بحث حول الغزو الثقافي

الغزو الثقافي

ظهر الغزو الثقافي حديثًا، يعرّف بأنه مجموعة من الجهود المبذولة من قِبل أمة أو دولة معينة لغرس آراء وأفكار وتوجهات معينة في دولة أخرى، أو اللجوء للتأثير عليها لاتّباع مسار أو طريق معين، ويصنّف الغزو الثقافي قبل الغزو العسكري من ناحية الخطر؛ يعود ذلك إلى أن هذا الغزو يسلك ويتّبع طرق خفية وسرّية في مراحله الأولية، مما يعني أن الدولة المتعرضة لهذا الغزو لا تكتشف ذلك، ولا تمتلك الاستعداد أو الجاهزية للوقوف في وجه هذا الغزو، وينتج عن هذا الأمر ضعف الدولة من الناحية الفكرية وسهولة غرس الأفكار السلبية فيها، بالإضافة للاستعداد لتنفيذ أوامر الدول الأعداء عن طريق محبة ما تحبه وكره ما تكرهه.

يمكن وصف هذا الشكل من أشكال الغزو بالداء، هو أشبه ما يكون بالعضال، فهو يفتك ويفتت الأمم ويميت شخصيتها، كما يساهم في تدمير الحضارة والأصالة الخاصة فيها، إضافةً إلى ذلك يضعف من قوتها وهيبتها أمام العالم، ومن أخطر ما يكون بعد الإصابة بهذا المرض هو صعوبة العلاج لأفراد الدولة أو الأمة المصابة.[١]


الأساليب المتّبعة للغزو الثقافي

يتخلل الغزو الثقافي ويجتاح المجتمعات بطرق وأساليب عديدة، ومن أبرز هذه الأساليب هو العمل على إضعاف أساسات ومكونات المقاومة في الدولة المراد غزوها، وإبطال كل أنواع المقاومة وسبل الوقوف في وجه هذه التحديات كالدوافع الدينية والوطنية في نفوس الأفراد، وجدير بالذكر أن الأساليب المتّبعة لنجاح هذا الغزو تهتم دومًا وتركز على إضعاف الروح داخل الأمة بل وهدم الاعتزاز بالهوية الوطنية والتلاعب في ثقة الأمة بنفسها، ويسمى هذا الجانب بالجانب الروحي أو النفسي والعقلي، وهو أبزر نقاط الاستهداف لدى الغزو الثقافي، وليس غريبًا أن يكون الهدف في وقتنا هو إبطال هيبة الشباب وتكريس كافة السُبل لصبغهم بالصبغة الأجنبية البحتة بعد العلم والدراية بدور الشباب في مقاومة مثل هذه الأشكال من الغزو.[٢]


حلول مقترحة لمواجهة الغزو الثقافي

فيما يأتي بعض الحلول المقترحة لمقاومة مثل هذه الأشكال من الغزو، ومنها:[٣]

  • تمكين التربية الإسلامية العربية : تُعد التربية الإسلامية الصحيحة أحد أهم وأولى الحلول المقاومة الغزو الثقافي، وتأتي هذه التربية من الصغر منذ زراعة القيم الإسلامية في نفوس الأطفال، ثم يأتي الدور الخاص بالأهل القائم على التنشئة والترسيخ لهذه القيم في مراحل العمر المختلفة، ويكون ذلك من خلال طرح المواقف الإسلامية والشخصيات العظيمة التي ساهمت حماية الأمم ونشر الأحكام الدينية في مختلف بقاع الأرض.
  • تدخل الدولة : يظهر دور الدولة في مواجهة مثل هذا التحدي من خلال التكاتف والتعاون في سبيل تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال إنشاء الندوات والمحاضرات الشبابية الهادفة، وتصوير الأفلام والمسلسلات والحلقات التلفزيونية الخاصة بتوعية الأطفال والشباب لمخاطر مثل هذا الأمر وطرق الوقاية منه.
  • تفعيل دور الفقهاء والعلماء : لا يقتصر دور العلماء والفقهاء على رجال الدين فقط، وإنما على كل من له القدرة على تزويد المجتمع بالقيم الحسنة والإسلامية التي من شأنها التصدي للغزو بكافة أشكاله وأهمها الثقافي.


المراجع

  1. "مفهوم الغزو الثقافي او الفكري .. المخاطر والحلول"، alkawthartv، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2019. بتصرّف.
  2. "الشباب والغزو الثقافي: واقع ونتائج"، sasapost، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2019. بتصرّف.
  3. "مخاطر وحلول الغزو الثقافي الغربي"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 11/6/2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :