مدينة لفيف
تقع مدينة لفيف في الناحية الغربية من جمهورية أوكرانيا، تحدها فولين من الجهة الشمالية، وزاكارباتيا من الجهة الجنوبية، وتيرنوبل وإيفانو فرانكيفسك من الجهة الشرقية، و بولندا من الجهة الغربية، وتعدّ لفيف كبرى مدن غربي الجمهورية، فيما تحتل الترتيب السابع بين أكبر مدن جمهورية أواكرانيا قاطبة، وتتربع على مساحة جغرافية قدرها 21.833 كيلو متر مربع، وهو ما يساوي 3.61% من مساحة أوكرانيا الكلية، وتجدر الإشارة إلى وجود 3 جامعات هامة في المدينة وهي؛ جامعة لفوف الطبية الوطنية، وجامعة لفوف الوطنية البوليتكنيك، وجامعة لفوف الوطنية باسم ايفانا فرانكو، وفيها 8 مؤسسات أكاديمية علمية، وما يزيد عن 40 مركز بحث.
تأسست المدينة بادئ ذي بدء سنة 1200م إبان فترة حكم ملك ولاية هاليتش فولهينيا المدعو دانييلو هاليتسكي؛ وذلك تكريمًا لابنه ليف، وبعد وفاة ملك الولاية اتخذ الابن ليف مدينة لفيف عاصمة لولاية هاليتش فولهينيا، وبذلك أصبحت العاصمة الثقافية للأراضي الأوكرانية الغربية، ثم أصبحت عاصمة مملكة الروس إبان الفترة الممتدة بين عامي 1272-1349م بعد أنا غزاها الملك كازيميز الثالث، وبحلول عام 1434 أصبحت العاصمة الإقليمية للروثينية فويفوديشيب في بولندا، وبعد تقسيم الأخيرة عام 1722م أصبحت لفيف عاصمة مملكة هابسبوغ غاليسيا ولومريا، وعقب انتهاء الحرب العالمية الأولى وتحديدًا عام 1918 أصبحت عاصمة غرب جمهورية أوكرانيا الشعبية، أما عقب الحرب العالمية الثانية فقد أصبحت جزءًا من الاتحاد السوفييتي، ثم استقلت عام 1991م.[١][٢]
السياحة في لفيف
تزخر مدينة ليف الأوكرانية بالكثير من المعالم الجذابة التي شكلت لبنة أساسية في تطوير وازدهار قطاع السياحية في المدينة، ومن أبرز معالمها ما يأتي:[٣][٤]
- مسرح لفيف للأوبرا والباليه: يعود تاريخ بنائه إلى عصر النهضة وتحديدًا عام 1900م، شُيّد على الطراز المعماري الخاص بدار الأوبرا في فيينا، ويرتبط بناؤه بحادثة طريفة؛ لأن المهندس المعماري الذي بنى المسرح حاول الانتحار بعد عام من بنائه جرّاء وصول المياه الجوفية لنهر بلوتفا إلى أساس المسرح، ولكن الغريب أن المبنى ما زال قائمًا حتى يومنا الحاضر، ويقدم العديد من العروض والمسرحيات المميزة.
- قصر بوتوكي: بني في القرن التاسع عشر الميلادي على الطراز الكلاسيكي الفرنسي، كان ملكًا لرجل أعمال من بولندا، إلا أنه أصبح موطن الحفلات والتنظيمات الاجتماعية الهامة إبان الحقبة السوفييتية، ويتميز القصر ببوابته الضخمة وديكوراته الراقية.
- قاعة المدينة: وتعرف باسم ساحة السوق، بنيت في القرن الرابع عشر الميلادي، وهي مكان تاريخي هام، فقد أدرجتها الجهات المختصة على قائمة مواقع التراث العالمي الخاص بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو.
