معنى إسم الرخاء

معنى اسم الرخاء

تدل كلمة الرخاء باختصار على السعة في العيش، ومعنى السعة في العيش توفير كل ما يحتاجه الإنسان من ضرورات أساسية في الحياة التي قد توفر له، إلى أن فاضت الضرورات، وانتقل الإنسان من خانتها إلى خانة الكماليات، وأخذ يتنوع فيها ويتخير، معتمدًا في ذلك على الرخاء في حياته، ونعومتها، وسهولتها، واكتمالها وامتلائها، فالرخاء بتعريف آخر أكثر وضوحًا، يعني أن سكان بلد ما، لا يعانون مشقة وتعبًا في العيش، ولا تقبع نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر، ولا يعيش بعضهم في معسكرات للنزوح، أو في خيام طارئة، كما يعني ذلك الرخاء، أن هذا البلد صاحب الحياة اللينة، بلد يجذب أناسًا آخرين من الذين لا يجدون حياة لينة أو رخاء في مكان سكنهم، ولا يعني تكدس الكفاءات والشباب في الموانئ والمطارات، فرارًا من بلاد الرخاء المزعوم، وتقول قواميس اللغة في معنى كلمة رخاء : "الرخاء هو سعة العيش وحسن الحال"، ويقول: (ر خ و)، والمصدر (رَخَا)، "يَعِيشُ في رَخَاءٍ": أي فِي سعة عيش، وهَنَاءٍ، ورَفَاهِيَة، ويُقال "عَمَّ الرَّخَاءُ البِلاَدَ"، و"اُذْكُرِ اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَذْكُرْكَ فِي الشِّدَّةِ "، هذا في قواميس اللغة التي تأخذ المعنى من الحياة، أما في الحياة نفسها، فالمعنى تجده في بلاد ما، ليس هناك مجال في تفكير سكانها لإثارة سؤال من هذا المعنى، لأنه واقع الحال، كما أنه ليس من طبيعة حكامها الأذى والمنّ بما هو أصلًا حق مستحق لمواطنيها، هناك تجد المعنى. [١]


الرخاء والشدة

ورد في الحديث الشريف أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن سرَّه أن يستجيبَ الله له عند الشدائد والكرب، فليكثر الدعاء في الرخاء" [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث: سنده صحيح]، فالدعاء نعمة كبيرة، ومنحة جليلة، تكرّم بها ربُّنا جل وعلا علينا عندما أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإثابة والإجابة، فشأن الدعاء شأن عظيم، ومنزلته رفيعة في الدين، فما استُدْفِعت النقم بمثله، ولا اسْتُجْلِبت النعم بمثله، والدعاء عبادة لله سبحانه وتعالى، وتوكُّل عليه، ومحبوب عند الله عز وجل، والدعاء سبب كبير لانشراح الصدر، وانفراج الهمّ، ودفع غضب الله تعالى، والدعاء مَفْزَع للمظلومين، ومآل المستضعفين، واطمئنان الخائفين، ثم إن ثمرة الدعاء أكيدة، وذلك إذا أتمّ الداعي آداب الدعاء وشروطه، فإما أن تُعَجَّل له الدعوة، وإما أن يُزاح عنه من السوء مثلها، وإما أن تُؤجل له في الآخرة، فما أشد الحاجة إلى الدعاء، وقال الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" [غافر:60]، وقال عز وجل: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" [البقرة:186]، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "من سرَّه" مأخوذ من السرور، وهو انشراح الصدر مع لذة فيها طمأنينة النفس عاجلًا، "أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب"، جمع كُرْبَة، وهي همّ وغَمٌّ يأخذ بالنفس لشدته، "فليكثر الدعاء في الرخاء"، أي في حال الأمن، والرفاهية والعافية، لأنَّ من صفات المؤمن الشاكر الحازم أن يَرِيشَ السهامَ قبل رميها، ويلتجئ إلى الله تعالى قبل الاضطرار، قال الله سبحانه وتعالى: "وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا" [الزمر:8].[٢]


الرخاء في القرآن الكريم

يُقال في تفسير قول الله تعالى"فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ" [ص:36]، يقول الله تعالى ذكره: "فاستجبنا له دعاءه، فأعطيناه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ) مكان الخيل التي شغلته عن الصلاة (تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً) يعني: رِخوة لينة، وهي من الرخاوة"، كما حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: "ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا عوف، عن الحسن، أن نبي الله سليمان صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لما عرضت عليه الخيل، فشغله النظر إليها عن صلاة العصر حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ فغضب لله، فأمر بها فعُقرت، فأبدله الله مكانها أسرع منها، سخر الريح تجري بأمره رُخاء حيث شاء، فكان يغدو من إيلياء، ويقيل بقزوين، ثم يروح من قَزْوين ويبيت بكابُل".[٣]


المراجع

  1. "في معنى الرخاء"، sudanile، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-26. بتصرّف.
  2. "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-26. بتصرّف.
  3. "فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ "، quran.ksu، اطّلع عليه بتاريخ 2019--7-26. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :