- ذات صلة
- معنى إسم إدريس
- معنى إسم الشوق
معنى الجفاء
اسم الجَفَاء في اللغةً يطلق على خلاف البر ونقيض الصلة، وكذلك غلظ الطبع، يقال: جفاه، إذا بعد عنه، وأجفاه، إذا أبعده، وجفوت الرجل أجفوه؛ أي طردته وأعرضت عنه، وهو مأخوذ من جفاء السيل، وهو ما نفاه السيل، ومن الممكن أن يكون مع بغض، وجفا الثوب يجفو؛ أي إذا غلظ فهو جاف، ومنه جفاء البدو أي غلظتهم، أما معنى الجَفَاء اصطلاحًا، فهو الخُرْق في المعاملة، والغِلَظ في العِشْرَة، وترك الرِّفق في الأمور في الواجب تواجده فيها.[١]
ذمّ الجفاء والنهي عنه في الإسلام
عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: الحياء مِن الإيمان، والإيمان في الجنَّة، والبَذَاء مِن الجَفَاء، والجَفَاء في النَّار [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، ففي هذا الحديث بيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الحياء والإيمان متلازمان ومترابطان، وهما معًا يؤديان بصاحبهما إلى الجنَّة، وفي المقابل فإنَّ البَذَاء، وهو فُحْش الكلام، والسَّيِّء منه مرتبط مع الجَفَاء، فهو صِنْوَه الذي لا يتركه، وهما يؤديان بصاحبهما إلى النَّار، قال ملا علي القاري: ((والبَذَاء)) -بفتح الباء- خلاف الحياء، والنَّاشئ منه الفُحْش في القول، والسُّوء في الخُلُق مِن الجَفَاء: وهو خلاف البِرِّ الصَّادر منه الوفاء، ((والجَفَاء))؛ أي: أهله التَّاركون للوفاء الثَّابتون على غلاظة الطَّبع وقساوة القلب في النَّار إمَّا مدَّة أو أبدًا؛ لأنَّه في مقابل الإيمان الكامل أو مطلقه، فصاحبه إمَّا مِن أهل الكفران أو الكفر، وفي الحديث المتفق عليه، عن ابن عبَّاس، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: مَن سكن البادية جَفَا، ومَن اتَّبع الصَّيد غفل، ومَن أتى السُّلطان افتُتِن [عبد الله بن عباس: خلاصة حكم المحدث : صحيح]؛ ففي هذا الحديث يبيِّن النبي -صلى الله عليه وسلم- سببًا مِن أسباب الغلظة والجَفَاء في المعاملة والطَّبع، وهذا السَّبب هو العيش في البادية والسكن فيها لما في ذلك من بعدٍ عن النَّاس، والبعد عن مخالطتهم التي تؤدي إلى العطف في المعاملة، والرِّقة في القلب، وكذلك لأنها تؤدي إلى البعد عن مجالس الذكر، ومواطن العلم؛، فالإنسان يكتسب مِن أخلاق غيره بالمخالطة، وتتربى نفسه بحسب مَن حولها، وكلَّما اقترب الإنسان مِن أهل الحاضرة، كان ألطف طبعًا، وأرق أخلاقًا، وأحسن في المعاملة لمن حوله، والعكس بالعكس، قال السيوطي: ((مَن سكن البادية جَفَا))؛ أي: غَلُظ طبعه، وصار جافيًا بعد لطف الأخلاق؛ لفقد مَن يروِّضه ويؤدِّبه. وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: الإيمان هاهنا- وأشار بيده إلى اليمن- والجَفاء وغِلَظ القلوب في الفدَّادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قَرْن الشَّيطان في ربيعة ومضر [عقبة بن عمرو بن ثعلبة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ، ففي هذا الحديث يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجَفَاء ومكانه، وهو في معنى الحديث الذي سبقه في أنَّ الجَفاء يكون في أهل البوادي، الذين يتتبعون الإبل في مراعيها، فيبعدون عن مراكز الحضر والمدن، فتجفو طباعهم، وتقسو قلوبهم.[٢]
الجفاء يورث الفرقة
الجفاء مظهر من مظاهر سوء الخلق، وصفة ذميمة، تورث الوحشة والتفرقة بين الناس، ويقطع ما أمر الله تعالى به أن يوصل، فكم من بيت تهدم وخرب بسببه، و كم من نفرة وجفوة بين الأحبة حدثت بسبب الخرق في المعاملة، وغلظة الطبع، وترك الرفق في الأمور، والجفاء قد يكون تطبعًا، وقد يكون طبعًا، وكلاهما سيء، والمؤمن الحق يتدارك نفسه بالابتعاد عن صوره وأسبابه، وفي الحديث الحسن الصحيح الذي رواه أحمد والترمذي: من بدا جفا الإمام [البراء: خلاصة حكم المحدث : [حسن]]، أي من سكن البادية غلظ طبعه، والإنسان كما يُقال ابن بيئته، فالجفاء يزيد في أهل المغرب عن أهل المشرق، و في رعاة الإبل وأهل البادية عن غيرهم.[٣]
المراجع
- ↑ "معنى الجَفَاء لغةً واصطلاحًا"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.
- ↑ "ذَمُّ الجَفَاء والنَّهي عنه في السنة النبوية "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.
- ↑ "الجفاء يورث الفرقة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.