الشاعر ابن زيدون

الشاعر ابن زيدون
الشاعر ابن زيدون

الشاعر ابن زيدون

ولد ابن زيدون في قرطبة الأندلس من أسرة تنتمي إلى بني مخزوم، واسمه الوليد أحمد بن عبد الله، نشأ ودرس على يد أبيه وعلماء وأدباء قرطبة، حفظ الكثير من الشعر والأخبار والحكم والأمثال والسير. امتلأت قرطبة آنذاك بالعلماء والأدباء، وقد كان أهلها يعيشون في رخاء، يحبُّون اللهو والطرب، وكان ابن زيدون خفيف الروح كثير الدُعابة، لديه ميلٌ للمجون، وبذلك يكون قد مثَّل أهل قرطبة في شخصه أحسن تمثيل، وكان له في مجالس قرطبة الأدبيّة والاجتماعية شهرة كبيرة، حتّى النساء كانت لهن بصمةٌ في تلك المجالس، حيثُ كان لبعضهنَّ منتدياتٌ أدبيّة، وقد تأثَّر الأُدباء بذلك فأخذوا يتنافسون لنيل الحظوة عند هؤلاء النساء. [١]


موهبته الشعريّة ودوره السياسي

كان لابن زيدون مكانة مرموقة وسط الشعراء في العصر الأندلسي، وكان لاتصاله بالعديد من الشعراء والأدباء وكبار الأعلام أثر كبير، هذا ما كان من الناحيّة الأدبيّة، أمّا من الناحيّة السياسية فلعب دورًا بارزًا، وقد كانت الفترة الّتي عاش فيها ابن زيدون من أكثر الفترات العصيبة في العصور الإسلاميّة، فقد شابها الفتن الكثيرة بين المسلمين، وفيما يلي استعراضٌ لموهبته الشعريّة ودوره السياسي:

موهبة ابن زيدون الشعريّة

  • أتقن أغراض الشعر العربي: تغنّى ابن زيدون بجميع أغراض الشعر العربي؛ كالغزل وقد ضمّن قصائد غزليّة كثيرة بولّادة بنت المُستكفي.
  • برع في شعر الفخر والرّثاء: رثا المُدُن خاصّة مدينة الزهراء الّتي قال فيها قصيدةً مشهورة، إضافةً إلى براعته في وصف الطبيعة الخلابة من حوله.
  • تولّى منصب الوزارة: كان أبو الوليد ابن جهور وليًا للعهد، وكانت بينه وبين ابن زيدون صداقة قويّة تجمعهما، فتولّى ابن زيدون منصب الوزارة وعَرَف عن ابن جهور العلم والفضل.
  • توليه لمنصب القضاء: فقد كان يحمل كل معاني العدل والحق والحزم ونصرة المظلوم.


دوره السياسي

  • دور ابن زيدون في فض الفتن: استعان الحاكم بابن زيدون لفض الفتن الّتي اعترت المدن الإسلاميّة في ذلك الوقت، فقد كان شديد التأثير بالشعب قولًا وفعلًا، وقد قُتِل العديدُ من المسلمين في تلك الفترة وكان من أبرزهم الخليفة الأموي، لذلك كانت الحاجة مُلحّة لابن زيدون.
  • إلغاء الخلافة الأمويّة وتأسيس الحكومة الجمهوريّة: وقد كان لابن زيدون دور كبير في إلغاء الخلافة الأمويّة وتأسيس الحكومة الجمهورية بمساعدة ابن جهور، فقد حرّك الجماهير من خلال شعره المُؤثر ومكانته العاليّة بين الناس، واستمرت العلاقة فيما بينهما قويّة حتى وشى به الوشاة وتدخلوا فيما بينهما، لتصل الأمور إلى حبسه، ومما زاد من حقد الشعراء عليه، أنّه كانت تجمع فيما بينه وبين ولّادة بنت المُستكفي قصة حُب، وهي الّتي أُغرم بها الكثيرون، وتنافس عليها لمُتنافسون.[٢]


أعمال ابن زيدون

لم يتألّق ابن زيدون في الشعر فقط وإنّما برع بالنثر والكتابة، فكان له إلى جانب ديوانه الشعري الّذي تركه وراءه رسائل شعريّة ونثريّة، صادرة عن تجارب وحوادث عاشها، وهذه الرسائل هي:

  • الرسائل الهزليّة: وهي رسائل كُتبت على لسان ولّادة وأرسلها ابن زيدون إلى ابن عبدوس الّذي كان ينافسه على حبّ ولّادة، ويتهكم بها عليه ويتشفّى منه ولعل ولّادة لم تكن على علم بذلك كله.
  • الرسالة الجديّة: وقد كتبها ابن زيدون إلى ابن جهور ليبرئ نفسه من التُهم الّتي نسبها إليه أعداؤه، فكان له عاطفة شعريّة جديدة كان الحبس سببًا فيها، مما أدى إلى رقّة خياله الشعري وإثارة آلامه.

وقد توفي ابن يدون في عمر الثامنة والستين عامًا، من بعد رحلة مليئة بالعطاء الشعري والأدبي، إضافة إلى فنون الشعر العربي فقد تميّز بجزالة اللفظ، والحس المُرهف.[٣]


المراجع

  1. "ابن زيدون"، الحكواتي-Arab Cultural Trust، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-17.
  2. "قصة حياة الشاعر الأندلسي ابن زيدون "، المرسال.
  3. "ابن زيدون شاعر الأندلس وأديبها"، قصة الإسلام، 2016-5-11، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-20.

فيديو ذو صلة :

506 مشاهدة