الغش
الغش هو نوع من أنواع الخداع والتّمويه، وهو إظهار الشّخص خلاف ما يُبطن، وقد حرّم الإسلام الغش بكافة أشكاله وأنواعه وطُرقه ففي الحديث الشّريف عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: "مَنْ غشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا" [مجمع الزوائد| خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح] وقد حذّر الله تعالى بالكثير من الآيات الكريمة من الغش والغشّاشين ووعدهم بالعقاب والعذاب الشّديد لأنّ الغش هو تعدٍّ على مال الآخر وجهده قال تعالى: "ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ. الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" [المطففين: 1-3].
أنواع الغش
للغش عدة انواع وأشكال وهي: [١]
- الغش في البيع والشّراء: وهو من الآفات المنتشرة كثيرًا في زماننا الحاضر فبعض تجّار السّلع يزيد في ثمنها إلى درجة الرّبح الفاحش، والبعض الآخر يُزوّز تاريخ إنتاج السّلع، ومنهم من يخلط بعض المواد والسّلع بسلع أخرى مُقلّدة ويبعها على أنّها أصليّة.
- الغش في الامتحان: وهو اعتماد الطالب على جهد زميله في سبيل تحصيل أعلى الدّرجات والعلامات من دون أيّ مجهود شخصيٍ منه.
- الغش في الزّواج: يقدم البعض على الزّواج بالكثير من الغش فمنهم من يخفي عيوبه ويظهر الوجه الصّالح له، والبعض الآخر يُخفي إصابته بمرض معيّن من الأمراض، وبعض العائلات تُخفي إن كان لها تاريخ وراثي بمرض معين، وبعض النّساء تُغيّر في شكلها من خلال وضعها لكل أنواع المكياج حتّى تلقى استحسانًا وقبولًا عند الخاطب، ويَعْمد بعض الشباب عند التّقدم إلى فتاة بإظهار أنّه صاحب مالٍ وجاهٍ وعز وهو خلاف ذلك.
- الغشّ في الوظيفة: فبعض من يتولى الوظائف لا سيما الحكوميّة منها يُماطل كثيرًا في معاملات النّاس ويغشّهم ويكذب عليهم بأنّها تحتاج إلى الكثير من الجهد لإتمامها، وقد يسرق البعض مال العامّة، وإذا كان مسؤولاً قد يغش في المواد التي يعطيها للنّاس أو يخلطها بمواد غير صالحة.
- غش الرّعية: والرّعيّة كل من يرعاه الشّخص ويكون تحت ولايته، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال: "ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وَهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ" [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح] فالحاكم مسؤول عن رعيته يوم القيامه والأب مسؤول عن أبنائه والمعلم مسؤول عن طلابه وكل من استرعاه الله هو مسؤول ويجب عليه تقديم النّصيحة لرعيته من دون غشٍ أو خداع كما أمره الله تعالى.
مخاطر الغش وأضراره
الغش من أكثر السّلوكيات المُدمرة للأفراد والمجتمعات فالغش معصية لله وللرّسول وهو دليلٌ على ضعف إيمان الشّخص، والغش هو تعدّي على حق الآخر وجهده وماله، والشّخص الغشاش لا يُتَوقع منه أن يكون أمينًا أو صادقًا ولا أن يؤدي الواجبات التي تُوكل إليه على أحسن وجه، والغشّاش إذا استلم منصبًا مهمًا في الدّولة فإنه سيكون سببًا في الظّلم وعدم المساواة، والغش يؤدي إلى تردد النّاس وخوفهم في التّعامل مع الشّخص الغشاش فيصبح المجتمع مليئًا بالخيانة والسّرقات وعدم الثّقة بالآخر، والغش هو سبب لسخط الله وإنزال غضبه وسبب لمحق البركة من مال وعمر النّاس، وسبب في انتشار الكره والبغضاء بين أبناء المجتمع الإسلامي الواحد وابتعادهم عن الشّخص الغشّاش ونبذه. [٢][٣]
المراجع
- ↑ زاهر الشهري، "الغش.. تعريفه ، مظاهره و مضاره"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.
- ↑ NHARI M barek، "ظاهرة الغش: انعكاساتها وآثارها على الفرد والمجتمع"، oujdacity، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.
- ↑ الدكتور عبد الحق حميش، "مخاطر انتشار الغش في المجتمع"، elkhabar، اطّلع عليه بتاريخ 24-4-2019.