الظواهر الطبيعية
يمكن تعريف الظاهرة بأنها أيّ حدث يمكن ملاحظته والإحساس به بأيٍّ حاسة من الحواس، وتوصف بأنها غيرعادية ومن غير الطبيعي حدوثها بكثرة،[١] ومع ظهور الكثير من المشاكل المناخية في الفترة الماضية بسبب التلوث البيئي وتغير المناخ في أماكن عديدة من العالم، أصبحت دراسة التغيرات المناخية أمرًا هامًا عند العديد من الباحثين في الفلك والجغرافيا والطقس، إذ تهدف هذه الدراسات إلى اكتشاف الظواهر المناخية ومعرفة آثارها وتجنب نتائجها، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تواجه بعض المناطق موجات حرّ متكررة وحالات جفاف مدمرة وحرائق لا يمكن السيطرة عليها في الغابات، بالإضافة إلى تعرُّض العديد من المناطق الساحلية حول العالم إلى فيضانات شديدة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، أمّا الجزر المنخفضة في المحيط الهادئ فستصبح في النهاية غير صالحة للعيش. علاوة على ذلك، سيواجه الناس أيضًا العديد من المشكلات الخطيرة، فقد يؤدي فقدان الأراضي الزراعية إلى انقطاع الإمدادات الغذائية، مما يؤدي إلى حدوث مجاعة في العديد من المناطق، ومؤخرًا قد لاحظ العلماء تكاثر أنواع مختلفة من البعوض الحامل للأمراض بكثرة، وتعيش الآن في أماكن لم يكن بإمكانها العيش فيها قبل ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، وأخيرًا من الممكن أن تؤدي موجات الحرارة الأكثر تواترًا وشدّة إلى مزيد من الوفيات المرتبطة بالحرارة، كما يمكن أن تؤثر التغييرات في نوعية الهواء على صحة الإنسان.[٢]
ظاهرة نينو
من أهم الظواهر الطبيعية ما يعرف بظاهرة نينو، وهي نمط مناخي غير طبيعي ناجم عن ارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ بالقرب من خط الاستواء قبالة ساحل أمريكا الجنوبية، إذ تدفئ الشمس المياه بالقرب من خط الاستواء مكوّنة بذلك الكثيرمن الغيوم وبالتالي المزيد من الأمطار، ولإطلاق اسم نينو على تلك الحالة المناخية يجب ألّا تقل الزيادة في درجة حرارة مياه المحيط عن 0.9 فهرنهايت (0.5 درجة مئوية).[٣].
ولا تحدث ظاهرة نينو بنمط منتظم تمامًا، على الرغم من أنها تتكرر كلّ سنتين إلى سبع سنوات، وبعد ظاهرة نينو تحدث ظاهرة معاكسة تسمى نينيا، إذ تكون خلالها درجة حرارة المحيط أكثر برودة من درجات الحرارة العادية حول خط الاستواء،[٣] وسميت ظاهرة نينو بهذا الاسم من قبل صيادي الأسماك في البيرو، والنينو كلمة إسبانية الأصل تعني " يسوع الصغير"؛ وذلك لحدوثها في فترة أعياد المسيح، أما في شرق القارة الآسيوية فتعرف باسم “طفل المناخ الشقي".[٤]
وقد عمل العلماء والمختصون في مجال الفلك والطقس على رصد أسباب حدوث مثل هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المتعلقة بارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، وقد لوحظ أنّ التفاعلات الناتجة بين مياه المحيط الهادي السطحية مع الغلاف الجوي قد تُسبّب ظاهرة نّينو، بالإضافة إلى ذلك قد تكون ظاهرة نينو إحدى نتائج الظواهر الأخرى مثل؛ الزلازل والبراكين.[٥]
آثار ظاهرة نينو
لظاهرة نينو العديد من الآثار على المستويات المناخية والاجتماعية والاقتصادية، فبعض هذه الآثار قد تحدث مباشرة، ويعضها ما يحدث بعد سلسلة من التتابعات فيكون غير مباشر، من الآثار الأولية أو المباشرة لظاهرة نينو ما يلي:[٦]
- تغيرات في درجات الحرارة، إذ ترتفع بصورة ملحوظة مما قد يؤثر سلبًا على العديد من الكائنات الحية، وفي مقدمتها الإنسان.
- التغير في كمية الأمطار المتساقطة.
- التغيرات الكبيرة الحاصلة في مسار العواصف وشدتها.
- التغيّر في اتجاه التيارات المحيطية ودرجة حرارتها، مما يعني التأثير على الحياة البحرية مباشرة.
أما عن الآثار غير المباشرة لهذه الظاهرة فتشمل الحرائق والفيضانات والتغييرات الاقتصادية؛ كتأثر أسعار الطعام والمشتقات النفطية المستخدمة في التدفئة، الاضطرابات السياسية والاجتماعية، تدهور الثروة السمكية، فشل المحاصيل ونقص الطعام وانعدام الإنتاجية في المناطق المتأثرة مما يؤدي إلى وقوع المجاعات، وانتشار العديد من الأمراض الوبائية كالطاعون.[٦] وبالرغم من كلّ الآثار السلبية السابقة للنينو يبدو أن لها بعض الآثار الإيجابية في مناطق محددة من العالم، إذ تقلل من الأعاصير المدارية خاصةً في شمال المحيط الأطلسي، كما ساعدت في جعل الشتاء أكثر لطفًا وأقل برودة في جنوب كندا وشمال الولايات المتحدة، أما الأمطار الغزيرة كأحد نتائج ظاهرة نينو فقد ساهمت في زيادة كميات المياه في جنوب غرب الولايات المتحدة، ولعل أبرز منافع هذه الظاهرة مساهمة الطقس الجاف الناجم عنها في تقليل انتشار الأمراض الوبائية في جنوب شرق إفريقيا مثل الملاريا.[٦]
كيفية التنبؤ بظاهرة نينو
تشغل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في المحيط الهادئ الاستوائي شبكة من المعدات والعوامات التي تقيس درجة الحرارة، وشدة التيارات والرياح واتجاهها في النطاق الاستوائي، إذ تُرحّل البيانات وتُجمع فيما بعد بواسطة نماذج حاسوبية معقدة صُممت خصيصًا للتنبؤ بظاهرة نينو ودراستها، وبعد تقييم النتائج والبيانات يمكن للعلماء تحديد المناطق المتوقع تأثرها بالظاهرة، ومن الجدير بالذكر أن هذه النماذج المعقدة لا يمكنها التنبؤ بدقة بشدة هذه الظاهرة أو مدتها، كذلك لا يمكنها التنبؤ بكيفية تأثر تلك المناطق بها.[٧]
المراجع
- ↑ "phenomenon"، dictionary.cambridge، Retrieved 1-1-2020. Edited.
- ↑ "Global Warming Topic Overview"، Gale.com،1-1-2018، Retrieved 9-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Jeff Fennell، "What is El Nino? - Definition & Effects"، study، Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "El Niño Information"، wildlife، Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ Jon Rogers (28-11-2018)، "What is El Nino، what are the causes and effects and will we get an early one in 2019?"، thesun، Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "What are the effects of El Niño?"، nps، Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "How can we predict El Niño?"، wildlife، Retrieved 29-12-2019. Edited.