أين تقع نجران

موقع نجران

تقع مدينة نجران جنوب منطقة عسير الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في الصحراء على طول الحدود اليمنية، وتحدها مدينة الرياض من الشمال، ومدينة الشرقية من الشرق، أما مدينة عسير فتحدها من الغرب، وتضم محافظة نجران كل من؛ هضبة عصور في الغرب، وهضبة نجران في الوسط، بالإضافة إلى صحراء الربع الخالي في شرق الربع الخالي،[١] وتقع على خط عرض 17.49 وخط طول 44.13، على ارتفاع 1310 متر فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 258,573 نسمة.[٢]


وصف مدينة نجران

تعدّ مدينة نجران من أكثر مدن المملكة العربية السعودية تطورًا، فهي مدينة تقع وسط جبال روكي، وتضم العديد من البساتين الشاسعة، وتعد المركز الإداري في منطقة نجران، كما أنها أحد المراكز السياحية المهمة في المملكة العربية السعودية، إذ تعد جبال نهوكة وجبال روان من أكثر مناطق الجذب السياحي في نجران، بالإضافة إلى سد نجران العالي، ومدينة الأخدود التراثية، كما تضم المدينة العديد من التماثيل والقطع الأثرية والتاريخية المهمة، ويفضل السياح زيارة المدينة للتعرف على ثقافتها وتقاليدها العربية الأصلية، كما تعكس، من خلال المهرجانات التي تُقام فيها والبرامج الثقافية الشعبية الثقافية، والتقاليد العربية الاصلية في المملكة العربية السعودية، أما من الناحية الاقتصادية، فتعتمد نجران على الزراعة في تعزيز اقتصادها، إذ تعد الفواكه أكثر المحاصيل الزراعية شعبية فيها؛ كالخوخ، والليمون، والمشمش، والعنب، والبرتقال.[٣]


تاريخ مدينة نجران

زار الرومان مدينة نجران لأول مرة في عام 24 قبل الميلاد، وقد كانت خلال الفترة الواقعة بين عامي 500م و635 م مقرًا لمستعمرة مسيحية، كما كانت خلال الفترة بين عامي 1000 قبل الميلاد و600م إحدى المراكز الرئيسية لإنتاج اللبان والمر التي تعمل على إمداد مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط بتلك المنتجات، وقد كانت تلك المدينة إحدى مناطق النزاع بين المملكة العربية السعودية واليمن، إلا أنها مُنحت للسعودية بموجب معاهدة السياف في عام 1934م، إلا أن حدودها بقيت محورًا للنزاع لعدة عقود من قِبل اليمن، حتى انتهى ذلك النزاع من خلال ترسيم الحدود للدولتين، وتعد الواحة الواقعة فيها منطقة زراعية خصبة، إذ تُنتج فيها الحبوب والتمر، كما تُربي فيها المواشي، وتعد مدينة نجران المحطة الجنوبية للطرق السريعة الواصلة بين مكة والرياض.[١]

كانت نجران تضم جماعة من اليهود مؤلفة من التجار والمزارعين قبل فترة طويلة من تدفق المسيحيين إليها؛ الذين كان معظمهم من المونوفيسيت من آل حراء، وقد أصبحت نجران في تلك الفترة مركزًا للتبشير بالمسيحية في جنوب الجزيرة العربية، وتعرض المسيحيون لدرجة عالية من الاضطهاد في عام 523م على يد يوسف ضوي نواس؛ ملك التبشير اليهودي، وقد سُجلت تلك الأحداث في الأدب المسيحي اليوناني والإثيوبي والسرياني، إذ انتزع الإثيوبيين المدينة من يد نواس والهيمياريس، إلا أن اليهود استمروا بالعيش في المدينة، وحافظوا على وضعهم السابق فيها، إلى أن جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكفل حقوق المسيحيين في نجران، وتوصل إلى اتفاق للتعايش فيما بينهم، وهذا ما أكمله خلفاؤه من بعده أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وقد استمرت الجاليات اليهودية بالعيش في نجران إلى أن هاجرت منها إلى مستوطناتهم في فلسطين في عام 1949م.[٤]


السكان في نجران

يتبع يهود نجران إلى القبائل اليمنية العشر، وقد عاشوا في مدينة نجران في المملكة العربية السعودية، وقد كانوا المجموعة اليهودية الوحيدة من اليهود اليمنيين الذين عاشوا خارج اليمن، إذ لم يتعرضوا للاضطهاد الذي تعرض له يهود اليمن، فقد تمتعوا بنفس المساواة في الحقوق التي تمتع بها السكان العرب في المملكة العربية السعودية، إذ لم تُفرض عليهم الضرائب، ولم يدفعوا الجزية؛ وهي الضريبة التي كانت مفروضة على غير المسلمين الذين يعيشون الدول الإسلامية مقابل حمايتهم التي تمنحها لهم الحكومة، وقد مارس المسلمون من بدو المملكة العربية السعودية الذين كانوا يعيشون في المنطقة التسامح مع تلك القبائل اليهودية، وبالمقابل كان يهود نجران يحملون الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، كما كانوا معروفين بالشجاعة والقوة في تلك الفترة، إذ كانت نجران المنطقة الأشهر بالكرامة والحرية في شبه الجزيرة العربية.[٤]

عمل سكان نجران بشكل أساسي في صياغة الذهب وإصلاح الأسلحة، إذ أصبحت الظروف المادية لليهود فيها أفضل من نظرائهم في اليمن، كما انتشرت مستوطناتهم في جميع أنحاء المدينة، إذ كانت عبارة عن وحدات صغيرة من الأكواخ، أو المنازل المصنوعة من الطين والمكونة من عائلتين لأربعين عائلة، وقد كانت ملابسهم مختلفة عن ملابس السكان السعوديين واليهود في اليمن، كما كان الحاجز الصارم بين النساء والرجال غير موجودٍ فيما بينهم، وبعد عام 1936م لم تكن علاقة يهود نجران مع يهود اليمن وثيقة، ويعود ذلك إلى الممالك المختلفة التي كانوا يعيشون تحت حكمهم، والتي كانت في حالة خلاف مستمر، كما أن حياتهم في مستوطنات صغيرة مشتتة لم تساعدهم على دراسة دينهم بشكل جيد أو تعزيز ثقافتهم الروحية، وعندما هاجروا إلى مستوطناتهم في فلسطين كان عددهم يبلغ حوالي 250 شخصًا.[٤]


أبرز المعالم السياحية في نجران

تضم مدينة نجران العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٥]

  • الأخدود الأثري: يقع هذا الأخدود الأثري في جنوب مدينة نجران، ويعود تاريخه إلى حوالي ألف عام قبل الميلاد، عندما كانت نجران إحدى مراكز الوقوف على طريق البخور.
  • قصر الإمارة: يعد هذا القصر من أبرز معالم مدينة نجران، وقد بُني من الطين على أساس من الحجر، وقد بُني في عام 1942م، ويضم 65 غرفة، ويعد مقرًا للحاكم المحلي في المدينة.
  • بئر هيما: يقع هذا البئر على بعد حوالي 30 كيلو متر في الجزء الشمالي الشرقي من نجران، وهو عبارة عن متاهة من الجيال الوديان، كما أنه موطن للعديد من الحيوانات؛ كالنعام، والجمال، والماشية.


المراجع

  1. ^ أ ب Michael Ray, "Najrān"، www.britannica.com, Retrieved 27-6-2019. Edited.
  2. "Where Is Najran, Saudi Arabia?", www.worldatlas.com,2-10-2015، Retrieved 27-6-2019. Edited.
  3. "Najran Map", www.mapsofworld.com, Retrieved 27-6-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Najrān", www.encyclopedia.com, Retrieved 27-6-2019. Edited.
  5. "Najran Region", www.sauditourism.sa, Retrieved 27-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :