هلسنكي
تقع هلسنكي في إقليم أوسيما على ضفاف خليج فنلندا وهي عاصمة فنلندا وأكبر مدنها، وتعد مدينة إقليمية في شمال أوروبا وبحر البلطيق، وتحدها شرقًا ستوكهولم وغربًا سان بطرسبرغ الروسية وشمالًا مدينة تالين، ويبلغ عدد سكانها 631,695 نسمة؛ يتركَّز معظمهم جنوب البلاد بسبب برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة، كما يوجد فيها نسبة من المهاجرين القادمين من إفريقيا والصين وتايلند، وتنتشر بينهم البطالة أكثر من السكان الأصليين، وتعدّ هلسنكي أكبر مركز ثقافي وسياسي في فنلندا، وهي دولة ذات نظام جمهوري برلماني، وتعد اللغتان السويدية والفنلندية اللغتين الرسميتين في البلاد، وسمِّيت هلسنكي بهذا الاسم لعدّة نظريات منها نسبة إلى كلمة (هالس) السويدية، والتي تعني "رقبة" دلالةً على أضيق جزء من النَّهر بما يشير إلى المنحدرات الكثيرة فيها، ويوصف مناخ هلسنكي بكونه مناخًا قاريًّا معتدلًا يتأثر بتيّارات بحر البلطيق والخليج، وتصل درجات الحرارة في الصّيف فيها إلى 21 درجةً مئويةً تقريبًا بنهار طويل يصل إلى 19 ساعةً، أما شتاءً فتصل الحرارة إلى 20 مئويةً تحت الصفر، يصحبها نهار قصير يصل إلى ست ساعات، وتعد مدينة هلينسكي ذات أهميّة جغرافية كبرى فهي أقصى عاصمة من عواصم الاتحاد الأوروبي، وأقصى مدينة حضرية من الجهة الشمالية على الأرض، ويوجد فيها 70% شركات أجنبية عاملة، ونصبت من قبل المجلس الدولي لتكون عاصمة التصميم الصناعي لعام 2009 م[١].
السياحة في هلسنكي
تتميز هلسنكي بالمعالم السياحية الجاذبة للزوّار مثل، المتاحف والحدائق والمسارح والعديد من المعالم الأخرى والمباني ذات الأهمية المعمارية، كمبنى البرلمان ومبنى اليسكي وكاتدرائية هلسنكي وشارع وود فاليلا ومركز اليكسانتيرينكتو وقصر البلور ومبنى الحكومة ومبنى جامعة هلسنكي وحي الحفلات الموسيقية وقصر التنس واستاد التجديف والسباحة، بالإضافة إلى مسرح دارين للأوركسترا وأوركسترا هلسنكي الفيلهامونيك الشهيرين بحفلاتهما الموسيقية المميّزة، ومن أبرز المعالم السياحية التي سنسلط الضوء عليها في هلسنكي ما يلي[٢]:
- سوق كابتوري: هو السوق الأكثر شهرةً في البلاد؛ إذ إنّه يضم العديد من المنتجات المعروضة للبيع، كاللحوم الطازجة والمنحوتات وجلود الرنة.
- حصن سوومنلينا: الذي يقع على ست جزر، بني من قبل السويديين للحماية من الغزو الروسي، واستخدم كقاعدة بحرية للسفن.
- مدينة ملاهي لينانماكي: تحتوي على مجموعة مختلفة من الألعاب، مثل السقوط الحر وركوب الخيل والألعاب الدوارة، بالإضافة لانتشار العديد من المطاعم فيها.
- متحف سيراساري: هو متحف ضخم في الهواء الطلق، فيه آثار يعود تاريخها لعشرين قرنًا، وهو يقع على جزيرة من جزر هلسنكي.
- متحف كياسما: هو جزء من المتحف الفنلندي الوطني، أنشئ ليبرز الفن الفنلندي المعماري المعاصر، ويُعدّ أحد معالم الهندسة المعمارية الحديثة في فنلندا، وقد صممه المهندس المعماري الأمريكي ستيفن هول.
- متحف أتينيوم للفنون: هو المتحف الوطني الفنلندي للفنون ويوجد في القسم الجنوبي من ميدان محطة هلسنكي، ويسمى بأتينيوم باسم المبنى الذي يقع فيه، ويضم الموقع أيضًا أكاديمية الفنون الفنلندية، ويرجع تاريخ الانتهاء من بنائه إلى سنة 1887م على يد ثيودور هويجر، ويعرض المتحف مجموعة هامة من أبرز الأعمال الفنية الفنلندية بالإضافة إلى مئات الأعمال الأخرى لفنانين عالميين مثل فان جوخ، ويمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة عدة منحوتات لنحاتين فنلنديين معروضة ضمن قاعة النحت.
- كنيسة الصّخور: التي توجد شمال منطقة هيتانيمي، صممها تيمو وتومو سومالنين في أواخر الستينات من القرن العشرين، ولقد نحت الجزء الداخلي للكنيسة تحت الأرض؛ إذ كان النحت مباشرة في الصخور الصلبة، وتعتمد الكنيسة نظام إنارة طبيعي؛ إذ تتسلل أشعة الشمس إليها من خلال قبتها الزجاجية التي ترتفع عن الأرض ثلاثة عشر مترًا، وهي مصنوعة من النحاس والزجاج والخرسانة، وتستخدم كنيسة الصخور أيضًا لإقامة الحفلات الموسيقية.
- كنيسة كامبي كبل: وهي مبنى خشبي يحيط بها العديد من الأسواق.
- المتحف الوطني الفنلندي: يرجع تاريخ بنائه إلى سنة 1912، وهو من أبرز معالم هيلسنكي، وهو المكان الأبرز للتعرف إلى تاريخ البلاد وثقافتها من خلال عرض الأزياء التقليدية والقطع الأثرية ولوحات جدارية وأفلام وثائقية تكشف مراحل تاريخية متعددة عرفتها فنلندا.
- كاتدرائية أوسبنسكي: تعد تحفة هندسية ومعمارية فريدة، وهي تقع قرب ميناء هيلسنكي، وهي كنيسة أرثوذكسية تضم عدة أبراج و13 قبة ذهبية ويستمتع زوارها بزخارفها الذهبية الجميلة ومعمارها الفريد.
العادات والتقاليد في فنلندا
يقبل الملايين من السياح على زيارة فنلندا للاستمتاع بمعالمها السياحية والتعرف أكثر إلى ثقافتها وتاريخها، ومن مميزات هذه الدولة[٣]:
- الثقافة الفنلندية التي تمتزج فيها الكثير من العادات المحلية بالتقاليد الأوروبية، ويرجع ذلك إلى تأثر فنلندا بالمجتمعات الروسية والسويدية إضافة إلى سكان البلطيق، وتتميز الثقافة الفنلندية بكونها ما تزال مبنية على سبل العيش التقليدية وتقاليد المساواة، ويمكن للزائر أن يلاحظ بعض الاختلافات عند تنقله من منطقة إلى أخرى في فنلندا.
- الشعب الفنلندي مثل غيره من الشعوب الأوروبية شعب متحضر ليبرالي ينقسم إلى مجموعات فرعية أصغر حسب اللهجة، وينتمي أكثر من 72.8 بالمئة من الفنلنديين إلى الكنيسة الإنجيلية اللوثرية.
- المهرجانات والتقاليد مناسبات اجتماعية ووطنية يحيي فيها الفنلنديون احتفالاتهم الخاصة ويمارسون الطقوس الخاصة بكل مناسبة، ففي عشية عيد الميلاد يتبادلون الهدايا، وفي يوم السبت المقدس أو يوم الأحد يتنقل الأطفال بين المنازل وهم يقدمون النرجس ويحصلون في المقابل على الحلوى، ويعد الإقبال على الساونا أمرًا تقليديا ومألوفًا للغاية في فنلندا؛ إذ إن غرف البخار الجافة تحظى بشعبية كبيرة للغاية في البلاد وهي عادة ضاربة في القدم يرجع تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف سنة.
- تشتهر فنلندا بإرثها الثقافي العظيم الذي تمتزج فيه عدة ثقافات فرعية، ويمكن تمييزها عن بعضها حسب اللغة؛ إذ تعد الفنلندية الناطقة بالسويدية أكبرها، ويحظى الفنلنديون الناطقون بالسويدية بجريدة يومية سويدية في هلسنكي كما يعد حزب الشعب السويدي جزءًا هامًا من ثقافتهم، كما يوجد مجموعات أخرى تنتمي إلى الشعب السامي ما تزال تعيش حياة بدوية تشبه حياة الغجر الذين عاشوا في البلاد منذ القرن السابع عشر.
الاقتصاد في هلسنكي
تعد العاصمة الفنلندية هلسنكي واحدة من أغنى العواصم الأوروبية؛ إذ تبلغ مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بحوالي الثلث، ويعتمد اقتصاد المدينة بالأساس على قطاع تكنولوجيا المعلومات وتطوير الشركات الناشئة المعنية بوسائل الاتصال الحديثة وإنتاج الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الذكية، بالإضافة إلى قطاع الخدمات المرتبطة بالقطاع العام مثل تطوير البنية التحتية وإنشاء المراكز الثقافية والتعليمية والرياضية، كما يستقر بها عدد كبير من شركات الشحن المعنية بنقل البضائع برًا وبحرًا وجوًا من وإلى البلاد وما جاورها، والتي تؤمن الوظائف لعدد هام من العمال والموظفين، ويشهد وسط المدينة إقبالًا شديدًا من المستثمرين ورجال الأعمال لإتمام الصفقات التجارية وإنجاز المشاريع المختلفة، ومن الجدير بالذكر أن فنلندا بلد تنموي يضع خطة تصاعدية للبناء؛ بحيث يضخ الأموال والأرباح في القطاعات الاستثمارية المهمة في الدولة وأبرزها قطاع التعليم فقد حصلت فنلندا على مركز متقدم لكونها الأفضل من حيث التعليم المدرسي للعام السابق 2018م[٤][٥].
المراجع
- ↑ "Helsinki", britannica, Retrieved 2019-11-12. Edited.
- ↑ "17 Top-Rated Tourist Attractions in Helsinki & Easy Day Trips", planetware, Retrieved 2019-11-12. Edited.
- ↑ "The Culture, Customs, And Traditions Of Finland", worldatlas, Retrieved 2019-11-12. Edited.
- ↑ "Helsinki Economy", helsinki, Retrieved 2019-11-12. Edited.
- ↑ "Economy", administration information statistics Research, Retrieved 2019-11-12. Edited.