- الحي الأرمني: يعدّ من أقدم أحياء المدينة، يتربع في الناحية الشمالية منها، سمي بهذا الاسم كونه مستقر الأرمن منذ القرن الثالث عشر الميلاد، فقد استوطنوا فيه وأسسوا كنائسهم ومدارسهم ومستشفياتهم وكل ما يلزمهم من مرافق وخدمات حياتية، وما زالت الكثير من المباني التاريخية التي تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي شامخة حتى الآن، ومن أشهر الكاتدرائية الأرمنية.
- الفناء الإيطالي: يعود تاريخ بنائه إلى عصر النهضة، يتميز بالهدوء التام إذ لا يصله ضوضاء المدينة، كان مملوكًا لرجل غني في لفيف، وقبل مئة عام من الآن تقريبًا اشترته السلطات المختصة وجعلته متحفًا رسميًا يحمل اسم الملك جانا الثالث، ويشهد حاليًا الكثير من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية، وغيرها.
- كاتدرائية دورميتيون: وهي خاصة بالمسيحيين الأرثوذوكسيين، بناها الشخص الغني صاحب الفناء الإيطالي ذاته، تحتوي على العديد من اللوحات التي تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، يرتفع جرس الكاتدرائية 66 مترًا في أعلى نقطة من البرج.
- الكاتدرائية اللاتينية: تقع في البلدة القديمة من المدينة، وتحديدًا في الناحية الجنوبية الغربية من ساحة السوق، بنيت بالأساس من الخشب عام 1344م، لكنها تعرضت لحريق هائل، فقام الملك كاسيمير الثالث بتأسيس الكاتدارئية اللاتينية على آثار الكنيسة المحروقة، واعتمد الطراز المعماري القوطي في هندسة البناء فأنتج تحفة معمارية بحق.
- قلعة التل: عبارة عن قلعة تاريخية قديمة تقع وسط المدينة، يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وظلت شامخة حتى القرن التاسع عشر، وقد عملت كمبنى عسكري وحصن دفاعي عن المدينة طوال المدة المذكورة، إلا أنها تعرضت للخراب وظلت بقاياها وأنقاضها شاهدة عليها، يؤمها السياح لإلقاء نظرة بانورامية على مدينة لفيف من الأعلى كونها مبنية على أعلى نقطة في المدينة، إذ يبلغ ارتفاعها 1.355 قدمًا فوق مستوى سطح البحر.
- شارع الحريات بروسبكت سافبودى: هو محور الحياة في المدينة، يحتضن تمثال القائد والشاعر الأوكراني تاراس تشفتشنكو، وتمثال الشاعر ابولندي آدم ميشويتز، بالإضافة إلى عدد من الحدائق الخضراء.
- متحف الصيدلة: افتتح في ستينيات القرن الماضي، يتكون من 16 قاعة عرض، يضم ما يزيد عن 3 آلاف تحفة وقطعة، بالإضافة إلى كتب مميزة ومجلدات ووثائق وأواني خزين قديمة وغيرها كثير.
- متحف لفيف آرسنال: هو متحف حربي يضم العديد من الأسلحة التي كان يستخدمها الإنسان القديم في العصور الغابرة، جمعتها الجهات المختصة من حوالي ثلاثين دولة مختلفة، وهو متحف الأسلحة الوحيد في الجمهورية قاطبة.
- متحف العمارة الشعبية: يوجد في الناحية الشمالية الشرقية من المدينة، يقدم للسياح تعريفًا مفصلًا عن السكان المحليين من حيث عاداتهم وتقاليدهم التي ما زالوا متمسكين بها، ويتجلى ذلك في السلالم الخشبية، والأرضية المصقولة، والمقتنيات الشعبية التي توحي بالأصالة والعراقة.
- المتحف التاريخي: يقع في قصر كورنياكت، تصميمه المعماري رائع وواسع، يحكي عن تاريخ المدينة من خلال عرض التماثيل واللوحات الفنية والأثاث، ويستقبل الزوار يوميًا عدا يوم الأربعاء.
أسباب شهرة لفيف كمدينة سياحية
توجد الكثير من الأسباب التي تدفع السياح لزيارة مدينة لفيف ومنها ما يأتي:[٥]
- الهندسة المعمارية الجميلة: تحتوي مدينة لفيف على الكثير من المباني التي ترجع لعصر النهضة وتعدّ مدينة لفيف من المدن التراثية القديمة فالتجول في شوارعها والتمتع بساحة السوق السابقة والجلوس في المقاهي الموجودة على شوارع المدينة في الهواء النقي من الأشياء التي تجذب السياح لها، وكل بناية موجودة بالمدينة لها واجهة مزخرفة تعبر عن عمرانها المميز، وهذا الأمر يجعل الكثير من الناس يرغب بالتمتع في النظر إليه وأخذ صور تذكارية له أيضًا.
- مهرجانات لفيف: تعد مدينة لفيف عاصمة للمهرجانات وتهتم بإقامتها في أي وقت، فهي مدينة تتميز بمناسباتها الثقافية التي تعرض مجانصا في الشوارع، ويمكن أن يصل عدد المهرجانات إلى 50 مهرجانًا كل عام، وكل مهرجان يعبر عن أحداث مختلفة ومتنوعة ومنها مهرجانات الطعام والفن والموسيقى والثقافة والتاريخ والتراث وغيرها الكثير.
- خضار المدينة: تعد لفيف واحدة من أهم المدن الخضراء الجميلة في كلّ أوروبا وتحتوي على أول حديقة عامة في أوكرانيا، كما أنها تضم 10 حدائق أساسية، وتعد حديقة ستريسكي بارك المكان المناسب للتنزه والتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة، وتمتاز بتضاريسها الخضراء وتتضمن فقرات ترفيهية منوعة.
- الأماكن الثقافية: يوجد في لفيف العديد من المراكز الثقافية منها 7 مسارح و49 متحفًا و20 معرضًا فنيًّا مختلفًا، كما أن المسارح تقدم العروض الموسيقية التي تتمتع بطابع درامي وتكون العروض بصورة يومية طوال الأسبوع، ويمكن للزوار مشاهدة الحفلات والعروض في دار أوبرا لفيف وهي تحفة معمارية أسست على طراز النهضة الحديثة وهي من أهم دور الأوبرا في كل أوروبا.
- الخدمات والفنادق الممتازة: تتميز لفيف ببنيتها التحتية القوية والمطورة والتي تمنح الزوار فرصة للتمتع بإقامة مريحة، كما أنها تحتوي على مراكز للمعلومات والتي تساعد السائحين في الحصول على المعلومات اللازمة وتوفر لهم الخرائط المجانية للمدينة.
- رخص المدينة: إنّ قضاء عطلة في مدينة لفيف يعد قليل التكلفة نوعًا ما، خاصة في المعيشة والغذاء.
- كثرة المقاهي:تعرف مدينة لفيف باسم مقهى القهوة الأوكرانية، فهي توفر عددًا كبيرًا من المقاهي المحلية الجميلة والتي تعطي الزوار فرصة لتجربة القهوة أصلية الصنع وغيرها من أنواع القهوة العالمية، وخاصة القهوة التركية كما أنها تضم عددًا من المطاعم والتي تقدم مجموعة من الأطباق اللذيذة والمخبوزات والحلويات الشهية سواء كانت محلية الصنع أو مستوردة.
المراجع
- ↑ "مدينة لفيف"، nasukraine، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "مدينة لفيف"، kitangry، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.بتصرّف.
- ↑ "السياحة في اوكرانيا 8 من أبرز اماكن السياحة في لفيف اوكرانيا بالصور"، دليل أوروبا، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.
- ↑ "السياحة في لفيف المباني المعمارية الجميلة الغامضة"، المسافرون العرب، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2019.بتصرّف.
- ↑ رباب فاروق، "لماذا تعد لفيف وجهة سياحية مميزة في أوكرانيا ؟"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 20-4-2019.