محتويات
العراق
تعد واحدة من أشهر البلاد العربية في شبه الجزيرة العربية، وتقع في جنوب غرب قارة آسيا، ولها حدود مشتركة مع العديد من الدول فمن الشمال تحدها تركيا، ومن الجنوب تحدها المملكة العربية السعودية والكويت، ومن الشرق تحدها إيران، ومن الغرب تحدها المملكة الأردنية الهاشمية وسوريا والمملكة العربية السعودية، وتبلغ مساحتها الإجمالية بما يزيد عن 438 ألف كيلو متر مربع وبتعداد سكاني يتخطى 32.5 مليون نسمة ينحدرون من أصول عربية وتركية وتركمانية، ويتحدثون اللغة العربية لكونها اللغة الرسمية للدولة، كما يدين الغالبية بالديانة الإسلامية من كلا الطائفتين السنة والشيعة بالإضافة إلى المسيحية، وتتمتع العراق بنظام حكم جمهوري تقرر في عام 1932م بعد استقلالها عن بريطانيا، ولكن الحاضر يحمل للعراق الكثير من الحروب بسبب غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عشية عام 2003م، وقد تضررت العراق كثيرًا جرّاء ذلك على المستوى الاقتصادي، مما أدى إلى انهيار العديد من مؤسسات الدولة المفصلية، وعُملتها الدينار العراقي الذي يعتمد على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري وزراعة بعض المحاصيل مثل الأرز والتمر، وتصنيع مواد البناء والمنسوجات، وكذلك قطاع التعدين مثل الكبريت والحديد[١].
موقع سامرّاء
هي واحدة من المدن التاريخية القديمة الواقعة على شرق نهر الدجلة العراقي الشهير على بعد 60 ميلًا من العاصمة بغداد، ولطالما كان موقعها الاستراتيجي مبعث اهتمام من قِبل الممالك والقبائل المحاذية لها والتي تعيش في المنطقة ومنهم الساسانيون والآراميون والروم وصولًأ إلى الدولة العباسية، فالفضل في بنائها يعود إلى الخليفة المعتصم العباسي الذي جعلها عاصمة الدولة الرسمية في عام 221 للهجرة، إذ حضر إلى المنطقة باحثًا عن مكان مناسب لتأسيس الدولة، فوجد فيها ديرًا فأقام فيه عدة ليالٍ فوجد فيه من المناخ والهواء مما أشعره بالراحة، فقام بشراء الدير وبنى سامراء في موقعه، وتتالت المنشآت بالقرب منها في عهد هارون الرشيد والمأمون، فقد قاموا بإنشاء العديد من الحدائق والمتنزهات والمعالم الشهيرة لأضرحة عدد من الأولياء والعلماء مما زاد من أهمية سامراء وجعلها وجهة لكلّ عابر، وقد أقيم فيها الكثير من زوايا العلم والجامعات والكليات والمدارس الحديثة التي تدل على الاهتمام بالعلم والمعرفة، وقد وضعت منظمة اليونسكو العالمية سامراء على قائمة الماكن التراثية التي تحظى باهتمام بالغ[٢].
معالم سامراء
تتضمن سامراء العديد من المواقع الدينية والأثرية والتاريخية، وهي من أبرز المُدن العراقية منذ تأسيس المدينة الجديدة لوقتنا الحالي أي حوالي 1200 عام، ومن أبرز المواقع في سامراء:[٣]
- الكسرة المصنوعة من الفخار، وتبرز التأثر الإسلامي بالثقافة الصينية.
- سور سامراء.
- قصر الخلافة العباسية.
- معبد التوراة اليهودي.
- بحيرة الثرثار التي تم إنشاءها للحد من آثار فيضان نهر دجلة.
- جامع الملوية، وقد بناه الخليفة المتوكل على الله، وهو جامع ضخم مبني من مادة الجص.
- المئذنة الملوية، مئذنة الجامع الملوي، وهي من أشهر المآذن في العالم الإسلامي، وقد بُنيت بشكل حلزوني فريد وارتفاعها 52 متر.
- ضريح الإمام الهادي.
- ضريح الإمام الحسن العسكري.
تاريخ سامراء
بدأت الحضارة السامرية في العصر النحاسي قبل قرابة 7500 عام، وعُثر على علامات للاستيطان البشري في تل الصوان في سامراء، حيث عُثر على فخار تزينه شخصيات وحيوانات وطيور وتصاميم هندسية مُتقنة، وفي عام 690 قبل الميلاد بنى الملك سنحاريب مدينة سر مراتي على أرض منطقة محافظة صلاح الدين، وقد كانت المدينة أحد المواقع المُهمة للآشورين، وكان مركزها في الضفة المقابلة لمدينة سامراء الحالية، وقد ذُكر اسمي سامراء القديم (سوما وسُمرة) في العديد من المُخططات القديمة التي يعود بعضها لعام 364 قبل الميلاد.
تأسست المدينة الحديثة في عام 859م بأمر من الخليفة العباسي المعتصم بالله، وتم نقل العاصمة لها، وأصبحت مدينة كبيرة ومزدهرة بشكل متسارع خلال سنوات قليلة، وفي عام 1258م تم غزو المدينة من قبل المغول، وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي احتلتها جيوش الصفويين وهدموا سورها الخارجي ومبانيها المرتفعة، وبعد سنوات قليلة استرجعت الإمبراطورية العُثمانية حُكم المدينة، وفي عام 1878م تم إنشاء أول جسر على نهر دجلة يربط بين الضفة الشرقية لنهر دجلة والذي تقع عليه سامراء والضفة الغربية من النهر، ثم وقعت المدينة تحت الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد استقلال العراق أصبحت جزءًا من مملكة العراق، ثم ضمن أراضي الجمهورية العراقية بعد الانقلاب العسكري لحزب البعث وخلعهم لأخر ملوك العراق، وبعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003م شهدت المدينة قتال عنيف بين أهل سامراء والجيش الأمريكي على مدة أربع سنوات، ثم شهدت المدينة نوعًا من الاستقرار في عام 2008م، ولغاية الآن بالرغم من نشوب بعض الصراعات بين الحين والأخر في المدينة.[٤]
معلومات عن سامراء
لطالما افتخر العراق بسامراء لكونها معلمًا جاذبًا من بين العديد من المواقع الأثرية، وسنتناول فيما يلي العديد من المعلومات عنها:
- أُضيفت قبة ذهبية لسامراء فيما بعد، ولكن بعض معالمها وأضرحتها تعرضت للهدم والتدمير بسبب العديد من الصراعات الطائفية.
- تعتمد مدينة سامراء على العديد من المصانع المتخصصة في المجال الطبي وصناعة العقاقير والأدوية، وكذلك محطات الكهرباء والطاقة.
- يتميز المناخ في سامراء بكونه صحراويًا في أغلب المواسم مع سقوط القليل من الأمطار بين الحين والآخر.
- يقام سنويًا في سامراء العديد من المهرجانات والمعارض وأبرزها فرير الشهير، وتعرض فيه أنواع عدة من الفنون.
- تأسست مدينة سامراء في الفترة ما بين القرن الثالث والسابع للميلاد، وتقع في محافظة صلاح الدين[٥].
الخليفة المعتصم بالله
أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد، ثامن الخلفاء العباسيين، المولود في عام 179 للهجرة الموافق لعام 796م في العاصمة العباسية بغداد، تولى حُكم مصر والشام في عهد خلافة أخاه الخليفة المأمون، وقد بُيع بالخلافة في مدينة طرطوس في نفس اليوم الذي توفي فيه المأمون، وتوج كخليفة عباسي في شهر أغسطس من عام 833م، وشهد عهده بناء مدينة سامراء في عام 221 هجري الموافق لعام 859م، وتم نقل العاصمة من بغداد لسامراء، وتميز عهده بإخماد الفتن والثورات الداخلية التي بدأت في عهد المأمون، وقد قام بالقضاء على ثورة الهنود الزُط وأجلاهم للأناضول، وقضى على ثورتي محمد بن القاسم وبابك الخرمي، وكان أول خليفة مُسلم يقصي العرب والفرس من إدارة البلاد والعسكر ويسلمها للعسكر الأتراك بعد أن استقطبهم من مناطق آسيا الصُغرى، إذ بلغ عدد الجنود الأتراك في بغداد قرابة 10 آلاف جندي، ويشتهر عن الخليفة العباسي غزوته ضدّ عمورية بسبب نداء امرأة مسلمة باسمه بعد تعذيبها من قبل الجنود البيزنطيين، ويحمل المعتصم لقب الخليفة المُثمن، حيث كان الخليفة العباسي الثامن، وحكم لمدة 8 سنوات و8 أشهر، وقام بـ 8 غزوات، وتوفي عن عمر يناهز 48 عام في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول وكان له 8 أولاد و8 بنات حين وفاته.[٦]
المراجع
- ↑ "العراق"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ "سامراء"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ Andrew Petersen (13-9-2011), "سامراء"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ " Sāmarrāʾ ", britannica,25-9-2013، Retrieved 19-9-2019. Edited.
- ↑ "معلومات عن سامراء"، مرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ " خلافة المعتصم بالله "، islamstory، 12-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرّف.