محتويات
العرق
التعرّق ظاهرة فسيولوجيّة طبيعيّة وضروريّة للجسم من أجل الحفاظ على توازن درجة حرارته وتنظيمها، وتشمل عمليّة التعرّق إفراز سائل يتكوّن في أغلبه من الماء، و1% فقط من الملح والدّهون، ويبلغ متوسّط عدد الغدد العرقيّة حوالي ثلاثة ملايين غدّة تنتشر في أجزاء مختلفة من الجسم؛ مثل الوجه، والظّهر، وتحت الإبطين، واليدين، وأخمص القدمين، وقد يكون هناك زيادة في نسبة التعرّق في جسم الإنسان بسبب وجود عدة عوامل تحفّز إفراز العرق وتزيد من كميته فوق الحدّ الطبيعي لا بد من التنبّه لها لعلاجها، ويوجد نوعان من الغدد العرقيّة الأولى تُفرز العرق في جميع أنحاء الجسم، ويتميّز بكونه عديم الرّائحة وقليل الكثافة، بينما الغدد العرقيّة القريبة من بصيلات الشّعر مثل فروة الرأس، وتحت الإبطن، والفخذين تُفرز عرق أكثر سماكة له رائحة مميّزة، وبوجود البكتيريا في هذه الأماكن التي تتغذّى على العرق وتنتج فضلاتها فيه تنتج رائحة قويّة ومنفّرة تسبّب الكثير من الإحراج والمشاكل النفسيّة.[١]
إزالة بقع العرق من الملابس البيضاء
زيادة إفراز العرق تؤثّر على المظهر العام للجسم، إذ تُلاحظ كميّة العرق التي تظهر على الجسم والملابس خاصة في مناطق وجود الغدد التي تفرز العرق كالإبطين، وفي الكثير من الأحيان يترك العرق بعض الآثار على الملابس لا سيما البيضاء منها كبقع صفراء اللون عند جفافها يصعب إزالتها حتى مع غسل هذه الملابس بأفضل المساحيق، وهنا لابدّ من إيجاد حلول للتخلّص من هذه البقع وإزالتها تمامًا دون التسبّب بتلف الملابس، وتوجد العديد من الطرق غير التقليدية التي يمكن استخدامها للوصول لهذه الغاية:[٢]
- الماء البارد: من خلال فرك المناطق من الملابس التي تظهر عليها البقع الصّفراء بالماء البارد قبل وضعها في الغسّالة لتنظيفها كالمعتاد مع بقيّة الملابس دون أي محاذير، إلاّ من استعمال أي برنامج في الغسّالة يحتوي على الماء السّاخن؛ لأنّ هذا الأخير يرسّخ البقع الصفراء على الملابس البيضاء.
- أقراص الإسبرين: توضع الملابس البيضاء في الماء البارد وتغمر فيه تمامًا، ويضاف له نصف كوب من الماء الدّافئ المذاب فيه ثلاثة أقراص من الإسبرين، والهدف من الماء الدّافئ تسهيل إذابة أقراص الإسبرين فيه، أمّا ماء النّقع فيجب أن تكون باردة من الصنبور مباشرةً، وترك الملابس منقوعة لمدّة لا تقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات، إذ تخلص مكونات هذه الحبوب الملابس البيضاء من البقع وتفكك مكونات العرق التي تعلق بالملابس وتسبّب البقع الصّفراء.
- بيكروبونات الصّوديوم: وتعرف أيضًا باسم صودا الخَبْز المعروفة والمستخدمة في عمليّة صناعة الخبز، وطريقة استخدام بيكربونات الصّوديوم لإزالة البقع الصّفراء عن الملابس البيضاء سهلة وغير معقّدة، إذ تتلخّص بإذابة 4 ملاعق كبيرة من مسحوق بيكربونات الصّوديوم مع ربع كوب من الماء للحصول على عجينة طريّة متماسكة تفرك بها مناطق البقع باستخدام فرشاة صغيرة، وتترك لمدّة ساعتين أو حتى تجف تمامًا ثم تُشطف بالماء البارد، وبعد ذلك تُغسل بطريقة إعتيادية لتزول البقع بعد ذلك نهائيًا.
- الخل الأبيض: من خلال سكب القليل من الخل الأبيض مباشرةً على البقع الصّفراء، وفركها بلطف لتجنّب إتلاف نسيج الملابس، وتوضع بعدها مباشرةً في الغسّالة لتُغسل بالطريقة المعتادة في الماء البارد لتزول البقع تمامًا.
- اللّيمون: باستخدام عصير اللّيمون المضاف إلى الماء بنسب متساوية من كل منهما، وتحريك الخليط جيّدًا وسكبه على البقع مع فرك الملابس بلطف قبل وضعها في الغسّالة لغسلها كالمعتاد.
- الملح: وذلك بإذابة أربع ملاعق كبيرة من الملح في لتر من الماء السّاخن، وباستخدام إسفنجة مبلّلة بالمحلول الملحي تفرك بها البقع الصّفراء حتى تزول.
أسباب العرق
ينتج العرق نتيجة بعض المجهودات البدنيّة أو الإضطرابات النفسيّة والعاطفيّة، وهو أمر طبيعي ولكن البعض يعاني من زيادة نسبة التعرّق عن النّسبة الطّبيعيّة عند الأشخاص الآخرين، مما يُطلق عليه اسم فرط التعرّق، وتُقسم إلى نوعين لكل منها أسبابها الخاصّة بها، وفيما يلي توضيح أكثر:[٣][٤]
- فرط التعرّق الأساسي: تلعب العوامل الوراثيّة دورًا كبيرًا في التسبّب بهذا النّوع من فرط التعرّق، إذ يعاني البعض من زيادة كميّات التعرّق خاصّة في الوجه أو راحة اليدين وباطن القدمين بالظّروف الطّبيعيّة، وتزيد مع ارتفاع درجة حرارة الجسم أو عند الشّعور بالقلق أو التوتّر أو الإحراج والخجل، وعادةً لا يكمن خلف هذه الظّاهرة مشكلة صحيّة أو مرض، فكل ما هنالك أنّ الأعصاب المسؤولة عن إرسال إشارات عصبيّة من الدّماغ باتّجاه الغدد العرقيّة مفرطة النّشاط، مما يسبّب زيادة إفراز الغدد العرقيّة للعرق كاستجابة طبيعيّة لهذه الأوامر أو الإشارات العصبيّة في الظّروف الإعتياديّة دون بذل أي مجهود بدني أو انفعال عصبي، أو التعرّض لمصدر حرارة يرفع درجة حرارة الجسم، مع زيادة نسبة التعرّق كما ذكرنا عند التعرّض لأي من هذه المواقف.
- فرط التعرّق الثّانوي: ويكون بسبب تناول بعض أنواع من العقاقير التي يكون من آثارها الجانبيّة التأثير على الغدد العرقيّة بزيادة نشاطها، أو بسبب حالات طبيّة مرضيّة تؤثّر على الغدد العرقيّة بفرط نشاطها، ومن أبرز هذه الحالات الطبيّة المسبّبة لفرط التعرّق الثّانوي ما يلي:
- داء السكّري.
- الهبّات السّاخنة المرافقة لمرحلة انقطاع الطّمث والوصول لسن اليأس.
- اضطرابات الغدّة الدرقيّة المتثّل بفرط نشاطها.
- الأورام السرطانيّة الضّاغطة على الغدد العرقيّة.
- سرطان الدّم.
- الملاريا.
- نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
- انخفاض مستويات الغلوكوز في الدّم.
- التعرّض لنوبة قلبيّة.
- اضطرابات الجهاز العصبي.
- الحمّى.
- التهاب بطانة القلب الدّاخليّة.
- البدانة المفرطة.
- السُّل.
نصائح وعلاجات لفرط التعرّق
للتغلّب على مشكلة فرط التعرّق سواء أكانت طبيعيّة وراثيّة أو طبيّة، يُنصح باتّباع النّصائح والخيارات التّالية:[٥][٦]
- مضادّات التعرّق: وتعد الخيار الأوّل للتخلّص من مشكلة فرط التعرّق لا سيما تحت الإبطين، ويمكن الحصول عليها دون وصفة طبيّة من الصيدليّات أو المحال التجاريّة الموثوقة، وبعض الأشخاص يعانون من مشكلة فرط التعرّق بمستويات تفوق المعدّلات الطبيعيّة ما يضّطرهم لاستشارة طبيب جلديّة ليصف لهم مضادّات تعرّق أقوى من السّابقة، وهذه لا يمكن الحصول عليها إلاّ بوصفة طبيّة، وشاعت في الآونة الأخيرة أنّ مضادّات التعرّق تسبّب سرطان الثّدي، إلاّ أنّها تبقى ضمن نطاق الإشاعات المغلوطة التي ليس لها دليل علمي.
- الملابس الدّاخليّة القطنيّة: وهي مفيدة في لمنع التّعرّق تحت الإبطين، ويُنصح بارتدائها أسفل الملابس الخارجيّة لامتصاص العرق الزّائد من سطح الجلد، إلى جانب احتوائها على مسام ضمن نسيجها يسمح للبشرة بالتهوية الضّروريّة.
- مناديل منع التعرّق: تحتوي على مواد كيميائيّة تثبّط إنتاج الكولين الذي يحفّز إفراز الغدد العرقيّة للعرق، ويُنصح بعدم الفرط في استخدامها، إذ تكفي لمرّة واحدة يوميًّا ويفضّل قبل الخروج.
- جهاز منع التعرّق: يعد هذا الجهاز مثالي إذا كان فرط التعرّق في منطقة راحتي اليد أو باطن القدمين، والرّكيزة الأساسيّة لاستخدامه بوضع اليدين والقدمين في الماء ووضع وإضافة الجهاز له، فيقوم هذا الأخير بإصدار تيّار كهربائي منخفض الفولتيّة عبر الماء التي تعد موصلًا جيّدًا للتيّار الكهربائي إلى الجسم باتّجاه الغدد العرقيّة في اليدين والقدمين وتغلقهما مؤقّتًا، ولكن يؤخذ على هذا الجهاز أنّه يحتاج إلى فترة طويلة من العلاج، إذ قد يحتاج الشّخص إلى حوالي 10 جلسات كل منها تستغرق مدّة تتراوح ما بين 20 إلى 40 دقيقة، بواقع جلسة إلى جلستين أسبوعيًّا، ويمكن المحافظة على النّتائج الموقّتة لغلق الغدد العرقيّة بالاستمرار على هذا العلاج مرّة شهريًّا، أو مرّة أسبوعيًّا حسب الحالة وتوصيات الطّبيب المعالج.
- العقاقير الدّوائيّة: يلجأ الأطبّاء في بعض الحالات إلى وصف الأدوية التي توقف عمل الغدد العرقيّة في جميع مناطق الجسم، ويكون هذا العلاج مناسب للأشخاص الذين يتعرّقون بشدّة من فروة رأسهم وللنّساء في فترة انقطاع الطّمث، ولا يُنصح باستخدام هذه الأدوية للرّياضيّين أو الأشخاص الذي يتعرّضون لدرجات حرارة مرتفعة؛ لأنّ العرق في حالتهم يكون لتبريد الجسم وتوازن حرارته، وفي حال تناول هذه الأدوية قد لا يستطيع الجسم تخفيض درجة حرارته مما يؤثّر سلبيًا على الصحّة.
- حقن البوتوكس: وهي مناسبة لمنطقة ما تحت الإبطين، إذ يقوم بها طبيب الجلديّة في عيادته، ويستمر مفعولها لمدة سبعة أشهر،و يمكن تكرارها في حال رؤية نّتائج جيدة، إذ توقف حقن البوتوكس عمل الغدد العرقيّة وإيقافها عند إفراز العرق.
- الجراحة: وفيها يلجأ الطّبيب المختص لاستئصال الغدد العرقيّة بإزالتها جراحيًّا أو شفطها أو كشطها أو باستخدام تقنية اللّيزر.
المراجع
- ↑ "Sweating (Normal Amounts): Causes, Adjustments, and Complications", healthline, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "How to Get Rid of Sweat Stains: 11 Easy Solutions", rd, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ " Excessive sweating", mayoclinic, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "Hyperhidrosis 101: Types, Causes, Symptoms, and Treatment for Excessive Sweating", everydayhealth, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "HYPERHIDROSIS: DIAGNOSIS AND TREATMENT", aad, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "Sweaty Armpits", sweathelp, Retrieved 2019-11-8. Edited.