محتويات
لباس الإحرام للرجل
يختلف لباس الرجل عن المرأة في ملابس الإحرام؛ حيث إنّ الرجل يلبس الرداء والإزار في حالة الإحرام؛ والرداء: هو اللّباس الذي يكون على الظهر والصدر وأحد الكتفين، والإزار: هو ما يستر به الرجل من سرّته إلى ركبتيه، ويُستحب الابتعاد عن زرّه أو عقده ولا دم عليه إن فعل ذلك.[١]
ويستحب أن يكون الرداء والإزار جديدين ومغسولين بماء طاهر، ويُستحب أيضاً أن يكونا باللون الأبيض، ويسنّ وضع الرداء تحت يمينه ووضعه على شقه الأيسر، وإذا أراد التعطر قام بتعطير بدنه لا ثوبه عند الإحرام، فإن لم يجد عنده ما يتعطّر به كالمسك؛ فلا يطلبه من غيره.[٢]
وقد ثبت عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (إنَّ رجلًا نادَى، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ما يجتَنِبُ المُحرمُ منَ الثِّيابِ، فقالَ: لا تلبَسوا السَّراويلَ، ولا القُمصَ، ولا البُرنسَ، ولا العمامةَ، ولا ثوبَ مسَّهُ الزَّعفرانُ ولا وَرسٌ، وليُحْرِمَ أحدُكُم في إزارٍ ورداءٍ ونعلَينِ فإن لم يجِد نَعلَينِ فليلبَس خُفَّينِ وليقطَعهُما حتَّى يَكونا إلى الكَعبَينِ).[٣]
محظورات اللباس في الإحرام للرجل
ذكر العلماء في كتبهم أن الضابط في محظورات اللباس بالنسبة للرجل المحرم في العمرة والحج؛ يتمثل بعدم ستر جميع جسد الرجل أو بعضه أو أيّ عضو من أعضاءه بلباسٍ مخيط أو لباسٍ مُحيط مثل الذي يتم تفصيله كقطعة واحدة من غير خياطة تغطي سائر الجسد، وسنفصل في محظورات الإحرام بما يخص لباس الرجل المُحرم فيما يأتي:[٤]
- لبس القباء والسراويل
القباء هي الثياب المفتوحة من الأمام؛ وقد تعددت آراء الفقهاء في لبس القباء للرجل في الإحرام؛ فذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم جواز لبس القباء؛ لأنه عادةً يتم لبسه كما يُلبس القميص المخيط، وذهب الحنفية إلى القول بجواز وضع القباء على الكتفين دون إدخال اليّدين بها، وذلك مع الكراهة، وذهب المالكية إلى القول بعدم جواز لبس السراويل.
- لبس الخفين
يلبس المحرم النعلين، فإن لم يجد إلا الخفيّن يقوم بقطع أسفل الكعبين للخفين ويلبسهما؛ وهو قول الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وذهب الإمام أحمد في المعتمد إلى القول بجواز لبس الخفيّن كما هما عند عدم توّفر النعليّن للمحرم.
- ستر الرأس والاستظلال
اتفق الفقهاء على عدم جواز ستر الرأس بعضه أو كلّه للمحرم بالعمائم والبرانس مثلاً وبكل ما يتم تغطيّة الرأس به، أما التظلل بما لا يلّمس الرأس فجائز باتفاق الفقهاء؛ مثل التظلل بجدار بيت أو حمل المظلّية والتظلّل بها ونحوها.
- ستر الوجه
لا يجوز ستر الوجه للرجل عند الحنفية والمالكية، وذهب الشافعية والحنابلة إلى القول بجواز تغطية الوجه للمحرم.
- لبس القفازين
اتفق الفقهاء على عدم جواز لبس القفازين للمحرم عند الإحرام
- حمل السلاح
ذهب الحنفية والشافعية إلى القول بجواز حمل السلاح للمحرم، وذهب المالكية والحنابلة إلى القول بعدم جواز حمل السلاح للمحرم إلا عند وجود حاجة تستلزم منه حمل السلاح.
الحكمة من محظورات اللباس في الإحرام
شرع الله -تعالى- الأحكام الشرعية لحِكم متعددة؛ قد نجهلها وقد نعلم بعضها، ويجب على المؤمن تنفيذ الأحكام الشرعية وفق ما أمر الله -تعالى- سواءً علم الحكمة من الأمر أم لم يعلم، وسنذكر بعض الحِِكم من تحريم لبس المخيط للرجال في الإحرام فيما يأتي:[٥]
- الهيئة التي شرعها الله في لباس الرجل للإحرام في العمرة والحج تبعث على الخضوع والتذلل والخشوع لله -تعالى- وحده.
- تُذكّر العبد باليوم الآخر؛ حيث لا يوجد زينة أو زخارف في اللباس.
- يرمز اللّباس لوحدة المسلمين ويشير إلى المساواة بينهم.
- تذكير للحاج والمعتمر بالمقام الذي هو فيه؛ فيكثر من الطاعات والدعاء.
المراجع
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 580. بتصرّف.
- ↑ ابن عابدين، الدر المختار وحاشية ابن عابدين رد المحتار، صفحة 481. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4/ 27، أخرجه في صحيحه.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 151- 156. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من عدم لبس المخيط حال الإحرام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2022. بتصرّف.