أين تقع واحة سيوة

أين تقع واحة سيوة
أين تقع واحة سيوة

موقع واحة سيوة

تقع واحة سيوة في الجزء الشمالي الغربي من جمهورية مصر وقرب الحدود الليبية على بعد يبلغ حوالي 560 كيلومتر جنوب غرب العاصمة القاهرة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 23,000 نسمة، وقد كانت منذ القدم تمثل الحدود الغربية لمصر، بالإضافة إلى أنها منطقة يسكنها البربر، إذ إن لهجة سكان سيوة هي اللهجة البربرة المتأثرة بشدة باللغة العربية، ويتميز سكانها باختلافهم عن المصريين، وقدرتهم على حل النزاعات فيما بينهم دون الحاجة إلى غراقة الدماء، وتعد واحة سيوة مركزًا لزراعة النخيل، كما يمكن الوصول إليها من خلال وسائل النقل والسيارات، وتُطور المنطقة الآن لتصبح مكانًا للسياحة، وسيوة هي مدينة تقع في الجزء الجنوبي من الواحة.[١]

ويبلغ طولها حوالي 10 كيلومترات، كما يتراوح عرضها بين حوالي 6 إلى 8 كيلومترات، وتضم حوالي 200 ينبوع، كما تضم مواقع المستوطنات القديمة التي حلت فيها منذ القدم، والتي هي عبارة عن مستوطنات محصنة جيدًا، وتتميز بمنازلها المبنية من الطين اللين والواقعة عند سفوح المعاقل السابقة فيها، وتسكنها الشعوب السودانية الناطقة باللغة البربرية، كما يقع على بعد 16 كيلومتر واحة صغيرة للزيتون في الشمال الشرقي من تلك الواحة، بالإضافة إلى سلسلة من الواحات الصغيرة والمسابح المالحة التي تمتد لنحو 80 كيلومتر غربًا، وتتميز واحة سيوة بخصوبتها، كما أنها تضم الآلاف من اشجار النخيل والزيتون، ويعد تصدير التمر وزيت الزيتون المصدر الرئيسي للدخل فيها، بالإضافة إلى صناعة السلال.[٢]


تاريخ واحة سيوة

كان لواحة سيوة العديد من الأسماء التي أطلقها عليها المصريون القدامى، إذ سماها العرب القدماء باسم سانتاريا، وواحة كوكب المشتري آمون، ومارماريس هامون، بالإضافة إلى حقل أشجار النخيل وسانتار وغيرها من الأسماء، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، كما يعتقد البعض أنها كانت عاصمة لمملكة قديمة، وقد سكن القدماء تلك الواحة منذ حوالي 10000 قبل الميلاد، وهم من سكان الصحراء الذين جابوا سواحل شمال إفريقيا بين تونس والمغرب، وقد طور اليونانيون من تلك الواحة، كما زارها الإسكندر الأكبر للتشاور مع أوراكل آمون الذي كان يحكمها آنذاك، وفي عام 708م انتشر الإسلام في تلك الواحة، ولم يمتد عبرها حتى حلول عام 1150م، وقد استمرت المحاولات للسيطرة على تلك الواحة، وخلال القرن العشرين كان عباس الثاني أول حاكم مصري يزور واحة السيوة، وقد تلقى ترحيبًا كبيرًا من سكانها، ولتكريم زيارته وضع الخديوي المحلي أساسًا لمسجد جديد في الواحة، وبذلك أصبحت جزءًا من مصر الجديدة.[٣]

شهدت الواحة زيارة عدد كبير من الرؤساء والزوار، كعالم المصريات الشهير أحمد فخري، إلا أن الحربين العالميتين تسببتا بمشاكل كبيرة لها؛ إذ إنها كانت محاصرة بين قوى متعارضة خلال الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1926م أدى سقوط الأمطار على منازل السكان الطينية إلى جعلها غير صالحة للسكن، وأُجبر معظمهم على الانتقال إلى سكن جديد خارج المدينة القديمة، كما لعبت سيوة دورًا مهمًا خلال الحرب العالمية الثانية؛ إذ تعرضت للاحتلال من قِبل قوات الحلفاء البريطانين، والأستراليين، بالإضافة إلى النيوزيلنديين كما قصفها الإيطاليون، مما أسفر عن مقتل حوالي 100 شخص، وقد منعت زيارة الواحة لعدة سنوات، وبالرغم من أنها اليوم ليست مقصدًا سياحيًا مهمًا، إلا أنها توفر العديد من المطاعم والفنادق والمحلات الحرفية لزوارها، كما تضم عددًا من المنتجعات، ومطارًا في داخلها.[٣]


أهم المعالم السياحية في واحة سيوة

تضم واحة سيوة العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

معبد أوراكل

يقع هذا المعبد في الجزء الشمالي الغربي من أنقاض قرية أغورمي في واحة سيوة، وقد بُني خلال القرن السادس قبل الميلاد، وكان مخصصًا لآمون الذي كان يُعرف في القدم باسم زيوس أو كوكب المشتري أمون، إذ كان يعد رمزًا للثروة في المدينة، ويُعتقد بأن الإسكندر الأكبر أُعلن كابن لآمون في هذا المعبد، وتوجد العديد من القصص التي تُروى حول ذلك المعبد، إذ يُعتقد بأن اثنتين من الكاهنات اللاتي نفين من طيبة إلى الصحراء أسستا معبدي دودونا في اليونان وأوراكل في سيوة، وقد كان بعض الحكام يأخذ بمشورتهن لقوتهن، والبعض الأخر أرسل جيوشًا لتدمير تلك المعابد، وما يزال معبد أوراكل حتى اليوم مثيرًا للاهتمام، وتحيط به أنقاض أغورمي، كما يتمتع بإطلالات رائعة على قمم واحة سيوة.[٥]

نبع كليوبترا

يقع هذا النبع عبر المسار المؤدي إلى معبد أوراكل، ويعد من أكثر ينابيع سيوة شهرة، إذ تمتد المياه الصافية إلى بركة حجرية كبيرة، وتعد من الأماكن الشهيرة التي يستحم بها سكان سيوة المحليون والسياح على حد سواء، كما تضم المنطقة التي يتواجد فيها النبع العديد من المقاهي الجميلة التي تقدم المشروبات والوجبات الخفيفة، وتعد مكانًا مريحًا للزوار.[٦]

قلعة شالي

تعد تلك القلعة حصنًا قديمًا مبنيًا من الطين في القرن الثالث عشر الميلادي، إذ تعد متاهة من المباني المتجمعة ويضم كل منها حوالي أربعة أو خمسة طوابق، وتتسع لمئات من الأشخاص، وقد بُنيت من قطع من الملح الذي استخرج من البحيرة، والمخلوط بالصخور والطين المحلي، وتتميز تلك القلعة بمناظر رائعة مطلة على الواحة، وقد تسببت الأمطار التي سقطت على مدار ثلاثة أيام في عام 1926م بأضرار كبيرة فيها، مما دفع سكانها إلى الانتقال إلى منازل أكثر حداثة وراحة منها، وتقام العديد من المنازل في البلدة القديمة اليوم من قِبل المصريين أو الأجانب، إذ تكون متاحة للإقامة لليلة واحدة فقط.[٧]


المراجع

  1. "Siwa Oasis", encyclopedia, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  2. Noah Tesch, "Siwa Oasis"، britannica, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Jimmy Dunn (12-6-2011), "The History of the Siwa Oasis"، touregypt, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  4. "Siwa Oasis attractions", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  5. "Temple of the Oracle", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  6. "Cleopatra’s Spring", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
  7. "Fortress of Shali", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :