أين يوجد جامع الزيتونة

أين يوجد جامع الزيتونة

إذا ذهبت في سياحة إلى تونس الخضراء، وإذا مررت في شوارع وزقاق المدينة العتيقة في مدينة تونس العاصمة ستجد نفسك أمام معلمِِ تاريخيٍ إسلاميٍ كبيرٍ وعظيم جدًا، إذ إنه يتصدّرُ بوابة المدينة من الجهة المجاورة لمنطقة القصبة، إذ يوجد قصرُ الحكومةِ، ويعدّ جامع الزيتونة قلب منطقة شمال أفريقيا النابض، وهو منارة وأيقونة تاريخيّة مهمة جدًا في المنطقة وما حولها.[١]


جامع الزيتونة التونسي

بُني جامع الزيتونة في مدينة تونس من عام 116 هـجري، وقد بناه الوالي عبد الله بنِ الحباب وهو والي الخليفة هشام بنُ عبد الملك على أفريقيا، وهو الجامع الثاني بعد جامعِ عقبة بن نافع في القيروان، وتوجد مقولات ومصادر أخرى وهي الأقرب إلى الحقيقة تقول أن جامع القيروان قد بني في عام 79 هـجري، وقد نسب بناؤه إلى الفاتح حسّان بن النّعمان فاتح مدينَةِ تُونس وأفريقيا، وقد اهتمّ الأمراء والخلفاء في أفريقيا منذ قديم الزمن وقد اعتنوا كثيرًا بجامع الزيتونة، وقد كان جامع الزيتونة بمثابة جامع للصلاة وجامعة للعلم والتعلّم ؛ فقد تخرجت منه أعداد وأحشاد كبيرة من الفقهاء والمؤرخين، ومن العلماء، ورجال الدّين، والسياسة، والأدب، والفكر.

وقد تجاوزت شهرة جامع الزيتونة مدينة تونس وما حولها، فقد وصل صيته إلى جميع البلاد العربية والإسلامية؛ إذ إن العديد من المفكرين العرب عدّوه بمثابة المسجد الأزهر، والأموي، والقروين، وقد بُني جامع الزيتونة من الحجر والطوب، وأكثر ما يميزه هو قبة محرابه المزخرفة بالزخرفة التي تغطي كل ما يظهر من طوابقها الثلاث، وتتميز زخرفته بالدقة العالية والتي تعد من أهم النماذج الفريدة والمتميزة في العمارة الإسلامية في العصور الأولى.

لقد مرعلى بناء جامع الزيتونة أكثر من 1300 عام منذ بناء التوسعات والتحسينات والترميمات المختلفة من بدء عهده حتى وقتنا الحالي، وقد حافظ على عزّه وريعانه ليشهد كل المناسبات، ويكون الشاهد الوحيد على أصالةِ مدينة تونس في الإسلام منذ مئات السنين والقرون .[٢]


سبب تسمية جامع الزيتونة

اختلف العلماء والمؤرخون في سبب تسمية جامع الزيتونة بهذا الاسم، من قال أن الفاتحين قد شاهدوا شجرة زيتونِِ كبيرة ووحيدة بجانب الجامع بالإضافة إلى الرمز الديني، لأن الله تعالى قد جعل شجرة الزيتون شجرةً مباركةً، وقد ورد ذكر الزيتون سبع مرات في كتابه الكريم لذا أطلق عليه اسم جامع الزيتونة.

إن جامع الزيتونة ليس فقط مكانًا للصلاة والعبادة وإنما كان مكانًا لطلب العلم والتعلّم عكس باقي المساجد الكبيرة الموجودة في جميع دول العالم الإسلامي فقد كانت تقام حلقاتِِ للدروس حول الشيوخ والأئمة لتعلّم العديد من العلوم الدينية والشرعية ومع مرور السنين صار التّدريس في الجامع يأخذ الشكل النظامي حتى صار مؤسسة جامعية بقوانين خاصة ومنهاجِِ وإجازات في القرن الثامن الهجري في عصرِ ابن خلدون وكان طلاب العلم والشريعة يشدّون الرحال إليه من من جميع أنحاء المغرب العربي لطلب العلم والاستفدة من علوم مشايخه العظام.[٣]


المراجع

  1. "تونس.. جامع الزيتونة 1300 عام من المعمار والتعليم"، عربي 21، اطّلع عليه بتاريخ 28ـ5ـ2019.
  2. "«الزيتونة ».. زخارف فريدة وتاريخ تونسي مجيد ودور علمي مؤثر"، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 28ـ5ـ2019.
  3. "جامع الزيتونة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 28ـ5ـ2019.

فيديو ذو صلة :