محتويات
الصداع
يُعد الصداع أحد أكثر الأعراض البدنية المزعجة انتشارًا بين الناس، وقد يضطر البعض للانتظار والتحلي بالصبر، والراحة لبعض الوقت حتى زوال الصداع وحده، بينما يسعى آخرون إلى الاستعانة بمسكنات الآلام أو شرب المزيد من الماء لتخفيف حدة الصداع، وعمومًا يبقى الصداع أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع بالكثيرين إلى زيارة مكاتب أطباء الأعصاب بالرغم من أنّ معظم حالات الصداع لا تنشأ عن أسبابٍ خطيرة أو جدية، لكن يبقى هاجس كون الصداع أحد علامات أورام الرأس أو الدماغ، السبب الحقيقي الذي يدفع بالناس إلى أخذ الصداع على محمل الجد، وزيارة الطبيب لتحري أسبابه.
وحقيقةً؛ فإنّ هنالك أسبابًا كثيرة لنشوء الصداع، منها تناول أحد المواد الكيميائية؛ كغاز أول أكسيد الكربون الناجم عن استخدام المدافئ، وشرب الكحوليات، والجفاف، أو نتيجة الإصابة بأحد المشكلات في الفك أو الأسنان، أو حتى بسبب التهاب الجيوب الأنفية، وعادةً ما يعتمد نوع العلاج المقدم لعلاج الصداع على ماهية السبب الذي أدى إلى الصداع[١]، لكن قد يتساءل البعض عن إمكانية علاج الصداع بالتدليك باليدين أو بنقاط الضغط الموجودة في اليدين نفسهما، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.
علاج الصداع بتدليك اليدين
أكدت الجمعية الأمريكية للعلاج بالتدليك على وجود أدلة علمية، تُفيد بأنّ الخضوع لجلسة من المساج أو التدليك لـ 30 دقيقة يُمكن أن يكون كافيًا لتخفيف حدة آلام الصداع، لكن نوعية أو أسلوب التدليك المتبع لهذه الغاية، يتباين من شخص إلى آخر، وقد أوردت الجمعية الأمريكية للعلاج بالتدليك، معلوماتٍ تُؤكد وجود أسلوبين رئيسيين للتدليك باليدين، يُمكن اللجوء إليهما للتعامل مع الصداع، هما[٢]:
- تدليك الأنسجة العميقة (Deep Tissue Massage): يُمكن لتدليك الأنسجة العميقة أن يدفع العضلات المشدودة إلى الاسترخاء؛ لأنّ هذا الأسلوب يوظف ضغطًا ثابتًا أو راسخًا مصاحبًا لضربات بطيئة باليدين من أجل تدليك طبقات العضلات العميقة، وقد يكون من الأفضل استخدام مفاصل اليدين أو إصبع الإبهام، لتنفيذ حركات انزلاقية فوق الجلد.
ويتحدث بعض الخبراء عن كون هذا الأسلوب مفيدًا كثيرًا عند تطبيقه فوق عضلات الوجه تحديدًا، لتخفيف حدة الألم الذي ينشأ في أماكن محددة من الرأس باستخدام الضغط الثابت، ولقد تحدثت أحد الدراسات الحديثة عن كون الحركات العميقة والانزلاقات التدريجية باستخدام أطراف أصابع اليدين، مفيدةٌ لغرض تفريغ أو تحسين التشنجات العضلية الحاصلة تحت الجمجمة، والمسؤولة عن الإصابة بما يُعرف بالصداع التوتري.
- تدليك نقاط الإطلاق (Trigger Point Massage): بمقدور هذا الأسلوب إراحة العضلات أيضًا عبر الاستعانة بالضغط المباشر؛ فمثلًا لو كان مكان حدوث الصداع النصفي هو المنطقة العلوية من الرأس أو حول العينين، فإنّ الضغط سيتركز في هذه الحالة فوق الرأس والعنق تحديدًا، لكن يجب بالطبع استخدام كمية منطقية من الضغط أثناء ذلك، كما يجب توجيه الضغط إلى إحدى جهتي الرأس في كل مرة من أجل الوصول إلى جميع العضلات.
علاج الصداع عن طريق نقاط الضغط الموجودة باليدين
يعتقد البعض بوجود نقاط ضغط محددة في الجسم، ذات طبيعة أكثر حساسية، بالإمكان توظيفها لغرض تحفيز أو توجيه الجسم، وينتشر هذا الاعتقاد تحديدًا بين مناصري ما يُعرف ب"علم المنعكسات Reflexology"، الذي ينتمي إلى قائمة أساليب الطب الصيني، ومبدأ هذا الأسلوب يقوم على فرضية وجود علاقة أو ترابط بين أطراف الجسم المختلفة؛ فيمكن مثلًا لتدليك اليدين أن يُؤثر على صداع الرأس وفقًا لمنطق هذا الأسلوب، لكن كما هو معروف، لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي تؤيد فاعلية علم المنعكسات لعلاج الصداع، إنّما يوجد دراسات أثنت أو أكدت على فاعلية التدليك للوصول إلى هذه الغاية.
على أيّة حال؛ يبقى هنالك اعتقاد راسخ بين مؤيدي علم المنعكسات، بوجود نقاط للضغط في اليدين، ولقد أطلقوا على نقاط الضغط هذه اسم "وادي الاتحاد"، وتقع بين إصبع الإبهام وإصبع السبابة، وبالإمكان شرح طريقة استخدام هذه النقاط لغرض علاج الصداع على النحو الآتي[٣]:
- البدء بعصر أو ضغط المنطقة الواقعة بين إصبع الإبهام وإصبع السبابة باستخدام إصبعي الإبهام والسبابة لليد الأخرى مدة 10 ثواني، وببعض الجهد لكن ليس إلى حد الشعور بالألم.
- استخدام إصبع الإبهام لتحسس تلك المنطقة، وعمل دوائر صغيرة باتجاه عقارب الساعة، ثم بعكس هذا الاتجاه، مدة 10 ثوانٍ في كل مرة.
- تكرار نفس الخطوات السابقة على اليد الأخرى.
علاج الصداع بالتنويم المغناطيسي
أشارت مراجعة علمية نشرت عام 2007 إلى وجود أدلة قوية تُساند فاعلية التنويم المغناطيسي، لغرض علاج الآلام البدنية والصداع، بما في ذلك؛ الصداع التوتري، بل إن الدراسة أكدت على تحلي التنويم المغناطيسي بالمعايير المطلوبة في حقل الدراسات النفسية السريرية لإثبات ناجعته، ودوره كواحد من العلاجات المعترف بها بين الخبراء، فضلًا عن كونه خاليًا من الأعراض الجانبية.[٤]
في عام 2014، جاءت مراجعة علمية أخرى لتُلقي مزيدًا من الشكوك حول ناجعة التنويم المغناطيسي، وفي طريقة إجراء الدراسات التي بحثت في أمر هذا العلاج أصلًا، لكن المراجعة لم تنفِ وجود بعض الأدلة العلمية التي تُؤيد فاعلية التنويم المغناطيسي العملية في علاج الصداع، كما أنّها حثت خبراء الصحة على التفكير جديًا في اعتماده لعلاج الصداع[٥].
قَد يُهِمُّكَ
قد يجول في ذهنك الآن عزيزي القارئ، أسئلة حول ناجعة الأعشاب في علاج الصداع، وللإجابة على هذه التساؤلات، يجب في البداية التذكير بضرورة التحدث مع الطبيب أو أحد خبراء الصحة قبل أخذ أيّ علاج عشبي، كما يجب التفكير جديًا حول سلامة وجودة المنتجات العشبية، وإمكانية تعارضها مع العلاجات أو الأمراض الأخرى الموجودة أصلًا في الجسم، وعلى أيّة حال، تتضمن بعض أهم أنواع الأعشاب المفيدة لعلاج أنواع الصداع على الآتي[٦]:
- عشبة الكوهوش السوداء، التي يرجع أصلها إلى شمال القارة الأمريكية، وقد استعملت لعلاج الصداع المصاحب للاكتئاب العميق.
- لحاء الصفصاف الأبيض، الذي بوسعه تسكين آلام الصداع، وليس علاج السبب الذي أدى إليه.
- عشبة الأقحوان، التي بوسعها تخفيف حدة الصداع النصفي.
المراجع
- ↑ Dr Helen Huins (11-12-2017), "Headache"، Patient, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ Renee Zagozdon (24-4-2018), "Massage and Headache Relief"، American Massage Therapy Association, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ Jeanne Morrison, PhD, MSN (3-5-2018), "The Best Pressure Points to Treat Headaches"، Healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ D Corydon Hammond (4-2007), "Review of the Efficacy of Clinical Hypnosis With Headaches and Migraines", Int J Clin Exp Hypn ., Issue 2, Folder 55, Page 207-19. Edited.
- ↑ Milling, Leonard S (2014), "Hypnosis in the treatment of headache pain: A methodological review", Psychology of Consciousness: Theory, Research, and Practice, Issue 4, Folder 1, Page 431–444. Edited.
- ↑ Christine Wilmsen Craig, MD (22-2-2009), "Herbal Remedies for Headache Pain"، Everyday Health, Retrieved 31-5-2020. Edited.