أينشتاين
يُعد العالم الفيزيائي أينشتاين من أهم العلماء الذين أحدثوا ثورة بالفكر العلمي، وولد هذا العالم في ألمانيا وتحديدًا في أولم فورتمبيغ، وكان ذلك سنة 1879 وأصله يهودي، واسم والده هيرمان أينشتاين، ووالدته بولين أينشتاين، وبعد قدوم أينشتاين بسنة واحدة فشل عمل أبيه، ودفعه ذلك إلى الانتقال بعائلته إلى منطقة ميونخ من أجل البدء بعمل تجاري جديد، وذهب برفقة شقيقه جايكوب، وأُطلق على الشركة اسم (أيمشتاين أند سي)، واختصت هذه الشركة بتصنيع المعدات الكهربائية.[١]
وفي مدينة ميونخ رُزق أينشتاين بأخت اسمها (ماجا)، وكان ذلك عام 1881 للميلاد، وكان بينهما سنتين، ونشأت علاقة قوية بين أينشتاين وشقيقته، واستمرت هذه العلاقة القوية لآخر حياتهما، وفي عام 1885 التحق ألبرت أينشتاين بمدرسة ابتدائية بميونخ، وكانت هوايته العزف على الكمان وذكر بأنه كان يحب سماع الموسيقى الكلاسيكية، وبالرغم من هذا أحس بغربة كبيرة، ولم يجد ذاته بهذا المجال، فقد كانت لديه صعوبة بالنطق، إذ نطق الكلام بسلاسة بعمر متأخر مقارنة بالأطفال الآخرين، وعندما بلغ أينشتاين الخامسة من عمره أصبحت تدور في ذهنه أسئلة كثيرة، منها كيف بإمكان البوصلة التغير إلى ناحية معينة على الرغم من أنها إبرة لا غير.[١] وفي بداية حياة أينشتاين شعر أهله بالقلق عليه، فهو لم يتكلم قبل عمر الثالثة الأمر الذي خلف انطباعًا غير جيد عند والديه عنه، وكان يراه المعلمون في المدرسة والجامعة طالبًا كسولًا غبيًا لن يُحقق أي شيء في حياته، غير أن الحقيقة غير ذلك فلم يكن كسله سوى مللًا من طريقة التعليم المعتمدة على حفظ الحقائق، وحفظ التواريخ التي تُشعره بالملل، فهو يميل إلى التفكير وتقصي الحقائق للوصول إلى أجوبة عن الأسئلة التي تدور في خلده.[١]
إنجازات أينشتاين
عمل ألبرت أينشتاين في مكتب لبراءات الاختراع، وهناك كان يملك وقتًا كبيرًا ليتعمق بأفكاره التي كانت تدور في ذهنه خلال فترة دراسته، وطوّر نظرياته التي جمعها لاحقًا باسم النطرية النسبية،[٢] عرض أينشتاين أربعة أوراق بحثية بمجلة فيزيائية شهيرة اسمها (Annalen der Physik) وكان ذلك سنة 1905، وتحدثت أوراقه المنشورة عن التأثير الكهرضوئي، والنظرية النسبية، والحركة البراونية، والعلاقة بين المادة والطاقة، وأدى ذلك إلى فتح أبواب جديدة بعالم الفيزياء، وعرض في ورقته الرابعة ما توصل إليه من العلاقة المشهورة المرموز لها ب (E=mc2) أي أن (الطاقة = الكتلة في مربع سرعة الضوء)، وقوله باستطاعة تغيير جزيئات صغيرة من المادة إلى طاقة عظيمة، وهذا الاكتشاف كان بداية تطور الطاقة الذرية.[٢]
أتم ألبرت أينشتاين نظريته النسبية العامة في شهر أكتوبر من سنة 1915، وأعطت النظرية النسبية مجالًا للتفسير، والتوقع بأدق مدارات الكواكب حول الشمس، والطريقة التي تعمل بها قوى الجاذبية، وتحقق من تلك الفرضيات عن طريق الملاحظة، والقياسات عالم الفلك السير فرانك دايسون، وعالم الفلك السير آرقر إدينغتون، وهما بريطانيا الجنسية، وحدث ذلك أثناء حصول كسوف للشمس سنة 1919، حينها اعترف العالم أجمع بأينشتاين كأيقونة علمية.[٢] ونال أينشتاين جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1921، غير أنه لم يستلمها إلى السنة التالية بسبب عدد من الأمور البيروقراطية، إضافة إلى أن أفكاره المرتبطة بالنظرية النسبية كانت في موضع شك واستفهام، وقد نال الجائزة بسبب تعليله للتأثير الكهرضوئي، ولكنه تكلم أيضًا عن النسبية خلال خطابه الذي عرضه بعد استلام الجائزة، وخلال تطوير أينشتاين النسبية العامة وصل أينشتاين إلى فرضية مفادها أن الكون بحالة ثابتة، والغريب أنه عارضها بذاته بعد مِضي الوقت قائلًا أنه من الممكن أن يكون الكون بحالة من التوسع، وأكد كلامه الفلكي إدوين هابل بعد رؤيته لأينشتاين بمرصد جبل ويلسون القريب من مدينة لوس أنجلوس، وكان ذلك سنة 1930.[٢]
خلال سفر أينشتاين لنشر نظرياته كان أدولف هتلر قائد الحزب النازي يحصل على النفوذ بألمانيا من خلال التحريض، والعنف مُستغلًا بذلك حالة اليأس والإحباط التي كانت سائدة بالبلاد بعد أن خسرت في الحرب العالمية الاولى، ونجح الحزب بالتأثير على عدد لا بأس به من العلماء الذين أطلقوا على إنجازات أينشتاين اسم (الفيزياء اليهودية)، وكانت نتيجة التحريض خروج اليهود من الجامعات، ومن المناصب الحكومية، وكان ألبرت أينشتاين هدفًا للقتل، تولى أينشتاين سنة 1933 مركزًا بمعهد الدراسات المتقدمة بمنطقة برينستون في نيوجرسي، وقد عاش ما تبقى من حياته هناك، ولم يعد إلى ألمانيا بتاتًا، وقد هرب الكثير من العلماء إلى أمريكا بسبب خطر النازيين، فقد شعروا بخوف كبير بسبب تفكير النازيين بصنع سلاح نووي، وفي سنة 1939 كتب أينشتاين مع صديقه العالم الفيزيائي أيضًا (ليو زيلارد) رسالة موجهة للرئيس الأمريكي (فرانكلين روزفلت) تتضمن تحذيرًا له من سعي ألمانيا للحصول على قنبلة نووية، ومُشجعين لحصول أمريكا على سلاح نووي، وأدت هذه الرسالة إلى بدء أمريكا بمشروع مانهاتن.[٢]
انتشر اسم أينشتاين في أمريكا ونجح بها، وهذا أدى إلى إقامته بها إقامة دائمة والحصول على الجنسية، وتبرع في الحرب العالمية الثانية بالنقود للبحرية الأمريكية من وراء بيع مخطوطات يصل ثمنها لملايين الدولارات بالمزاد العلني، وبعد أن استعملت القنبلة النووية بمنطقة هيروشيما لعب أينشتاين دورًا كبيرًا بالحد من استعمال القنابل النووية، وفي العام التالي شكّل برفقة صديقه زيلادر لجنة طارئة تضم علماء الذرة، وانضم أينشتاين كعضو بالرابطة الوطنية لتقدم ملوني البشرة، فقد لاحظ الشبه بالمعاملة بين اليهود بألمانيا والأفارقة بأمريكا، ووصف تلك المعاملات بالعنصرية المريضة، وذكر ذلك بخطاب ألقاه في جامعة لينكولن سنة 1946، اهتم أينشتاين بعد انتهاء الحرب بإكمال ومتابعة المواضيع الرئيسية للنظرية النسبية كالثقوب الدودية، ووجود الثقوب السوداء، وإمكانية السفر خلال الزمن، وتكون الكون، ولهذا السبب انعزل عن الفيزيائيين الذين انشغلوا بالاهتمام بالفيزياء الكمومية، وفي سنوات حياته الأخيرة ابتعد ألبرت أينشتاين عن الأضواء، واكتفى بالبقاء في برينستون والعمل برفقة زملائه.[٢]
دماغ أينشتاين
عندما مات أينشتاين شُرّح دماغه من قبل علماء الدماغ، وعمدوا إلى قياس أبعاده ووزنه، وأرسلوا منه عينات إلى المختبرات بكافة أنحاء العالم، وأقرت البحوث بأن دماغه مرصوصة خلاياه العصبية بصورة غير طبيعية، وهذا جعله يتعامل مع المعلومات بسرعة كبيرة، إضافة إلى أن الأماكن المسؤولة عن معرفة المكان، والتفكير الرياضي أكبر من طبيعتها، ويوجد ما بقي من دماغ أينشتاين بمتحف في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت رباب أحمد، "معلومات عن العالم البرت اينشتاين "، سحر الكون، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح "من هو ألبرت أينشتاين - Albert Einstein؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ↑ "سبع حقائق قد لا تعرفها عن البرت آينشتاين"، BBCعربي، 2016-2-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.