معنى إسم التكافل

مفهوم التكافل الإجتماعي

يعرف التكافل الاجتماعي بأنه تحقيق العدالة الاجتماعية، إذ لهما علاقة بالمحافظة على اتزان المجتمع واستقراره، وهو مفهوم يدفع الفقراء للشعور بأهمية وجود عنصر الأغنياء لإعطائهم، ويمسح الحقد والغل من النفوس البشرية، ويشعر الأغنياء بدورهم الضروري في إسعاد الفقراء والتيسير عليهم.

والتكافل الاجتماعي يعني أيضًا أن المُجتمع متكفل بأحوال كل فرد من أفراده في كل النواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية، ويعدّ مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والقطاعات أحد المصطلحات الحديثة.[١]


أنواع التكافل الاجتماعي

إن أنواع التكافُل عديدة في حياتنا، فالتكافل الاجتماعي يشمل جميع أنواع التكافل، منه ما يخص المجتمع وما يخص الأسرة، ومن أمثلة ذلك:[٢]

  • التكافل المختص بالعبادة (الروحي): للعبادات صفة بارزة مِن صفات المجتمع المسلم في إسلامنا الحنيف، وتوجب النصوص الشرعية تكافل الجماعة في قيامهم بأداء هذه العبادات؛ لهذا بين لنا الفقهاءُ والعلماء أنواعًا من العبادات أطلقوا عليها فروضَ الكفايات التي تختصُّ بالأموات؛ من التغسيل والتكفين، والصلاة والدفن، وغيرها.
  • التكافل المختص بالأخلاق: يَجعل الإسلام المجتمعَ المسلمَ هو المسؤول عن حفظ الأخلاق العامَّة وصيانتهاِ؛ لأنها تحفظَه مِن كل أنواع الفساد والفوضى والانحلال؛ لذلك فرض وأوجب على المجتمع الإسلامي منْع الأفراد من ارتكاب الجرائم، وفرض عليها العقوبات الرادعة التي يعمل بها المجتمع؛ قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ ﴾ [التوبة: 71].، وقد ضرب لنا رسولُنا الكريم مثلًا رائعًا على التكافل الأخلاقي في المجتمع، حيث يقول: ((مثَلُ القائم على حدود الله والواقعِ فيها، كمثل قومٍ إستَهَمُوا على سفينة، فصار بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا إستقوا مِن الماء، مَرُّوا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خَرقْنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعًا، وإنْ أخذوا على أيديهم، نجوا ونجوا جميعًا)) [رواه النعمان بن بشير، خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • التكافل المتعلق بالدفاع عن النفس والوطن: هو أن يساهم كل قادر في وجوب الحماية والدفاع عن أرض الإسلام والمقدسات الإسلامية؛ بمعنى آخر الجهاد في سبيل الله ليستمر شرع الله في أرضه، قال الله تعالى: ﴿ انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُون ﴾ [التوبة:41].
  • التكافل المتعلق بالجنائيات: هو أن يتعاون أفراد المجتمع على القضاء على ما يقع فيه مِن جرائم السرقة والسطو والقتل والاعتداء، فالسارق تُقطع يده والقاتل يُقتل، ويوقف كل من يتعدى على الأموال والأعراض عند حدِّه، وهذا التكافل يضمن تشريع الحدود؛ وردع المجرمين، ويكبح جماحهم، وينشر الأمْن والسكينة في المجتمع؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى ﴾ [البقرة: 178].
  • التكافل المتعلق باقتصاد الوطن:عني الإسلامُ بالناحية الاقتصادية عناية كثيرة، ونَادى إلى توجيه واستثمار الثروة بجميع أشكالها فيما له علاقة بمصلحة المسلمين، ولهذا السبب حرم الإسلام الاحتكارَ، وطالب بكبح المحتكِرين؛ لأنهم بهذا الصدد يُصعبُّون على البشر أرزاقَهم ومعاشَهم، ورفض الإسلام تَرْكِ الثروةِ في أيدي الناس العابثين والمخربين، الذين يتلاعبون بالثروات كيفما أرادوا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [النساء: 5].
  • التكافل المختص بالعلم: يحتلّ العِلم ويأخذ سمة رفيعةً في الإسلام، وقد ذكر القرآنُ الكريم والسنة النبوية أهمية العلم ومكانة العلماء في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وأعلى من منزلتَهم، ومكانتهم ورفع ذكْرَهم؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر:9]، وحث الإسلامُ على عدم حكر العلم وتعليمه لغير المتعلمين ويُطالبهم بتأدية ضريبة العِلم؛ وهي بذْلُه وتعليم غير المتعلم، ويتوعَّد العلماء إذا أخفوا العِلم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 159-160].
  • التكافل المتعلق بالعائلة المسلمة: للأسرة دور أساسي ومهم في الإسلام، لذلك اهتمَّ بها اهتمامًا بالغًا؛ فهي تنشئ أجيالًا سليمة وتُعِدُّهم إعدادًا جسميًا وعقليًّا وسلوكيًّا، وبناءً على هذا الإعداد تكُون النتائج، فبذلك تصبح قواعد المجتمع متينة وقويةً، وتقف أمام كل ما يعرقلها ويعمل التكافلُ العائلي بين الأصول والفروع والأقارب عمومًا، ويتبين واضحًا في قضايا الميراث والدِّيَات والنفقات.


صور التكافل الاجتماعي

فيما يأتي صور للتكافل الاجتماعي:[٣]

  • الصدقات والتبرعات.
  • الهدي والأضاحي.
  • زكاة الفطر وزكاة المال .
  • الكفارات بجميع أنواعها.
  • الوقف بكل أنواعه .
  • الهبات والعطايا وأنواعها.
  • كل ما يخص الميراث .
  • الوصية وما يشملها.
  • النذور وما يتعلق بها.


المراجع

  1. "مفهوم التكافل الاجتماعي والمشروعات الصغيرة"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.
  2. "التكافل الاجتماعي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.
  3. "التكافل الاجتماعي في الإسلام"، خيمة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-19. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :