أين تقع كارديف

تاريخ مدينة كارديف

يعود تاريخ مدينة كارديف إلى سنة 50 للميلاد، فقد غزتها الإمبراطوية الرومانية في العام المذكور، وبنت فيها حصنًا منيعًا أو قلعة تاريخيًة سنة 55 للميلاد، وقد شهدت المدينة تطورًا كبيرًا كونها عاصمة لثقافات متعددة لما يزيد عن ألفي سنة، لكنها في عام 1607 اجتاحتها فيضانات شديدة، ثم في عام 1642 اندلعت فيها حرب أهلية بين الملك والبرلمان، فيما دعم السكان الملك في بداية الحرب، لكنه خسر بحلول عام 1645، وعليه سيطرت القوات المدعومة من البرلمان على المدينة بعد هزيمة قوات الملك، ووما يذكره التاريخ عن مدينة كارديف أنها أول مدينة في المقاطعة تعرضت للضربات الجوية الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية، فشهت دمارًا هائلًا، ولم تستعد عافيتها إلا بعد انتهاء الحرب، وسنتحدث في هذا المقال حول موقع المدينة بشيء من التفصيل، بالإضافة إلى اقتصادها وأبرز معالمها السياحية.[١] ويعتمد اقتصاد كارديف على صادرتها من الفحم والحديد بالدرجة الأولى منذ القرن التاسع عشر الميلادي، ومع افتتاح سكة الحديد سنة 1841 وقعت أول صفقة فحم سنة 1907، ثم ازدهر قطاع تصدير الحبوب، وعليه نمت المدينة شيئئًا فشيئًا حتى عرفت صناعة السفن والحديد والصلب والورق، وبحسب المصادر فإن إنتاج المدينة يشكل خمس الإنتاج الإجمالي لويلز، وأن 40% من الأيدي العاملة في ويلز وافدون منها.[١].


موقع وطقس مدينة كارديف

تقع مدينة كارديف على الساحل الغربي من المملكة المتحدة أو ما يعرف باسم بريطانيا حاليًا، وقد نالت أهمية تجارية وملاحية كونها تمتللك حدودًا ساحلية بطول 1.200 كيلومتر، تبعد عن مطار هيثرو في العاصمة لندن مدة زمنية تقدر بنحو ساعتين عبر القطار، أو ساعة ونصف بالسيارة، وتجدر الإشارة إلى أنها عاصمة مقاطعة ويلز وتاسع أكبر مدينة على مستوى بريطانيا، أميرها تشارلز وهو الابن البكر للملكة إليزابيث الثانية وولي عهدها الأمير فيليب دوق أدنبرة.[١] ولمن لا يعرف مقاطعة ويلز فهي إحدى البلدان التأسيسية الأربعة للمملكة المتحدة، تقع في الناحية الجنوبية الغربية من بريطانيا العظمى، وهي قريبة من المقاطعات التالية؛ تشيشاير، وشروبشاير، وهيريفوردشاير، تحدّها مقاطعة غلوسترشاير من الناحية الشرقية، وقناة بريستول من الناحية الجنوبية، فيما تحدّها قناة سانت جورج في الناحية الجنوبية الغربية، ولها إطلالة مميزة من الناحيتين الغربية والشمالية على البحر الإيرلندي.[٢]

يعد طقس المدينة لطيفًا على مدار العام، علمًا بأن فترة ارتفاع درجة الحرارة تمتد من حزيران يونيو حتى آب أغسطس، وتتجلى في تموز لا سيما في ظل ارتفاع نسبة الرطوبة، وأما ذروة الانخفاض فتتجلى في شهر كانون الثاني يناير كما أنه يشهد تساقطًا غزيرًا للأمطار تصل إلى 76%، علمًا بأن شهري نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول يشهدان أمطارًا غزيرة أيضًا، وأما شهر الرياح العاتية فهو شباط فبراير، ومن هنا يبقى الوقت الأمثل لزيارة المدينة يعود لرغبة السائح في ما إذا كان يحب فصل الشتاء أم الصيف، وفي ما إذا كان يفضل سياحة المناطق الطبيعية وممارسة الأنشطة المائية في الشواطئ أم لا.[٣]


السياحة في كارديف

تعد مدينة كارديف البريطانية واحدة من أهم الوجهات السياحية التي تستقطب وافدين من جميع أنحاء العالم، فمقومات الجذب لديها عديدة ومتنوعة بفضل موقعها الاستراتيجي من ناحية، وما حباها الله به من جبال طبيعي من ناحية أخرى، ناهيك عمّا خلّفه الإنسان القديم من آثار خالدة تحكي عن الحضارات الموغلة في القديم، وما أضافه الإنسان الحديث من معالم سياحية جذابة، ومن أبرز معالم المدينة التي تستحق الزيارة ما يأتي:

  • المتحف الوطني the National Museum: يعد وجهة مثالية للمهتمين بالتاريخ والآثار والثقافة كونه يحتضن العديد من القطعة الفنية المرموقة والمقتنيات الخاصة بالتاريخ الطبيعي والجيولوجيا، علمًا بأنه يشهد معارضًا فنية وعروضًا مسرحيًة.
  • معرض مارتن تني Martin Tinney Gallery: هو معرض فني تأسس في القرن التاسع عشر الميلادي، مكوّن من ثلاث طوابق، ويحتضن أعمال مميزة تعود لفنانين مهمين مثل: كيفين سينوت، وهاري هولاند، وشاني ريس جيميس، وأوجستس جون، وغوين جون، ويقيم كل شهر عرضًا فرديًا في الصالة الأساسية، كما يقيم معارضًا متنوعة خاصة بالمطبوعات، والمنحوتات، واللوحات، وغير ذلك.
  • قلعة كارديف Cardiff Castle: هي قلعة أثرية يعود تاريخ بنائها الأصلي إلى نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، فيما شهدت عمليات تعديل وصيانة وترميم إبان القرن الثاني عشر الميلادي، وقد بقيت لمدة 25 سنة مركزًا للجامعة الوطنية للموسيقى والدراما، ثم تحوّلت إلى معلم سياحي منذ عام 1974.
  • خليج كارديف: بقيت ميناءً هامًا لصادرات المدينة منذ 1880، وقد ساهم في مساعدة اللاجئين الفارّين من الصراعات العسكرية في العديد من دول العالم، لكنه أصبح وجهة ترفيهية ومعلمًا سياحيًا منذ تسعينيات القرن الماضي كونه يوفر للزوار فرص للاستمتاع بالرياضات المائية.[٤]
  • مركز فنون الكنيسة النرويجية Norwegian Church Arts: هو مبنى ضخم يضم مقهى وصالة عرض فنيّ، وبذلك فهو مركزًا للفن في مدينة كارديف، وأحد أكبر المباني في منطقة الخليج، يؤمه السياح للاستمتاع بإطلالته الساحرة على مياه الخليج، والتعرف على المباني التي تحكي عن الثورة الصناعية، بالإضافة إلى زيارة الكنيسة التي عمد فيها كاتب الأطفال الشهير روالد دال.[٥]
  • المرافق الرياضية: تعد وجهة لمحبي الرياضة، ومن الأمثلة عليها الاستاد الوطني لفريق اتحاد الرجبي الوطني ويلز، واستاد مدينة كارديف، وملعب كارديف الرياضي الدولي، ولا غرابة في ذلك كونها المدينة الأوروبية للرياضة حسب تصنيف سنة 2009، كما أنها أضافت أحداث رياضية دولية مرموقة منها استاد الألفية الحادية عشر لمباريات كرة القدم كجزء من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "كاردف"، الجزيرة، 17-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.
  2. "الحياة في ويلز"، studyco، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.
  3. "معلومات ضرورةي عن السفر لكارديف"، hikersbay، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.
  4. مها عبد الودود، "أجمل أماكن السياحة في كارديف"، الموسوعة العربية الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.
  5. "أفضل المعالم السياحية في كارديف التي يمكنك زيارتها هناك"، دليل أوروبا، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.
  6. أسماء سعد الدين (21-7-2015)، "تقرير بالصور السياحة في كارديف"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :