عصر المماليك
حكم المماليك مصر والعراق وبعض المناطق من بلاد الشام في الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر إلى الرابع عشر، ولقد تميزت فترة حكمهم بالعديد من الاختلافات والتذبذبات على مستوى التقدم، فقد ازدهرت على يد بعض الحكام ولاقت الكساد والتقهقر على يد بعضها الآخر، وسنتناول فيما يلي أهم الجوانب التي تميز بها الحكم المملوكي في تلك الحقبة:
- تمثل الاهتمام الديني بإنشاء العديد من الكنائس ومدارس العلم وحلقات الفقه والتكايا التي تُعنى بتدريس الطلبة والاهتمام بهم على المستوى العلمي والديني.
- انتشر الفن العمراني بشكل واضح في الكثير من المدن مثل ميدان القاهرة العظيم ومسجد القلعة وقناطر السباع والقصر الأبلق وبستان باب اللوق وغيرها.
- اهتم المماليك بمختلف أنواع الفنون الإبداعية ومنها فن النحت على الخشب وصنع الأسقف الخشبية وورسم الحشوات، وصناعة المشربيات والشبكيات، والفن الأدبي من قول الشعر والقصائد النثرية واستخدام الألفاظ التعبيرة والصور الفنية الغاية في الإبداع[١].
الشعر في عصر المماليك
يعد الشعر من أهم الفنون العربية الذي تميزت به كافة الحضارات العربية على مختلف السنوات، إلا أنه كان يأخذ طابعًا وسمةً مختلفة بحسب العصر وذلك تأثرًا بالحياة السياسية والاجتماعية والدينية، ولقد تقاطع الشعر المملوكي مع الواقع بشكل ملموس وواضح، إذ انطلق الشعراء إلى معالجة القضايا الراهنة من خلال فن الكلمة الشعرية عبر تقديم صور فنية وتخيلية تُصاغ بأسلوب بسيط بعيدًا عن السطحية، كما كان واضحًا ارتباط الأشعار بالحالة العاطفية والحسية لدى الشعراء وكذلك استعمال الأسلوب التصويري والمعنوي الذي يعرض الشاعر من خلاله موقفه الخاص ورأيه من مسألة ما، ولقد تنوعت أغراض الشعر في العهد المملوكي فكان منها ما قيل للتهكم أو للشكوى أو للسخرية أو لإظهار المعاناة التي يعاني منها المجتمع في قالب جماعي، ومن أشهر وأبرز شعراء العصر المملوكي البوصيري، الباعوني، ابن مليك الحموي، الشاب الظريف، أبو الحسين الجزار، ابن الأبار البلنسي، السراج الوراق، ابن نباته المصري وغيرهم[٢].
خصائص الشعر في عصر المماليك
هنالك العديد من الخصائص والميزات التي اتسم بها الشعر المملوكي عن غيره من الأشعار، وفيما يلي سنوضحها بالتفصيل:
- الطباق ويعني الجمع بين متضادين اثنين في المعنى ولكنهما مختلفين في اللفظ، وهو ما اقترنت به المقابلة، ومن أشهر الشعراء الذي استخدموا هذا الأسلوب ابن الوردي.
- مراعاة النظير ويقوم على الجمع بين أمر معين وما يتفق معه ويناسبه في الكلام بالتقارب وليس بالتضاد وقد برع الشاعر مجير الدين بن تميم فيه.
- التورية وتعني الاعتماد على إيراد لفظ واحد ولكن له معنيان اثنان أحدهما ظاهر وقريب وغير مقصود وأما الآخر فبعيد وخفي وغير مقصود وقد كان من أشهر الأساليب التي تمزت بها أشعار العصر المملوكي وبرع فيه الشاعر الشاب الظريف.
- حسن التعليل ويعني إنكار الشاعر والأديب لشيء من الأشياء بشكل صريح أو ضمني، ثم الإتيان بعلة طريفة وبشكل أدبي يتناسب والغرض من قول الشعر ومن أبرز شعراه ابن نباته.
- الاقتباس ويعني تضمين عبارة مقتبسة من القرآن الكريم أو السنة النبوية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وقد برع به ابن نباته[٣].
- ↑ "الحضارة في عصر المماليك"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.
- ↑ "الشعر فى عصر المماليك والاشتباك بالواقع"، المجلة الثقافية الجزائرية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.
- ↑ " أبرز خصائص الشعر في العصر المملوكي"، الصدى نت، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-21.