محتويات
طنين الأذن
يوصف طنين الأذن بأنه شعور بوجود صوت يشبه الصفير، أو النقر، أو الصراخ داخل الأذن، ويظهر هذا الصوت عند عدم وجود الضوضاء الخارجية، كما أنه قد يكون صوتًا خفيفًا أو مرتفعًا جدًا في كلتا الأذنين أو في أذن واحدة، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالطنين الشديد في الأذن مشاكل في السمع، أو العمل، أو النوم، ولا يعد طنين الأذن مرضًا بل هو عَرَض للعديد من الحالات التي قد تصيب النظام السمعي الذي يتضمن الأذن، والعصب السمعي الواصل بين الأذن والدماغ، وأجزاء الدماغ التي تعالج الصوت، وقد يكون الطنين الناتج عن هذه الحالات مؤقتًا، أو دائمًا، أو شديدًا، أو خفيفًا، ويكون علاجه بإدارة كيفية إدراك صوت الطنين والحد من شدته[١].
علاج طنين الأذن بالأعشاب
ينفي الباحثون وجود علاج طبي قادرٍ على شفاء طنين الأذن نهائيًا، لكن هنالك بعض العلاجات التي بوسعها تخفيف حدة طنين الأذن لدى الأفراد؛ كالعلاجات السلوكية والأجهزة الطبية المحمولة، أما بالنسبة إلى العلاجات العشبية، فإن أحد الشركات السويدية قد قامت بتطوير خلطة عشبية تهدف إلى علاج طنين الأذن، وقد احتوت الخلطة على عشبة الجنكة، والصنوبر البحري، بالإضافة إلى عنصر المغنيسيوم، وعلى الرغم من ادعاء الشركة المصنعة بكون هذه الخلطة مفيدة لعلاج طنين الأذن، إلا أن الخبراء يرون بان ذلك غير صحيح؛ فعشبة الجنكة، قد تكون مفيدة لتحسين الدورة الدموية، لكن لا يوجد ما يُثبت أنها مفيدة لعلاج طنين الأذن، أما بالنسبة إلى الصنوبر البحري، فإن هنالك دراسة بالفعل تُثبت أن إعطاء مستخلصات من الصنوبر البحري قد ساهم في تخفيف أعراض الطنين عند بعض الأفراد، لكن العينة البحثية لم تكن عينة عشوائية وبالتالي فإن نتائج الدراسة مشكوك بأمرها، أما بالنسبة للمغنيسيوم، فإن هذا العنصر يوجد بكميات كبيرة في الجسم، كما قد يكون له فعلًا آثارًا إيجابية على صحة الأعصاب، لكن لا يوجد ما يُثبت أنه فعال لعلاج طنين الأذن[٢].
ومن الجدير بالذكر أن أحد التقارير العلمية قد أجريت عام 2013 بهدف مراجعة الدراسات السابقة التي بحثت في نجاح عشبة الجنكة لعلاج طنين الأذن عند أكثر من 1500 فرد، وقد توصلت نتائج هذا التقرير إلى عدم وجود ما يُثبت أن لهذه العشبة مقدرة على علاج طنين الأذن عند الأفراد الذين يُعانون من هذه المشكلة تحديدًا[٣].
وعلى أي حال، قد يلجأ بعض المصابون بطنين الأذن إلى أنواع أخرى من المكملات الغذائية والعشبية التي يجري الترويج لها على أنها مفيدة لعلاج طنين الأذن، وقد تتضمن هذه المكملات بعض الخلطات التي تحتوي على الزنك، وفيتامين ب 12، وعشبة الجنكة، وربما فيتامينات وأعشاب أخرى، لكن للأسف لا يوجد أدلة علمية تُثبت أن لهذه الخلطات مقدرة فعلية على علاج طنين الأذن، وهذا الأمر لا ينطبق على الأعشاب فقط، وإنما قد ينطبق أيضًا على جميع العلاجات البديلة؛ بما في ذلك الإبر الصينية والتنويم المغناطيسي[٤].
ويُمكن القول بأنّه قد أثبتت بعض الأعشاب والنّباتات فعاليتها في المُساهمة في علاج طنين الأذن، ومنها[٥]:
- نبات الشمعية أو الميريقية (Myrica cerifera)، ينقي هذا النبات الدم ويزيل السموم منه، بالإضافة إلى أنه يحارب الالتهابات.
- الزعرور (Crataegus spp)، تساعد أوراق الزعرور في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم، وغيرها من مشاكل الدورة الدموية والسيطرة عليها، التي قد تسبب طنين الأذن.
- الجنكة (Ginkgo biloba)، تساعد عشبة الجنكة في الحد من أعراض فقدان السمع، والدوخة، وطنين الأذن، بالإضافة إلى آثارها الجيدة للذاكرة، وتنشيط الدورة الدموية، مما يعزز إمداد الدم في الأذن الداخلية.
- الأقتى العنقودية (Actaea racemosa)، تساعد هذه العشبة في تقليل العصبية المرتبطة بطنين الأذن والقلق، كما تملك تأثيرًا في السيروتونين في المخ، بالإضافة إلى تأثيرها في المركز الحركي الوعائي المرتبط بتوازن الأذن الداخلي، ومن المهم عدم تناول كميات كبيرة من هذه العشبة تجنبًا للآثار الجانبية؛ مثل: الدوخة، والغثيان، وتلف الكبد.
- مسحوق بذور الخردل، يُستخدم مسحوق بذور الخردل في التخفيف من شدة طنين الأذن، ويوضع في قطعة صغيرة من القطن داخل الأذن أثناء النوم، وتكرر لمدة ثلاثة أيام مما يخفف الإحساس الصوتي بالطنين داخل الأذن.
- الزنجبيل، إذ يساعد في علاج مجموعة من الأمراض -بما في ذلك طنين الأذن-؛ وذلك لقدرته العلاجية في تحفيز الدورة الدموية ومكافحة مسببات الأمراض؛ باحتوائه مضادات الأكسدة التي تتخلص من الجذور الحرة للأكسجين، بالإضافة إلى تخفيف الشعور بالغثيان المرتبط بالطنين.
- علاجات أخرى للطنين، يوجد العديد من العلاجات المنزلية الطبيعية لطنين الأذن، والتي تشمل:
- الثوم، نظرًا لخصائصه المضادة للأكسدة؛ فإن الثوم يخفف من الإحساس بطنين الأذن، ويمكن استخدامه من خلال مزج بعض فصوص الثوم بزيت الزيتون أو زيت اللوز وترك المزيج لمدة أسبوع ثم تصفيته ووضع بضع قطرات في الأذن، مما يقلل من الطنين ويعزز السمع.
- زيت التربنتين، يساعد هذا الزيت في تخفيف حدة طنين الأذن، ويمكن استخدامه بمزجه بزيت الزيتون أو زيت اللوز ووضع قطعة من القطن المغموسة في مزيج الزيت داخل الأذن طوال الليل.
- الجوز أو عين الجمل، قد يفيد استخدام الجوز في تخفيف طنين الأذن؛ وذلك بنقع بضعة حبات من الجوز في ماء مالح لمدة 30 دقيقة وتركها تجف، ثم تحميص الجوز على النار ليصبح مقرمشًا وتناول 14 غرامًا منها كل صباح.
وسائل أخرى لعلاج طنين الأذن
يجب على المصابين بطنين الأذن مراجعة الطبيب لتحري سبب هذه المشكلة وأخذ العلاجات المتوفرة لمساعدتهم على التأقلم مع أصوات الطنين التي يُعانون منها، ولحسن الحظ يوجد الكثير من الوسائل والخطوات التي يُمكن اتباعها للتأقلم مع مشكلة طنين الأذن، مثل[٦]:
- تجنب الأمور المؤدية لطنين الأذن: تتباين طبيعة الأمور التي تؤدي إلى زيادة حدة طنين الأذن بين الأفراد؛ فقد يشعر البعض بالطنين بعد تناول أطعمة، أو أشربة، أو أدوية معينة؛ كالأسبرين، والملح، والكحوليات، والقهوة، ومشروبات الطاقة، وربما الشاي أيضًا.
- الاستماع للموسيقى أو الأصوات الهادئة: تبدأ أصوات طنين الأذن بالظهور بوضوح أكبر أثناء المكوث في البيئات الهادئة، وللتغلب على هذا الأمر يُمكن الاستعانة بالموسيقى الهادئة، أو أصوات المذياع، أو حتى أصوات مروحة السقف؛ فهذه الأصوات قد تكون كافية لتشتيت الشعور بطنين الأذن.
- الحصول على قدر كافٍ من النوم: تزداد حدة طنين الأذن عند الشعور بالإعياء أو التعب الشديد الناجم عن قلة النوم، ويُمكن لطنين الأذن أن يكون هو سبب قلة النوم أحيانًا، وللتأقلم مع هذه المشكلة يُمكن اتباع بعض الأمور البسيطة؛ كالحرص على النوم في غرفة مظلمة، ووضع مروحة هوائية بالقرب من السرير للاستفادة من صوتها الذي يُشتت صوت الطنين، وتجنب تناول الطعام أو القيام بالأنشطة البدنية عند قرب موعد النوم.
- الاستعانة بالتطبيقات الذكية: هنالك بعض تطبيقات الهواتف الذكية التي صممت خصيصًا لإصدار أصوات هادئة للتقليل من سماع صوت طنين الأذن، وقد تتضمن هذه الأصوات -مثلًا- أصوات للحيتان، والرياح، وشلالات المياه، وقد يكون بالإمكان تنزيل هذه التطبيقات بسهولة من متاجر التطبيقات الذكية بهدف استعمالها في أي مكان وزمان[٧].
- خفض الأصوات العالية: تنشأ الكثير من حالات طنين الأذن أصلًا بسبب الاستماع للأصوات العالية، التي يُمكن التخفيف من حدتها عبر الاستعانة بطرق كثيرة؛ فمثلًا قد يكون من الأنسب الإبقاء على درجة صوت سماعات الأذن بمستوى 60% فقط وليس أكثر من ذلك، بالإضافة إلى تجنب الاستماع للموسيقى لأكثر من 60 دقيقة متتالية، كما قد يكون من الأفضل ارتداء سدادات الأذن عند الذهاب إلى الحفلات الموسيقية الصاخبة او عند استعمال الأجهزة التي تُصدر أصواتًا مزعجة.
- تنظيف الأذن: لا بد من إزالة صمغ الأذن بانتظام والحرص على خلو الأذن من الفضلات ؛ فالكثير من حالات طنين الأذن تنشأ عن تراكم الصمغ داخل الأذن، لكن يجب بالطبع الحرص على عدم إدخال الأجسام الحادة داخل الأذن عند الرغبة بإزالة الصمغ[٧].
- ممارسة الأنشطة البدنية: تُعد الأنشطة البدنية أو الرياضية حلًا ممتازًا لتخفيف حدة الأعراض والمشاكل المرتبطة بطنين الأذن؛ كالتوتر، ومشاكل النوم، والاكتئاب، لذا ينصح الخبراء الأفراد الذين يُعانون من طنين الأذن بممارسة الأنشطة البدنية باستمرار.
مضاعفات طنين الأذن
يُعاني 13% من المصابين بطنين الأذن من القلق، بينما يُعاني 7% منهم من الاكتئاب، ويرجع سبب ذلك إلى فشل هؤلاء الأفراد في التأقلم مع طنين الأذن، وللأسف يُمكن لطنين الأذن أن يزيد من حدة القلق والاكتئاب عند الأفراد المصابين أصلًا بهذه المشاكل، كما يُمكن لطنين الأذن أن يؤدي إلى نشوء مضاعفات أخرى عند المصابين به، مثل[٨]:
- الشعور بالإعياء أثناء ساعات النهار.
- قلة أو اضطرابات النوم.
- مشاكل الذاكرة والتوتر.
- التقلبات المزاجية.
- حدة الطباع والإحباط.
- زيادة خطر الإقدام على الانتحار.
أسباب طنين الأذن
ينفي الباحثون اعتبار طنين الأذن مرضًا بحد ذاته، وإنما عرضٌ يدل على الإصابة بأحد الأمراض السمعية التي قد تحدث داخل الأذن الوسطى، أو الأذن الداخلية، أو حتى داخل أحد المراكز الدماغية الخاصة بتحليل الأصوات، ويُمكن لطنين الأذن أن يحدث نتيجة لفقدان السمع عند الكبار بالسن أو نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية؛ ففي الحقيقية لقد تمكن العلماء من إحصاء أكثر من 200 صنف من الأدوية التي يُمكنها أن تتسبب في حصول طنين في الأذن، وعلى العموم تشير تقارير الخبراء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مرور نحو 10% من السكان بمشكلة طنين الأذن لمدة 5 دقائق متتالية على الأقل خلال السنة، وتزداد فرص الإصابة بطنين الأذن عند العاملين في المجال الموسيقي وفي البيئات التي فيها ضوضاء عالية؛ كالمصانع، وورش البناء، وأماكن تجربة المتفجرات الحربية، وعلى النقيض من ذلك، يُمكن لبعض الأفراد أن يُصابوا بطنين الأذن دون وجود سبب واضح أو محدد لذلك لديهم[٩]، ويُعزى طنين الأذن إلى أسباب قد تكون عرضية وتذهب من تلقاء نفسها، أو قد تكون عرضًا لحالات مرضية أخرى تتطلب العناية الطبية، وأكثر هذه الأسباب شيوعًا[١٠]:
- فقدان خلايا الشعر الحسية الصغيرة الموجودة في قوقعة الأذن الداخلية أو تلفها، وتحدث هذه الحالة مع تقدم العمر، أو نتيجة التعرض للضوضاء الصاخبة المفرطة لوقت طويل.
- فقدان الحواس لبعض الترددات الصوتية، مما يؤدي إلى تغييرات في كيفية معالجة الدماغ للصوت، فيعمل الدماغ ليتكيف ويتغير وفق مقتضى الحال؛ ليملأ ترددات الصوت المفقودة في النظام السمعي من خلال الطنين في الأذن.
- تناول بعض الأدوية؛ مثل: الأسبرين، والإيبوبروفين، وبعض المضادات الحيوية، ومدرات البول التي تُعدّ سامة للأذن، وتسبب الضرر في الأذن الداخلية مما يؤدي إلى الشعور بطنين الأذن.
- الإصابات في الرأس والرقبة.
- التهابات الأذن.
- دخول جسم غريب في الأذن، أو نتيجة ملامسة شمع الأذن لطبلة الأذن.
- مشاكل في قناة أوستاكيان الموجودة في الأذن الوسطى.
- اضطرابات المفصل الصدغي الفكي (TMJ).
- تصلب عظام الأذن الوسطى.
- إصابات في الدماغ.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- داء السكري.
تؤدي جميع الحالات السابقة إلى وجود طنين في الأذن، وعادة ما يختفي الطنين بمجرد علاج السبب الكامن وراءه؛ مثل إزالة شمع الأذن، لكن في بعض الحالات يكون الطنين أشبه بدقات القلب، مما يشير إلى وجود نمو غير طبيعي داخل الأذن؛ مثل: الورم، أو وجود اتصال بين الوريد والشريان، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب على الفور لتلقي العناية الطبية اللازمة.[١٠]
المراجع
- ↑ Corinne O’Keefe Osborn (15 - 11 - 2017), "Tinnitus Remedies"، healthline, Retrieved 19 - 3 - 2019. Edited.
- ↑ Scott Gavura (27-8-2015), "Is there a natural treatment for tinnitus?"، Science-Based Medicine, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (29-10-2019), "Natural Remedies for Tinnitus"، Very Well Health, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ Debra Sullivan, PhD, MSN, RN, CNE, COI (15-11-2017), "Tinnitus Remedies"، Healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ Meenakshi Nagdeve (14-3-2018), "16 Effective Home Remedies For Tinnitus by "، organic facts, Retrieved 19 - 3 - 2019. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (8-7-2019), "Living With Tinnitus"، Webmd, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Home tinnitus treatments to try for ringing in the ears", British Tinnitus Association, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ Sanjai Sinha, MD (10-7-2018), "How Is Tinnitus Going to Affect My Life? Possible Complications to Be Aware Of"، Everyday Health, Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ↑ "Tinnitus", National Institute on Deafness and Other Communication Disorders,6-3-2017، Retrieved 21-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Kathleen Davis (15 - 12 - 2017), "What you need to know about tinnitus "، medical news today, Retrieved 19 - 3 - 2019. Edited.