محتويات
الإيدز
ينشأ مرض الإيدز عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، الذي بدء بالانتشار في أواخر سبعينات القرن الماضي، ومن المعروف أن فيروس الإيدز يسعى جاهدًا إلى مهاجمة بعض أنواع الخلايا المناعية التي يحتاجها الجسم للدفاع عن نفسه بوجه أنواع العدوى والامراض الأخرى، وهذا يعني أن خطورة الإيدز تنبع من كونه قادرًا على جعل الجسم يبدو ضعيفًا ولقمة سائغة لأنواع أخرى من العدوى والسرطانات، وعلى الرغم من كثرة الدراسات العلمية التي اجراها العلماء لتحري طبيعة هذا الفيروس، إلا أنهم لم يفلحوا إلى هذه اللحظة في اكتشاف عقار أو دواء للقضاء عليه نهائيًا، لكن وفي نفس الوقت بات العلماء متيقنين بأن 85% من حالات المرض تحدث نتيجة لممارسة الأنشطة الجنسية، وهذا يعني أن بالإمكان وقاية الكثير من الناس من الإصابة بالإيدز عبر تشجيعهم على استعمال الواقي الذكري[١].
نسبة حماية الواقي الذكري من الإيدز
لا تتفق المرجعيات العلمية حول الدرجة أو النسبة الدقيقة لحماية الواقي الذكري من الإيدز؛ فمثلًا يرى بعض الخبراء أن نسبة وقاية الواقي الذكري من الإيدز تصل إلى حوالي 100%[٢]، بينما ترى منظمة الصحة العالمية أن الواقي الذكري هو فعال بنسبة 80% أو اكثر[٣]، أما الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، فإنها ترى بأن فاعلية الواقي الذكري تتراوح بين 78-83% تقريبًا[٤]، وعلى أي حال، تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى أن استخدام الواقي الذكري بالطريقة الصحيحة هو الخيار الأفضل للوقاية من فيروس الإيدز والأمراض الجنسية الأخرى، وتشير الهيئة كذلك إلى امتلاك الواقي الذكري لهامش فشل قليل جدًا وليس كبيرًا كما يعتقد البعض؛ فمن المعروف أن الواقي الذكري ينتمي اصلًا إلى فئة الأدوات أو الوسائل الطبيبة التي يتوجب على منتجيها الخضوع لمعايير الجودة الأساسية، كما أن لكل واقي ذكري تاريخ انتاج وتاريخ انتهاء معين، وهنالك بالطبع أنواع وأحجام كثيرة للواقي الذكري لتناسب جميع الأفراد تقريبًا، ومن الجدير بالذكر أنه بات بالإمكان الحصول حاليًا على أنواع من الواقي النسائي التي تأتي على شكل أكياس صغيرة بالإمكان وضعها داخل المهبل عند النساء بهدف الحد من خطر الإصابة بالأمراض الجنسية أو الحمل، وعلى أي حال، يُمكن زيادة نسبة الاستفادة من الواقي الذكري لمنع الإصابة بالأمراض أو الحمل عبر اتباع بعض الخطوات البسيطة، مثل[٥]:
- الحرص على استخدام واقي ذكري جديد في كل مرة.
- المسارعة في وضع الواقي الذكري عند الوصول إلى وضعية الانتصاب وقبل المباشرة في أي اتصال جنسي.
- تجنب استخدام المزلقات الجنسية الزيتية التي تُضعف الواقي الذكري وتزيد من فرص تمزقه.
- الابتعاد عن الزوجة مباشرة بعد القذف والإمساك جيدا بالواقي الذكري لمنع انزلاقه.
وعلى أي حال، قد يكون الواقي الذكري فعالًا للوقاية من الكثير من الأمراض المنقولة جنسيًا؛ كالإيدز، والكلاميديا، والسيلان، لكنه لن يكون فعالًا بما فيه الكفاية للحماية تمامًا من الأمراض الجنسية التي تنتقل عبر التلامس الجلدي؛ كالزهري، والهربس التناسلي، والثآليل التناسلية التي تنجم عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري[٦].
نسبة حماية الواقي الذكري من الحمل
يُعد الواقي الذكري من بين أفضل أساليب منع الحمل؛ فوفقًا لبعض الخبراء فإن نسبة وقاية الواقي الذكري من الحمل تصل إلى حوالي 98% عند استخدامه بالطريقة الصحيحة، وفي حال عدم استخدامه بالطريقة غير الصحيحة، فإن النسبة تنخفض إلى حوالي 85% فقط، أما بالنسبة إلى الواقي النسائي الذي ذكر مسبقًا، فإن نسبة فاعليته تصل إلى حوالي 95% عند استخدامه بالطريقة الصحيحة، أما في حال عدم استخدامه بالطريقة الصحيحة، فإن النسبة لن تتجاوز 79% فقط، ومن الجدير ذكره هنا بأن الجهات الصحية المعتمدة في الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر لتصنيع أنواع معينة من الواقي الذكري التي تحتوي على مواد كيميائية ومركبات قاتلة للحيوانات المنوية بهدف زيادة فاعلية الواقي الذكري لمنع الحمل، لكن بعض النساء قد يُصبن بالتهيج المهبلي عند استعمال هذه الأنواع من الواقي الذكري، وعلى العموم، قد يتساءل البعض عن الخطوات الواجب عملها عند اكتشاف وجود تمزق في الواقي الذكري أثناء الجماع الجنسي، وهنا يرد الخبراء بالقول بضروري التوقف مباشرة عن ممارسة الأنشطة الجنسية وإزالة الواقي الذكري بسرعة عند الشك بوجود تمزق فيه، وفي حال الشك بإمكانية الحمل، فإن من الأنسب الذهاب إلى الطبيب أو العيادات الطبية من أجل الحصول منهم على الوسيلة المناسبة لمنع الحمل، أما في حال الشك بالإصابة بأحد الأمراض الجنسية، فإن من الأنسب الذهاب إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن هذه الأمراض لعلاجها مبكرًا[٧].
إيجابيات وسلبيات الواقي الذكري
يتميز الواقي الذكري بوجود الكثير من الحسنات والإيجابيات له، لكن وفي نفس الوقت فإن له الكثير من الأمور السلبية التي من الواجب التذكير بها، ويُمكن ذكر هذه الحسنات والسلبيات على النحو الآتي[٨]:
الإيجابيات الواقي الذكري
- يُعد الواقي الذكري هو الوسيلة الأنجح للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
- لا يؤثر استخدام الواقي الذكري على القدرات الإنجابية عند الرجل والمرأة.
- ليس هنالك حاجة لارتداء الواقي الذكري دائمًا وإنما فقط عند الحاجة إليه أو أثناء الجماع الجنسي.
- لا يُعد استخدام الواقي الذكري أمرًا سيئًا أو خطيرًا أو غير آمن أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
- يمتاز الوقي الذكري بكونه وسيلة رخيصة للغاية مقارنة بالعلاجات الهرمونية الخاصة بمنع الحمل.
- يُمكن الحصول على الواقي الذكري دون استشارة الأطباء أو أخذ وصفات طبية خاصة.
- يُساهم الواقي الذكري في تأخير وقت القذف عند الرجال، وهذا الأمر قد يكون مفيدًا للرجال الذين يُعانون من مشكلة القذف المبكر.
السلبيات الواقي الذكري
- يشعر بعض الناس بالحرج من استخدام الواقي الذكري، كما قد يخشى البعض من إعاقة الواقي الذكري على مسار المداعبة والأنشطة الجنسية.
- قد يشعر البعض بالانزعاج أو انخفاض في مستوى الإثارة الجنسية بسبب الواقي الذكري.
- يُعاني البعض من حساسية اتجاه مادة اللاتكس أو المطاط الموجودة في الواقي الذكري، لذا قد يكون من الأنسب ارشاد هؤلاء الأفراد إلى حقيقة توفر أنواع أخرى من الواقي الذكري المصنوعة من البلاستيك.
- يبقى الواقي الذكري عرضة للتمزق كما ورد مسبقًا.
- للأسف، فإن احتمالية فشل الواقي الذكري من الحماية من الحمل أعلى بكثير مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى كونه معرض للتمزق، لذا قد يكون من الأفضل الحرص دائمًا على استخدام وسائل أخرى لمنع الحمل بالتزامن مع استخدام الواقي الذكري؛ وذلك لضمان منع الحمل في حال تمزق الواقي الذكري فجأة.
المراجع
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, MD (8-10-2019), "HIV/AIDS"، E Medicine Health, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (7-8-2019), "Condoms: Effectiveness, Types, and Proper Use"، Webmd, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ "Condoms for HIV prevention", World Health Organization (WHO), Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ William E. Cayley, JR., M.D., M.DIV (1-10-2004), "Effectiveness of Condoms in Reducing Heterosexual Transmission of HIV", Am Fam Physician, Issue 7, Folder 70, Page 1268-1269. Edited.
- ↑ "Do condoms always prevent HIV transmission?", National Health Service (NHS),27-6-2018، Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ "Condoms and Sexually Transmitted Diseases", U.S. Food and Drug Administration,8-1-2018، Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ J. Keith Fisher, M.D (17-9-2018), "Safest condoms and methods of use"، Medical News Today, Retrieved 20-11-2019. Edited.
- ↑ Sarah Marshall MD,Adam Husney MD,Kathleen Romito MD, et al (5-9-2018), "Male Condoms"، Michigan Medicine- University of Michigan, Retrieved 20-11-2019. Edited.