقع بالقرب من إفريقيا وتُعد تابعة لها إلا أن الحفريات والتنقيب الذي أجراه العلماء أثبت أن الجزيرة يعود أصلها إلى قارة آسيا ورُبما جُرفت أو تغيّر موقعها بفعل الحركات التكتونية للقشرة الأرضية، لكن العلماء سابقًا ظنوا أن مدغشر جزيرة تكونت بفعل النشاط البركاني لكن حبيبات الرمل والمعادن التي تحتوي عليها أثبتت أن الجزيرة يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 660 مليون سنة، وتُعد مدغشقر كنزًا حقيقيًا لعلماء الطبيعية ومحبيها، فيعيش على أراضيها ما يزيد عن 11 ألف نوع مختلف من النباتات من ضمنها 7 أنواع نادرة الوجود في العالم مثل شجرة الباوباب، كما اكتشف العلماء 615 نوعًا جديدًا من الحيوانات منها 61 نوعًا من الزواحف و 41 نوعًا من الثديات، والغريب أن في مدغشر أنواعًا من الحيوانات ليست موجودة في أي مكان آخر على الأرض مثل نوع نادر جدًا من أنواع السلاحف يوجد منه ما لا يزيد عن ألف سلحفاة فقط، وحيوان الليمور النادر جدًا ويُطلق عليه اسم ملاك الغابة.[٣]

تُنتنج مدغشر أنواعًا عديدة من المنتجات الزراعية وتُصدر الفانيلا للعالم أجمع فهي تُنتج وتُصدّر ما يُقارب 80% من احتياج العالم من الفانيلا، حتى أنه أُطلق عليها لقب وطن الفانيلا، لكن في الوقت الحالي هذا المحصول مُهدد بالاختفاء من مدغشقر بسبب قلة الاهتمام به رغم التحذير بخسارته، يعمل في قطاع زراعة الفانيلا ما يُقارب 80 ألف مزارع وهي من أهم عوامل الدخل الاقتصادي فيها، وينتشر الفقر والمرض في مدغشقر فلا يزيد دخل الفرد الواحد في اليوم الواحد عن دولار فقط، وشوارع المدينة غير مُمهدة للسيارات ولا يوجد فيها خطوط سكة حديدية فالاقتصاد فيها ينحدر نحو الأسوأ كالطبيعة، فقد دمّر الإنسان 90% من أشجار غابات مدغشقر الاستوائية للسكن وزراعة المحاصيل الأُخرى.[٣]

إن ديانة الغالبية العُظمى من سكان الجزيرة هي الديانة المسيحية رغم وقوع الظلم عليهم في العصور السابقة إلا أنهم يمثلون الغالبية من سكان مدغشقر وفيها أقليات أخرى من المسلمين، وبرغم الأكثرية المسيحية في مدغشقر إلا أن الطقوس القديمة ما زالت سائدة في الحياة اليومية مثل اعتقادهم بأن حبوب الحمص تحميهم من الأرواح الشريرة أثناء الخروج والإبحار، والرقص خلال تأبين موتاهم ووضع توابيتهم في أعلى الجبال والكهوف حتى تحمل الرياح بركة الأموات، كما ينتشر السحر والشعوذة في مدغشقر.[٣]


المراجع

  1. "مدغشقر"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  2. Ola (9-7-2019)، "أين تقع مدغشقر"، albdel، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أميرة حسن (14-1-2019)، "«وطن الفانيليا» الذي لم يكن ينتمي لأفريقيا.. 6 معلومات قد لا تعرفها عن مدغشقر"، sasapost، اطّلع عليه بتاريخ 26-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :